أوروبا تفتح حدودها الداخلية و290 ألف وفاة بـ"كورونا" في العالم

بروكسل- تواصل أوروبا رفع إجراءات العزل بحذر في مواجهة فيروس كورونا المستجد الذي تسبب بوفاة أكثر من 292 ألف شخص في العالم، وتسعى بعض الدول الى إعادة فتح حدودها الداخلية، فيما ترتفع أعداد الإصابات مجددا في دول عدة وتبدو أقل من الواقع في دول أخرى.اضافة اعلان
ودعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء الى إنقاذ موسم الصيف في القطاع السياحي الذي تضرّر بشدة من الأزمة، مشجعا على عودة تدريجية للسياحة.
وأعلن وزير الداخلية الألماني هورست شيهوفر أن بلاده، كما جيرانها فرنسا والنمسا وسويسرا، "وضعت لنفسها هدفا واضحا هو العودة الى حرية التنقل في أوروبا اعتبارا من منتصف حزيران/يونيو". كما أعلن أن تدابير المراقبة على الحدود ستخفف اعتبارا من 16 أيار/مايو.
وقالت نائبة رئيسة المفوضية مارغريت فيستاغر في مؤتمر صحافي في بروكسل "لن يكون هذا صيفا عاديا… لكن إذا بذلنا كلنا جهودا، لن يكون علينا تمضية الصيف محجوزين في المنزل، ولن يضيع موسم الصيف كله بالنسبة الى الصناعة السياحية".
وبحسب وثيقة حصلت عليها وكالة فرانس برس، ستقدّم المفوضية الأوروبية توصيات اليوم تقول فيها إن إعادة فتح الحدود الداخلية يجب أن تتم بطريقة "منسقة الى أقصى حدّ ممكن وبدون تمييز".
وخففت فرنسا وإسبانيا مزيدا من إجراءات العزل المفروضة على السكان منذ أسابيع.
في فرنسا، سلك بعض تلاميذ المدارس طريق المدرسة فيما آخرون على وشك العودة إلى الدراسة. وستفتح الشواطئ في نهاية هذا الأسبوع للتنزه أو ممارسة الرياضة.
في إسبانيا، تذوق الكثيرون فرحة العودة إلى الحانات، مع تدابير وقاية ونظافة صارمة. وقال ناركوس رودريغز في طراغونة "ما زلنا خائفين من الإصابة بالفيروس والحاق العدوى بأحبائنا، لكن يجب أن نخرج إلى الشارع وعلينا أن نعيش من جديد".
وقرّرت السلطات الإسبانية الثلاثاء وضع الأشخاص القادمين إلى إسبانيا في الحجر الصحي لمدة 14 يوما، اعتبارا من يوم الجمعة، وذلك خلال كل مدة حالة الطوارئ السارية لغاية 24 أيار/مايو ما لم يتم تمديدها.
ولمواجهة كارثة صحية عالمية أودت بحياة 290 ألفا و477 شخصا وأصابت أكثر من 4,2 ملايين شخص وفق إحصاءات رسمية، تحاول جميع البلدان تحقيق توازن صعب بين التدابير الهادفة إلى الحد من انتشار الوباء وقرارات إعادة إنعاش الاقتصادات التي تأثرت بأزمة غير مسبوقة.
وينظر الى كل أرقام الوفيات والإصابات الصادرة عن الدول على أنها أقل من الواقع لأسباب عدة، بينها طريقة الإحصاء وخصوصا عدم تعميم الفحوصات الطبية المعدّة للكشف عن المرض.
وتزايدت حصيلة الوفيات اليومية في الولايات المتحدة مجددا، إذ سجلت حوالى 1900 وفاة إضافية خلال 24 ساعة.
وقال مسؤولو الصحة في لوس انجليس، ثاني أكبر مدينة في البلاد، إن تدابير الاحتواء ستبقى سارية حتى نهاية تموز/يوليو، ما لم تحدث "تغييرات جذرية".
ولم يسلم البيت الأبيض نفسه من فيروس كورونا المستجد، وأعلن عن إصابات بين موظفيه. وقرّر نائب الرئيس مايك بنس الذي أصيبت المتحدثة الإعلامية باسمه بالفيروس، عدم الاقتراب من الرئيس والإبقاء على مسافة معينة بينهما لأيام عدة".
وتزداد الصورة قتامة في البرازيل التي سجلت أسوأ حصيلة يومية لها يوم الثلاثاء، مع 881 وفاة، ليرتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 12 ألفا و400 بسبب الوباء، وفق وزارة الصحة.
في فرنسا، إحدى الدول الأكثر تضررا، عاد عدد الوفيات أيضا الى الارتفاع الثلاثاء مع 348 حالة جديدة خلال 24 ساعة. لكن عدد المرضى الكبير في العناية المركزة يستمر في الانخفاض، بحسب المديرية العامة للصحة.
وسيُعاد الأربعاء فتح مراكز التسوق ودور السينما والمطاعم في نيوزيلندا وكذلك بعض المتاجر في المملكة المتحدة. في روسيا التي أصبحت الثلاثاء وفقًا لتعداد وكالة فرانس برس، ثاني دولة في العالم من حيث عدد الإصابات (أكثر من 232 الفا)، سمح الرئيس فلاديمير بوتين بتخفيف الحجرن بحسب وضع الوباء في كل منطقة.
لكن في موسكو، البؤرة الرئيسية للوباء في روسيا وحيث تم تسجيل 121 الفا و301 إصابة، مددت فترة العزل حتى 31 أيار/مايو. وسجلت روسيا الأربعاء أيضا عشرة آلاف إصابة جديدة.
وفي إشارة لافتة على تحسن الوضع، يستأنف الدوري الألماني لكرة القدم مبارياته السبت، فيما يستعد المشرفون على الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي القيام بالأمر نفسه.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الأربعاء من أن 1,2 مليون طفل دون سن الخامسة في 118 دولة قد يموتون خلال ستة أشهر بسبب العوائق التي تلحق بالتغطية الصحية في ظل الجهود المبذولة لمكافحة وباء كوفيد-19. ودعت الى تحرك عاجل.
ولا تزال إفريقيا بمنأى نسبيا عن الوباء، وسجلت فيها رسميا 2500 إصابة.
كما سجل ارتفاع كبير في عدد الوفيات التي لم يعرف سببها في شمال نيجيريا، الدولة التي فيها أكبر عدد سكان في إفريقيا، ما يثير مخاوف من انتشار قوي لفيروس كورونا المستجد في هذه المنطقة التي تعد بين الأفقر في العالم.
وشهدت كانو، المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في شمال البلاد مع عشرة ملايين نسمة، والتي لم تسجل رسميا سوى 32 وفاة ناجمة عن كوفيد-19 خلال الشهر الماضي، وفاة مئات الأشخاص وخصوصا في صفوف المسنين.
وحذر الدكتور ابراهيم موسى، وهو من أطباء المنطقة، من أنه "حين تظهر إصابة في كانو، فان كل الشمال يمرض"، مضيفا "إنهم غير مدركين للزلزال الذي يبدو أنه قادم".- (ا ف ب)