أنقذوا نادي ذات راس

يمر نادي ذات راس الذي تأسس العام 1980، بأزمة مالية خانقة تهدد مصيره ومستقبله، بعد أن تكاد ديونه تصل إلى نحو نصف مليون دينار، نتيجة حقوق اللاعبين والمدربين وفق قرارات لجنة أوضاع اللاعبين المحلية، وغرفة فض النزاعات لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، بالإضافة إلى فواتير المياه والكهرباء والاتصالات وغيرها من الديون المتراكمة.اضافة اعلان
فريق ذات راس لكرة القدم الملقب بـ «أسود الجنوب»، شكل ظاهرة لافتة للنظر في العقد الحالي، ونجح في فرض نفسه كمنافس في دوري المحترفين، بل وانتزاع لقب بطولة كأس الأردن في الموسم 2012-2013، وخوض تجربة المشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي العام 2014، والتأهل من دور المجموعات والخروج من دور الستة عشر فيها.
ذات راس شارك للمرة الأولى بين «المحترفين» في الموسم 2004-2005، لكنه هبط إلى الدرجة الأولى في ذات الموسم، وغاب ستة مواسم متتالية، قبل أن يعود في الموسم 2011-2012 ويحجز مكانه بين المحترفين لثمانية مواسم متتالية، كان من أفضل إنجازاته على صعيد الدوري احتلال المركز الرابع في الموسمين 2013-2014 و2014-2015، كما خسر مباراة كأس الكؤوس وحل وصيفا في الموسم 2012-2013.
هذه النتائج الإيجابية جعلت «سفير الجنوب» مثالا يحتذى في المثابرة والعزيمة والرغبة في تحقيق الإنجاز، ومقارعة فرق العاصمة والشمال التي طالما احتكرت ألقاب المسابقات الأربع الكبرى.
لكن ذات راس، وكأندية أخرى، وقع في شرك الإنفاق المالي بعيدا عن الضوابط التي لم توضع بعد، سواء من قبل الهيئة العامة للنادي، أو من قبل وزارة الشباب أو اتحاد كرة القدم، رغم أن الأخير يفترض به أن يمتلك حق وضع تلك الضوابط، لكن ارتباط الأندية بالمسؤولية من قبل الوزارة، جعل الرقابة غائبة، و «ضاعت الطاسة» كما يقال.
صفقات احتراف للاعبين محليين ومن الخارج أبرمت بشكل متواصل، من دون أن يجد النادي إيرادات تغطي تلك النفقات.. لم تعد المستحقات التي تدفع من الاتحاد «حقوق ريع وبث تلفزيوني» وكذلك ريع المباريات، قادرة على تغطية النفقات في ظل غياب الدعم من القطاع الخاص، رغم أن النادي في فترة ما وجد دعما مناسبا من مختلف تلك الجهات، لكن إلى متى يستمر الدعم في ظل غياب التسويق، وفي ظل تذبذب النتائج من موسم لآخر؟
الهبوط من دوري المحترفين في الموسم 2018-2019، كان نتيجة حتمية لسياسات إنفاق مالي خاطئة، كبدت النادي خسارة كافة القضايا المرفوعة ضده لدى «فيفا» والاتحاد الأردني لكرة القدم، وجعلت حاضر النادي بائسا يبحث هنا وهناك عمن يمد له يد العون لعله يستطيع الإفلات من عقوبات «فيفا»، التي قد تؤدي إلى تهبيطه في حال لم يستطع الدفع، كما جعلت مستقبل النادي غامضا وفي مهب الريح وقد يؤدي الأمر به إلى الشطب.
أنقذوا نادي ذات راس قبل فوات الأوان، وقبل أن تتحول تلك المنجزات والذكريات الجميلة أثرا بعد عين، وفي ذات الوقت يجب أن يدرك النادي وغيره من الأندية أن الإنفاق بشكل متهور يؤدي إلى الخراب، وكما يقول المثل «على قد لحافك مد رجليك».