أوكرانيا: المحتجون يتعهدون بالاستمرار ولا يعولون على الخارج

مظاهرة نسائية في كييف أمس وسط أزمة سياسية مفتوحة بدأت منذ أسابيع-(ا ف ب)
مظاهرة نسائية في كييف أمس وسط أزمة سياسية مفتوحة بدأت منذ أسابيع-(ا ف ب)

كييف- قال معارضون في منطقة الاحتجاج شديدة التحصين بالمتاريس في وسط العاصمة الأوكرانية كييف أمس إنهم لا يتوقعون مساندة ملموسة من الخارج وسيواصلون مظاهراتهم الى أن يتخلى الرئيس فيكتور يانوكوفيتش عن السلطة.اضافة اعلان
ووصلت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الى كييف لاجراء محادثات مع يانوكوفيتش وزعماء المعارضة.
ودعا نائب الرئيس الاميركي جو بايدن مجددا الثلاثاء الرئيس الأوكراني إلى "الحوار" وإلى "تسوية حول تشكيل حكومة جديدة".
وجاء في بيان للبيت الأبيض أن نائب الرئيس الأميركي الذي يتصل بانتظام بالرئيس الاوكراني منذ اشتداد تحركات الاحتجاج، دعاه مرة جديدة الى "اغتنام كل الفرص ... لايجاد حل سياسي للأزمة".
وتعرب الاوساط السياسية الاوكرانية عن اعتقادها بأنه لن يحصل اي تطور مهم في موقف السلطة حتى اللقاء المرتقب بين يانوكوفيتش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش افتتاح الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي.
وقالت ألمانيا إنه يتعين التهديد بفرض عقوبات ما لم يتم التوصل الى حل سياسي لإنهاء الأزمة على وجه السرعة. وانتقدت أوكرانيا ذلك التصريح بحدة مطالبة بالابتعاد عن التصريحات الاستفزازية.
وعبر محتجون في ساحة الاستقلال عن قلقهم بشأن أي تدخل من جانب قوى أجنبية.
وقال محتج يدعى اندري بمجرد تدخل الاتحاد الاوروبي ستتدخل روسيا. ولن يفيد شيء. انه شأننا وبلدنا. نحتاج الى إزاحة يانوكوفيتش ثم تنصيب زعيم جديد يحقق ما نريده. بمساعدة الشعب.
وأضافت محتجة أخرى تدعى فاندا انه ليس أول شهر لنا هنا. وما زال لدينا أمل وسننتصر..أنا على يقين من ذلك. لكني أظن انه بسبب شعبنا وليس بسبب مساعدات خارجية من الاتحاد الاوروبي أو روسيا أو من أي مكان آخر. علينا أن نفعل ما نريد بأنفسنا.. ذلك سيكون أفضل لنا.
وأدى تراجع يانوكوفيتش عن التوقيع على اتفاق تجاري مع الاتحاد الاوروبي من اجل توثيق الروابط الاقتصادية مع روسيا الى تفجر الاحتجاجات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ورغم حصول يانوكوفيتش في المقابل على وعد من موسكو بتقديم حزمة مساعدات بقيمة 15 مليار دولار لانعاش اقتصاد بلاده فقد أغضبت هذه الخطوة ملايين الاوكرانيين الذين يحلمون بمستقبل أوروبي لبلادهم.
وقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص خلال الأسبوعين الأخيرين في أعمال عنف تتصل بالأزمة السياسية وهو أمر لم يسبق له مثيل في كييف.
وأثارت الاشتباكات العنيفة بين قوات الامن ومجموعات من المحتجين المتشددين قلقا عالميا من انزلاق أوكرانيا الى حرب أهلية. وتفصل أوكرانيا بين روسيا والاتحاد الاوروبي ويبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة.
ولم تشهد كييف اي اعمال عنف منذ عدة أيام لكن الحكومات الغربية حذرت يانوكوفيتش من خطر اندلاعها مجددا ما لم يتوصل الى تسوية مع المعارضة.
ومن غير المرجح ان يتقبل المتشددون من المحتجين تسوية مع يانوكوفيتش.
وقال محتج يدعى ليونارد على أوكرانيا ان تستعيد كرامتها. لن نستسلم لمثل هذه الحياة. بالتحرك قدما فقط سنحقق ذلك. لن نتراجع.    وتطالب المعارضة بالعودة إلى دستور 2004 لتقليص الصلاحيات الرئاسية لمصلحة البرلمان والحكومة.
ولم تمنع هذه التصريحات المتفائلة البرلمان الاوكراني من بدء نقاشات حامية حول الاصلاح الذي قال أحد قادة المعارضة فيتالي كليتشكو ان الحاجة ملحة لاجرائه.
واضاف "يجب ان نعود اليوم الى دستور 2004 ثم نناقش بروية دستورا جديدا"، واذا تعذر التوصل سريعا الى اتخاذ قرار "سيحصل تصعيد جديد للاحتجاجات".
وكان ممثل رئيس الدولة في البرلمان يوري ميروشينتشنكو عرض تشكيل مجموعة عمل لاعداد نص دستوري جديد. وتعتبر المعارضة ان هذه الطريقة ليست واقعية لأنها تستغرق وقتا طويلا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ، ان اوكرانيا لن تحصل على الدعم المالي الاميركي والاوروبي الا اذا اتجهت البلاد نحو الانتعاش الاقتصادي، عبر صندوق النقد الدولي. وقد رفضت كييف في السابق الامتثال للشروط القاسية جدا لصندوق النقد الدولي.
أيا يكن الامر، يبدو من الصعب ان تعادل المساعدة الغربية عرض روسيا التي وعدت بقرض تبلغ قيمته 15 مليار دولار دفعت منها حتى الآن ثلاثة مليارات وبخفض أسعار الغاز بنسبة 30 %. وقد رفض مسؤولون أوروبيون الرأي القائل بوجود "مزايدة" بين بروكسل وموسكو حول هذه المسألة.
من جهته، ألمح الكرملين الى ان استمراره في دفع المبالغ المتبقية لكييف رهن بالسياسة التي ستطبقها الحكومة الاوكرانية الجديدة. -(وكالات)