أول رئيس وزراء هندي يزور الإسرائيليين

يستعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، لزيارة فلسطين، يلتقي فيها الإسرائيليين، ورغم أنّها أول زيارة لرئيس وزراء هندي من نوعها، ورغم أنها لا تتضمن لقاء مع الجانب الفلسطيني، فإنّ هناك محاولة من البعض لتقليل المعنى السياسي للزيارة، على أنّ صفقات السلاح التي ستوقع، وتفاصيل الزيارة، توضّح أنه لا يجب التقليل من خطورة الزيارة، أو تناسي أن الفلسطينيين يتحملون جزئياً مسؤولية وصول الأمور لهذه النقطة. اضافة اعلان
تبدأ زيارة مودي للإسرائيليين قي 5 تموز (يوليو) القادم، وتبحث زيادة التعاون العسكري.
بدأت العلاقات الهندية الإسرائيلية عام 1992، أي عقب مؤتمر مدريد للسلام، وذلك كجزء من دول كثيرة مهمة عالمياً بقيت تقاطع، أو تحدد علاقاتها مع الكيان الصهيوني حتى "بدء السلام" مع الفلسطينيين، ومن هذه الدول عدا الهند الصين والفاتيكان. ومنذ ذلك الحين زادت تجارة الهند الإسرائيلية من 200 مليون دولار إلى نحو 4 مليارات، العام الفائت. فيما تتضمن الصفقات العسكرية، كل الأسلحة تقريبا من سلاح الجو إلى الصواريخ إلى الناقلات، وقد وقعت الهند مع الإسرائيليين، في شهري نيسان (إبريل) الفائت، وآيار (مايو)  صفقتين، على التوالي، مع صناعة الفضاء الإسرائيلية، الأولى بقيمة ملياري دولار، هي الأكبر في تاريخ الصناعات الإسرائيلية، والثانية بـ 630 مليارا. وإذ بدأت مفاوضات إسرائيلية هندية للتوصل لاتفاق تجارة حرة، منذ أكثر من 10 سنوات، فإنّ من غير المستبعد أن تشكل هذه الزيارة مناسبة لتنشيط المفاوضات.
في استعراض للصحافة الهندية (بالإنجليزية) تجد بسهولة دعوات لرئيس الوزراء الهندي للفصل بين الملفين الفلسطيني والإسرائيلي، وهناك ابتهاج أن عدم زيارة مودي لرام الله، البعيدة كيلومترات قليلة عن الكنيسيت الإسرائيلي، أثناء الزيارة، كما جاء في إحدى المقالات، يعكس هذا الفصل، وفي مقال آخر، جاء أنّ الهند يجب أن تشجع الفلسطينيين على حل مشكلاتهم مع الإسرائيليين بشكل ثنائي، والتوقف عن دعوتهم المجتمع الدولي للعب دور في الأمر، وحضت مودي على الاهتمام بالاقتصاد والفرص التجارية مع الإسرائيليين أكثر، وألمحت إلى أنّ العرب الآخرين لا يعارضون هذا التقارب، بدورها تقول جيروزالم بوست الإسرائيلية، "لا يوجد حتى تمتمات" في العالم العربي بشأن الزيارة. كذلك تم توظيف الهنود اليهود في الملف، وبحسب جيروزالم بوست، فإن 4 آلاف إسرائيلي من أصل هندي سيحضرون خطاباً لرئيس الوزراء الهندي أثناء الزيارة.
زار الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، الشهر الفائت، الهند، في ثالث زيارة له منذ توليه الرئاسة، ومما بحثه هناك التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات. وبالفعل تبحث الهند وتشترك في مشروعات للتعاون الأكاديمي مع الفلسطينيين، وبالذات في مجال تكنولوجيا المعلومات.   
بالمحصلة، هناك أولا، علاقات إسرائيلية – هندية، استفادت من المفاوضات الإسرائيلية  - الفلسطينية العربية، وجنى الإسرائيليون الثمن لمفاوضات لم يقدموا فيها شيئا تقريباً، وما يزالون يقبضون الثمن، ويصنعون علاقات إسرائيلية ومصالح، سيدفع الفلسطينيون ثمنها بالتضحية بهم في سبيل مصالح الدول التي كسرت المقاطعة مع الإسرائيليين بعد مفاوضات مدريد واتفاقيات أوسلو.
ثانيا، يشكل كل من الإسرائيليين والهند، عملاقا في صناعات تكنولوجيا المعلومات، وينافسان السيلكون فالي (مقر هذه الصناعة في الولايات المتحدة الأميركية)، ومن الممكن أن تتطور العلاقات على نحو كبير.
ثالثاً، على الفلسطينيين أن يبحثوا مع أنفسهم أولاً كيف أدت مفاوضاتهم "العبثية" مع الإسرائيليين إلى تطبيع إسرائيلي – عالمي (الموضوع ليس تطبيعا عربيا – إسرائيليا فقط)، وأن يطلبوا ثانياً من هذه الدول تخفيف التطبيع، وربطه على الأقل بسياسات الإسرائيليين على الأرض.
رابعا هناك مشاريع إسرائيلية للاستفادة من مهندسي تكنولوجيا المعلومات الفلسطينيين، في الأراضي المحتلة عام 1967، والمحتلة عام 1948، لفتح أسواق للشركات الإسرائيلية في دول عربية، باستخدامهم للغة العربية، في شركات، تبيع خدمات مختلفة، منها حجز الفنادق والطيران والبرمجة والتصميم وغيرها. وأي مشروع استقلال فلسطيني، لا يجب أن يرفض هذا الأمر وحسب، لأنه يبقي تبعية الفلسطينيين للاقتصاد الإسرائيلي، ولكن البحث عن حلفاء دوليين لصناعة بديلة في هذا المجال والهند من أفضل المرشحين لذلك، وهو ما يمكن التفكير به ليس على المستوى الفلسطيني فقط، بل أيضاً ما المانع من بحث تحالفات هندية – أردنية مثلا، وسوى ذلك في مثل هذه الصناعات.