أوروبا تنظر إلى الأمام

إسرائيل هيوم

لارس اندرسون

9/5/2017

يحتفل الاتحاد الأوروبي في هذه السنة باليوبيل الستين على توقيع اتفاق روما الذي أسس الاتحاد الأوروبي، واليوم، التاسع من أيار، هو "يوم أوروبا" – الذكرى السنوية لاعلان وزير الخارجية الفرنسي، روبرت شومان، من العام 1950. ويسألونني في إسرائيل هل يوجد مستقبل للاتحاد الأوروبي؟ واجابتي هي بالتأكيد نعم.اضافة اعلان
في العقود الستة الماضية حظيت أوروبا بالسلام والنمو والأمن غير المسبوق، خلافا للنصف الاول الذي تميز بالانقسام والحروب في القرن العشرين حيث أن الجرائم التي ارتكبت ضد الانسانية معروفة جيدا للإسرائيليين ولليهود في ارجاء العالم. تفاعل أوروبا الذي جعلها تفوز قبل بضع سنوات بجائزة نوبل للسلام، كان وما زال السلام الاكثر نجاحا في التاريخ.
إن العالم ومن ضمنه أوروبا يمر بفترة عدم يقين وتطورات لا يمكن توقعها. واتحاد أوروبي قوي وموحد سيكون عاملا حيويا في الحفاظ على النظام العالمي وتعزيزه، وهذا الامر هام بالنسبة لأوروبا ولإسرائيل ايضا.
إن ترك بريطانيا للاتحاد الأوروبي هو أمر مؤسف بلا شك، سواء بالنسبة لها أو بالنسبة لنا، ولا يجب انكار ذلك. وعلى الرغم من ذلك ما أزال متفائلا فيما يتعلق بمستقبل الاتحاد الأوروبي. أولا، الاتحاد الأوروبي سيستمر في كونه، بعد خروج بريطانيا ايضا، الاقتصاد الثاني من حيث حجمه في العالم. مع 450 مليون مستهلك نحن الشريك التجاري الاكبر تقريبا (بما في ذلك إسرائيل)، الهدف والتركيز الاكبر في العالم للاستثمارات الخارجية المباشرة، والمساهم الاكبر في المساعدة الرسمية للتطوير. ثانيا، رغم جميع الصعوبات والانتقادات ما زالت اغلبية الأوروبيين يشعرون أن أوروبا الموحدة هي الاطار الافضل للقارة. وكما كتب الفيلسوف اليهودي سبينوزا في القرن السابع عشر: "السلام ليس فقط عدم وجود الحرب، بل هو سمو الروح والمزاج العام وفعل ما هو جيد والثقة والعدالة". أوروبا ستستمر في كونها مستقرة طالما اقتنع الناس أنهم في أمان، وأن البنية السياسية ديمقراطية وشفافة والحقوق محمية. الحصانة الحقيقية تكمن في القيم المشتركة لنا التي سنستمر في حمايتها والدفاع عنها.
  ثالثا، نحن متجددون – هذا أحد القواسم المشتركة الكثيرة بيننا وبين إسرائيل. الاتحاد الأوروبي يقف من وراء الخطة الحكومية الاكبر للبحث والتطوير والتجدد في العالم، حيث تبلغ ميزانية الخطة 80 مليار يورو للسنوات 2014 – 2020. وإسرائيل عضوة في هذه الخطة، وكانت فيها منذ عشرين سنة. هذا التعاون يمنحنا الأفضلية عندما سنواجه تحديات مستقبلية، سواء كان الحديث عن تغير المناخ أو حماية الحواسيب في الشبكة.
 أنا أثق، رغم ذلك، بمستقبل أوروبا لأنه يوجد لنا أصدقاء جيدون في العالم وإسرائيل من ضمنهم. فالصداقة تقوم على القيم المشتركة والأهداف المشتركة والاحترام المتبادل، واحيانا تقوم على الخلافات. من الناحية السياسية سنستمر لنكون لاعبا اساسيا في الساحة الدولية. لقد أطلق الاتحاد الأوروبي "الاستراتيجية الكونية" الجديدة في حزيران 2016، والحديث هو عن هدف طموح لسياسة الاتحاد الخارجية والامنية لمواجهة الصعوبات الكثيرة التي أمامنا، من الهجرة والارهاب وحتى الركود الاقتصادي العالمي.
على خلفية أن الاتحاد الأوروبي يمثل تعدد الوجوه، وحقوق الإنسان، والتعاون والصداقات الدولية، فأنا اؤمن أن مستقبلنا الموحد آمِن.