أول مؤتمر شبابي موسع لـ"الإخوان" في 29 آب

رئيس دائرة العمل الشبابي والطلابي في الإخوان المسلمين زياد الخوالدة -(تصوير: أسامة الرفاعي)
رئيس دائرة العمل الشبابي والطلابي في الإخوان المسلمين زياد الخوالدة -(تصوير: أسامة الرفاعي)

هديل غبّون

عمان - كشف رئيس دائرة العمل الشبابي والطلابي، عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين زياد الخوالدة، عن انتهاء التحضيرات الأولية لعقد "مؤتمر طلاب وشباب الجماعة الأول"، كمؤتمر داخلي موسع للجماعة أواخر آب (أغسطس) المقبل، ليكون الأول من نوعه في تاريخ الحركة، وبإقرار من الهيئات التنفيذية فيها. اضافة اعلان
وعرض الخوالدة، في لقاء خاص مع "الغد"، أبرز الملامح والأطر العامة التي سيتناولها المؤتمر، بما في ذلك طبيعة الأوراق النقاشية المطروحة والرسائل "التنظيمية" المراد إيصالها إلى قيادة الجماعة، إلى جانب المسار الموازي الذي سيحمله المؤتمر ويتضمن "توجيه رسائل سياسية واضحة" إلى الجهات الرسمية في البلاد، والرؤية الإصلاحية للقطاع الشبابي في الجماعة.
وقال الخوالدة إن المؤتمر مدرج على جدول أعمال الدائرة منذ تشكيل المكتب التنفيذي الحالي قبل عامين، وإن إقرار انعقاده جاء قبل ما يزيد على شهر، معتبرا أنه يشكل "نوعية" في منح دور أكبر للقطاع الشبابي والطلابي داخل الحركة، وبلورة لجهود متراكمة على مدار أعوام طويلة، وخاصة مشاركة الإخوان في انتخابات الجمعيات الطلابية في الجامعات الأردنية.
ويعمل المؤتمر، وفقا للخوالدة، ضمن مسارات متعددة الأهداف، في مقدمتها "مناقشة الآليات التي يمكن من خلالها تفعيل دور طلبة وشباب الجماعة، وذلك عبر طرح مبادرات شبابية اجتماعية وتعليمية وسياسية وإعلامية ورياضية، والعمل الكشفي، وتطبيقها عبر أذرع الجماعة ومن خلال المجتمع المحلي".
وأضاف: "نتطلع من خلال المؤتمر إلى الانطلاق فعليا نحو المجتمع، وإطلاق مبادرات تخدمه.. وأظن أن إسهامنا كجماعة في القطاعات الشبابية لم يكن كافيا في الفترات السابقة، وأزعم أنه في مقبل الشهور سيكون لنا دور رئيسي داخل قطاعات الشباب في المجتمع لنستفيد ونفيد".
وشدد على أن المؤتمر "موجه بالدرجة الأولى" إلى شباب الإخوان، لافتا إلى أن الإعلان عن توقيت انعقاده يأتي لتسريع تنفيذ الرؤية التطويرية لشباب الجماعة داخليا ومجتمعيا.
وأضاف: "ربما سرعنا بالمؤتمر إن جاز التعبير لحاجات كثيرة والأهداف العامة مقرة سابقا، وهناك كثير من الأحداث الداخلية والخارجية نحن لسنا في معزل عنها، لذلك ارتأينا أن نعقد هذا المؤتمر في هذا التوقيت، وبعض مضامين أجندة المؤتمر قد تتم مواءمتها مع الظروف الإقليمية والمحلية المحيطة".
وفي الإطار، رأى الخوالدة أن الحديث عن طرح "رؤية" شباب الإخوان في الإصلاح الداخلي للجماعة هو هدف رئيسي للمؤتمر، باعتبار أن الجماعة هي "كائن حي" وبحاجة إلى تطوير وإصلاح مستمرين".
وأوضح "نريد من هذا المؤتمر أن يبث روحا جديدة في الجسم الطلابي الشبابي في الجماعة، وفي الجسم والهيئات القيادية، وأن يتبنى رؤية تطويرية إصلاحية في الداخل الإخواني ويعزز دور الجماعة أكثر".
