أوروبا تستعيد حرية مقيّدة بعد شهرين من العزل.. وإيطاليا في المقدمة

450
450
روما- اجتازت أوروبا وفي مقدمتها إيطاليا الاثنين مرحلة جديدة من اجراءات رفع العزل لكن مع دعوات لتوخي الحذر الشديد في مواجهة فيروس كورونا المستجد الذي تسبب بوفاة أكثر من 250 الف شخص في العالم. هل سيتم التوصل الى لقاح بحلول نهاية السنة؟ أراد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يعطي نفحة تفاؤل في أوج السنة الانتخابية بشأن موعد انهاء الوباء الذي يشل اقتصاد العالم. وقال الرئيس الأميركي مساء الاحد لشبكة "فوكس نيوز" من لينكولن ميموريال في واشنطن "الاطباء سيقولون: يجب عدم قول ذلك" لكن "نعتقد أننا سنحصل على لقاح بحلول نهاية العام". لكن المجموعة العلمية سارعت الى التخفيف من شأن هذه التصريحات. وقال وزير الصحة الالماني ينس شبان "سأكون مسرورا لو كان الأمر ممكناً خلال أشهر، لكن أعتقد أن علينا أن نكون واقعيين، الأمر قد يتطلب سنوات لأن الخيبات ممكنة، شهدنا ذلك مع لقاحات أخرى". وعلى أمل تسريع هذه العملية، دعا الاتحاد الاوروبي الاثنين في بروكسل الى مؤتمر دولي للمانحين للابحاث مع دعم من أبرز القادة الأوروبيين. وتأمل منظمة هذا المؤتمر رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين أن تجمع 7,5 مليارات يورو. مع احتياطات واسعة، بدأت 15 دولة أوروبية الاثنين تخفيف اجراءات العزل المفروضة منذ عدة أسابيع على سكانها. وابرز هذه الدول ايطاليا، الدولة الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا مع 29 ألف وفاة، حيث بات يسمح للسكان بالخروج بحسب خطط محددة تتفاوت بين المناطق. وفي روما لم يخف ستيفانو ميلانو (40 عاما) "فرحته" باستعادة بعض الحرية والتمكن من استقبال قريب له أو الاستعداد لعيد ميلاد ابنه. لكنه عبر في الوقت نفسه عن "خوفه" من احتمال أن تؤدي موجة ثانية من الوباء الى إصابة والديه المسنين. وقالت وزيرة الداخلية الايطالية لوتشيانا لامورغيزي "الطوارىء لم تنته بعد". وكتبت صحيفة كورييري ديلا سيرا ان "مسؤولية" الشعب "وحدها" يمكن ان تمنع حصول موجة ثانية. ولا تزال متاجر التجزئة وكذلك الحانات والمطاعم مغلقة كما تحظر التجمعات العائلية الكبرى او الخروج بنزهات في الطبيعة. من البرتغال وصولا الى صربيا خففت عدة دول أيضا الاثنين اجراءات العزل فيما تستعد النمسا التي كانت رائدة في اعادة فتح البلاد، لعودة مدرسية جزئية وكذلك بعض المقاطعات الالمانية. وتمكنت المقاهي والمطاعم من اعادة فتح أبوابها في سلوفينيا والمجر باستثناء العاصمة بودابست. وفي بولندا، فتحت فنادق ومراكز تجارية ومكتبات وبعض المتاحف ايضا. في لشبونة قال ميغيل غارسيا وهو صاحب صالون لتصفيف الشعر "دفتر المواعيد بات ممتلئا". وخارج أوروبا، رفعت نيجيريا وتونس ولبنان أيضا الاثنين بعض القيود. وعلى العكس مددت اليابان حال الطوارىء الصحية السارية حتى 31 ايار/مايو. بحسب منظمة الصحة العالمية فان التوصل الى لقاح أو علاج فقط يمكنه وقف الوباء الذي ظهر في الصين في أواخر 2019، وبات منتشرا في كل أنحاء العالم متسببا بركود غير مسبوق. وأطلق نحو مئة مشروع لصنع لقاح في مختلف أنحاء العالم، بينها عشرة مشاريع في مرحلة التجارب السريرية بحسب بيانات مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة. والى حين التوصل الى لقاح، يبقى من الضروري الالتزام بالقيود السارية والتباعد الاجتماعي. وثمة معضلة كبرى تواجه الدول التي تفكر في اعادة فتح المدارس، على غرار فرنسا حيث بلغت الحصيلة حوالى 25 ألف وفاة وحيث يثير هذا القرار الذي يفترض أن يبدأ تطبيقه في 11 أيار/مايو، جدلا. في كندا أقر رئيس الوزراء جاستن ترودو بانه لا يعلم ما اذا كان سيرسل أولاده الى المدرسة في كيبيك حيث يرتقب ان تفتح المدارس في 11 ايار/مايو. وقال لاذاعة راديو-كندا "سيكون قرارا شخصيا جدا للكثير من الأهالي". في الجزائر اضطرت عدة متاجر أعادت فتح أبوابها الأسبوع الماضي، الى الإغلاق مجددا في عدة مناطق بينها العاصمة بسبب عدم احترام قواعد النظافة والتباعد الاجتماعي. في اسبانيا حيث تسبب الوباء بوفاة أكثر من 25 ألف شخص، عاد السكان للتنزه في الشوارع او ممارسة الرياضة اعتبارا من السبت على ان تواصل البلاد تخفيف اجراءات العزل تدريجيا على مراحل حتى نهاية حزيران/يونيو. في المانيا، حيث بات رفع القيود في مرحلة متقدمة، قال وزير الداخلية والرياضة الألماني هورست سيهوفر في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية الأحد إنه يؤيد استئناف دوري كرة القدم (بوندسليغا). وقد تسبب الوباء بوفاة 245 ألفا و576 شخصا في العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الاول/ديسمبر الماضي بينهم 143 ألفا في أوروبا. وفي الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا بالوباء مع نحو 70 الف وفاة، بدأ ثلثا الولايات الخمسين استئناف الاعمال او الاستعداد لرفع اجراءات العزل بهدف إنعاش الاقتصاد. في مقابلته مع فوكس نيوز الاحد، توقع ترامب ان يصل عدد الوفيات في البلاد الى "مئة ألف" موضحا انه "بدون اجراءات العزل فان هذا الرقم كان سيفوق 2,2 مليون". والاثر الاقتصادي للوباء وخصوصا على الدول الفقيرة، لم يوفر ايضا الدول الغنية. في الولايات المتحدة حيث تم احصاء أكثر من 30 مليون شخص باتوا عاطلين عن العمل، يسود جو من الكآبة في برودواي حيث لا يعلم أحد موعد إعادة فتح المسارح. وقال ماكسيم موستون عازف الكمان في المسرحية الغنائية "مولان روج"، "الجو العام في صفوف زملائي بخصوص الموعد الذي سنتمكن فيه مجددا من عزف الموسيقى لم يكن أبدا بمثل هذه الكآبة". (أ ف ب)اضافة اعلان