أودية البحر الميت: قنابل موقوتة في المنخفضات

شابان خلال عبورهما لأحد الوديان في منطقة البحر الميت-(الغد)
شابان خلال عبورهما لأحد الوديان في منطقة البحر الميت-(الغد)

حابس العدوان

البحر الميت - طالب معنيون بضرورة تكثيف الرقابة على أودية البحر الميت قبل دخول المنخفض الجوي، لتفادي اي حوادث قد تحصل على غرار ما جرى في فاجعة البحر الميت.

اضافة اعلان


وأكدوا ضرورة تشديد الرقابة على الأنشطة الشبابية والطلابية والسياحية بشكل عام، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تكرار مثل هذه الحوادث.
وشدد الرئيس التنفيذي لجمعية اصدقاء البحر الميت زيد السوالقة، على ضرورة إغلاق مداخل الاودية، بخاصة وادي زرقاء ماعين؛ الذي ما يزال دون اي رقابة، بالإضافة إلى عدة اودية تعتبر من المناطق الخطرة، بخاصة في فصل الشتاء.


وقال "ان ما يغري بعضهم في دخول هذه الاودية، هو الاجواء المشمسة والجميلة في منطقة البحر الميت، لكن الخطر يكمن في تشكل السيول في المناطق الشفوية، فالأمطار التي تهطل في مناطق محافظة مادبا، يتدفق معظمها نحو الاودية المنحدرة باتجاه البحر الميت، والتي غالبا ما تتدفق نزولا بشدة وبسرعة كبيرة، نتيجة لفرق الارتفاع بين 1200 متر فوق سطح البحر إلى 400 متر تحت سطح البحر".


وأكد السوالقة ضرورة رفع الوعي المجتمعي بخطورة ارتياد مثل هذه المناطق، بالتعاون مع وسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني، عبر أعمال توعوية تبث عن طريق وسائل التواصل والوسائط الاعلامية والتوعوية المتنوعة، وتزويد مداخل الاودية بشواخص تحذيرية تدعو إلى عدم الدخول إلى هذه الاودية، او الاقتراب من بركها المائية، موضحا ان معظم اللوحات الارشادية والتحذيرية الموجودة سابقا، تعرضت للعبث والخراب.


وشهدت اودية البحر الميت، حوادث غرق عديدة، ابرزها حادثة غرق طلاب احدى المدارس، ما تسبب بوفاة 21 فردا واصابة 43 آخرين، غالبيتهم من الطلبة، سبقتها وفاة شقيقين غرقا في بركة في الوادي نفسه، وقبلها غرق شقيقين في الوادي.


وأضح مدير دفاع مدني البلقاء المقدم مصعب الدعجة، ان العمل على الحد من حوادث الغرق، يتطلب جهدا مشتركا من جميع المؤسسات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني والأهالي، عبر تنفيذ أعمال توعوية الندوات والورش والمحاضرات، وتسييج مداخل الاودية، وتزويدها بلوحات تحذيرية للتوعية بمخاطر السباحة فيها.


ولفت إلى ان وعورة مناطق الاودية، بخاصة اودية البحر الميت، تشكل تحديا كبيرا امام عمليات الانقاذ، فمعظمها يصعب وصول وسائط النقل إليها، ما يدفع المنقذين إلى دخول هذه الأماكن مشيا على الأقدام، وهذا يتطلب جهد ووقت كبيرين للوصول إلى مكان الحادث.


ويشدد على ضرورة قيام الجهات المعنية بالعمل على منع وصول المواطنين إلى هذه الأماكن التي تفتقد معظمها لشروط السلامة العامة، مشيرا إلى ان مديرية الدفاع المدني قامت بتدشين مركز للدفاع المدني في منطقة المياه الساخنة مزودة بكافة التجهيزات اللازمة للإنقاذ لتسهيل الوصول إلى أي حوادث بالسرعة الممكنة.


ويشير الدعجة إلى تدشين مركز دفاع مدني شهداء البحر الميت عام 2019، للتعامل مع اي حوادث في وقت قياسي، بخاصة التي تحدث في البحر الميت والأودية والسيول التي ترفد البحر بالمياه، وكذلك جرى رفد المركز بالكوادر والآليات والمعدات اللازمة، بما فيها الزوارق المائية التي أدخلت الخدمة حديثا، وسيارة إنقاذ مائي حديثة، تستخدم لتجهيز الغطاسين، ما يساهم بالتقليل من معدلات زمن الاستجابة للحوادث.


وأضاف ان المركز جاء ليلبي متطلبات الانقاذ في منطقة ذات انتشار واسع، ومتنوعة التضاريس، تمتد من منطقة بانوراما البحر الميت وصولاً إلى منطقة الزارة، اذ تتعدد الواجبات والمهام التي يقوم بها أفراد فريق البحث والإنقاذ في المركز، تبعاً للطبيعة الجغرافية للمنطقة والظروف المناخية، وهذا يتطلب خلال الاعمال الانقاذية، بذل جهود كبيرة ومهارات متعددة، للحفاظ على سلامة الأرواح، وتحديدا في المناطق ذات الطبيعة الوعرة، أو ذات الصخور الملساء.


امين عام سلطة وادي الاردن المهندسة منار محاسنة، أكدت أن السلطة اتخذت عدة إجراءات للحد من حالات الغرق في اودية البحر الميت، كوضع اسيجة وتركيب بوابات، لكنها غالبا ما تتعرض للعبث والتخريب.


وشددت المحاسنة، على ضرورة البحث عن بدائل لمنع دخول المواطنين والمتنزهين إلى هذه الاودية، الا عن طريق تعاونهم مع جهات ذات علاقة كالشرطة السياحية ووزارة السياحة.

إقرأ المزيد :