وحول ما إذا كانت الدعوة إلى المؤتمر تعني أن هناك "تقصيرا مؤسسيا" بحق القطاع الشبابي قال الخوالدة: "لسنا أمام حالة انسداد لنقول إننا بحاجة إلى تثوير داخل الجماعة، وهي بحاجة مستمرة للإصلاح والتطوير، وأزعم هنا أننا في الجماعة من المرونة المعقولة للاستمرار في هذا التطوير والإصلاح.. الجماعة تنجز في عدة ملفات وتتشارك، وشأنها شأن أي تنظيم أو حزب بحاجة للدخول في أطوار جديدة".
وفي الوقت الذي سترفع فيه توصيات ومخرجات المؤتمر إلى "المستويات التنظيمية المختلفة" في الجماعة، لتشكل برنامجا عمليا للمرحلة المقبلة، بحسب الخوالدة، شدد على أن المؤتمر غير معني بـ"الاصطفافات" الداخلية للجماعة. 
ويعتقد الخوالدة أن التنظيم حقق "الكثير من الإنجازات والنجاحات المختلفة في عدة ملفات، في مقدمتها ملف المشاركة النقابية المهنية"، وتحدث عن أداء المكتب قائلا: "كمكتب تنفيذي نتعامل مع الملفات الداخلية بعدالة بالغة لا متناهية، وبحرص كبير على وحدة الجماعة ودورها.. الوحدة ليست مقدسة بحد ذاتها إن لم تكن مترجمة فعليا، وأزعم أن هناك أداء داخليا جيدا جدا في الجماعة ويجري العمل على استكمال مأسسة حقيقية داخل أقسام ودوائر الجماعة".
وتم تشكيل لجنة تحضيرية موسعة لعقد المؤتمر، ولفت الخوالدة إلى أن أكثر من ثلث هذه اللجنة هي من "طالبات وشابات الإخوان"، فيما جرى التنسيب بأن تتولى موقع نائب رئيس المؤتمر إحدى شابات الجماعة.
ويجري بحث عدد من القضايا اللوجستية المتعلقة بالمؤتمر كما أوضح الخوالدة، من بينها مقر انعقاده، الذي سيكون في أحد المقرات التابعة للحركة الإسلامية، وأعداد المشاركين.
وبشأن طبيعة "مشاركة القيادات"، اكتفى الخوالدة بالقول: "القيادات سيكون لهم حضور فاعل ضمن سياق المؤتمر، وهو ملك لطلاب وشباب الجماعة".
ويتضمن المؤتمر عدة أوراق نقاشية، منها ما يتعلق بالعمل الطلابي، المدرسي الثانوي والعمل الجامعي وتطوير آلياته وأفكاره، والتشارك مع قوى طلابية في تبني القضايا العامة للطلاب، إضافة إلى إيجاد محاضن طلابية تعنى بالحقوق الطلابية عموما، على حد تعبير الخوالدة.
وأكد أن القائمين على المؤتمر، حريصون على تمثيل عادل لمختلف القطاعات الشبابية والطلابية، فيما لفت إلى أن توجيه رسائل سياسية إلى الجهات الرسمية في البلاد، ضمن ما أسماه "رؤية الحركة الإسلامية في الإصلاح"، ستقدم عبر ورقة مناقشة منفصلة.
وأضاف: "بالتأكيد ستكون إحدى الأوراق مخصصة لذلك، حول الوضع السياسي عموما داخل الأردن ضمن سياق رؤية الحركة الإسلامية، وربما سيجري إقرارها بالاتفاق مع المكتب التنفيذي للجماعة".
إلى ذلك، قال الخوالدة إن دائرة العمل الشبابي والطلابي تنظر إلى "المبادرة الأردنية للبناء زمزم" على أنها اتخذت مسارا "غير صحيح"، وأنها "محط رفض من القطاعات الشبابية الإخوانية المختلفة".
وأضاف: "لقد اتخذت زمزم منحيات غير إيجابية في مسارها.. وخاصة في الفترات الأخيرة".

[email protected]