أهمية زيارة الصدر للسعودية والإمارات

محمد الشواهين

قبل سقوط نظام الرئيس صدام حسين، كنا ندرك حقيقة ان الشعب العراقي يتكون من سنة وشيعة وطوائف أخرى، لكنهم في المحصلة عراقيون، بيد انه من المؤسف وبعد سقوط النظام السابق، قامت ايران بحشر انفها في الشؤون الداخلية لهذا القطر العربي، الذي كان يعتبر عمقا عربيا مهما، وقلبت المعادلة والموازين لصالحهم.اضافة اعلان
في حروب فلسطين مع العصابات الصهيونية في العام 1948، ابلى الجيش العراقي بلاء حسنا، في قتاله مع الصهاينة، وحافظ على شمال الضفة الغربية، كجنين ونابلس وطولكرم، ولم تتمكن القوات الصهيونية من احتلالها، كما هو الحال مع الجيش الاردني الباسل، الذي حافظ على مناطق رام الله والقدس وبيت لحم والخليل، اضافة الى اريحا واجزاء واسعة من الغور والبحر الميت، التي عرفت فيما بعد بالضفة الغربية.
لكن التدخل الإيراني في الشأن العراقي، قلب الموازين، فبتنا نرى اقتتالا شيعيا سنيا، وباتت الطائفة السنية تعاني من الاضطهاد والتفرقة، فتعرضت للقتل والتشريد والتنكيل، حتى الشيعة العرب لم يسلموا من شرورهم، ووصل الأمر بقادة ايران الى التبجح ان عواصم عربية باتت تحت سيطرتهم، ويقصدون بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
الا ان الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر، لم يكن راضيا عن التدخل الايراني السافر في الشأن الداخلي العراقي، فكانت زيارته للسعودية ناجحة ومرحبا بها، وقد توصل الى تفاهمات هامة مع القيادة السعودية، وعلى رأسهم سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، الذي عقد معه سلسلة من الاجتماعات.
 بالنسبة لنا ككتاب ومراقبين، نعتبر مثل هذه الزيارات مبشرة بالخير، ونتوقع ان تضع حدا (للتغول) الايراني، ومن شأنها أن تعيد اللحمة العربية، والدفع باتجاه الحفاظ على عروبة العراق.
والزيارة الثانية للصدر لدولة الامارات، لن تقل اهمية عن سابقتها للمملكة العربية السعودية، حيث ان طائرة اماراتية خاصة أرسلت الى العراق، لتقل زعيم التيار الصدري، ذهابا وايابا، ومن هنا أود ان اشير الى ضرورة واهمية التواصل مع القيادات العربية الشيعية، وحسم الخلافات المذهبية والطائفية، وطي هذا الملف نهائيا، وذلك من اجل العمل الجاد على كف يد ايران، ووضع حد لأطماعها في بلاد العرب، وكبح جماحها عن التدخل في الشأن العربي في الاقطار العربية.