أول نادي سباحة مختلط في قطاع غزة

فتيات يتعلمن السباحة في غزة على أمل المشاركة في بطولات عالمية- (ا ف ب)
فتيات يتعلمن السباحة في غزة على أمل المشاركة في بطولات عالمية- (ا ف ب)

غزة- على شاطئ بحر بيت لاهيا في شمال غزة، تتلقى نحو 15 فتاة دروس السباحة على أمل المشاركة في بطولات عالمية، متحديات الظروف القاسية وتلوث البحر، جنبا إلى جنب مع زملائهن الذكور، في مشهد غير مألوف في القطاع.اضافة اعلان
ترتدي الفتيات قمصانا حمراء وسراويل سوداء، ويتدربن جبنا إلى جنب مع أقرانهن الذكور على حركات رياضية قبل السباحة في البحر، غير عابئين بالتلوث الكبير على شواطئ غزة.
وهذا النادي هو الأول الذي يستقبل الإناث في قطاع غزة المحافظ، وتتراوح أعمار مرتاديه بين 11 و16 عاما.
ينادي المدرب أمجد طنطيش على فريقه لإعطائه التعليمات، فيما تمر على مقربة من الشاطئ باخرة متجهة للرسو في ميناء زيكيم الإسرائيلي الواقع على بعد كيلومتر واحد.
ويحاول هذا الفريق أن يشق طريقه رغم الصعوبات الكثيرة التي تعترضه.
ويقول المدرب "لدينا فرص عديدة للمشاركة في مخيمات تدريب خارجية وفي مسابقات عربية لكن السفر عائق أساسي".
فمنذ أكثر من عقد، تفرض إسرائيل حصارا مشددا برا وبحرا وجوا على قطاع غزة الفقير. وتفتح مصر منذ أشهر معبر رفح أمام الحالات الإنسانية والطارئة فقط، وقبل ذلك كان هذا المنفذ الوحيد مغلقا بشكل شبه تام لسنوات.
وقد أسهم هذا الحصار، وما نتج عنه من ضعف في البنى التحتية، في التسبب بتلوث كبير في شواطئ بحر غزة الذي يلقى فيه يوميا 100 مليون ليتر من مياه الصرف الصحي من دون معالجة، وفقا للأمم المتحدة.
وفي بعض المناطق الأكثر تلوثاً تبدو مياه البحر ذات لون داكن. إضافة إلى ذلك، يفتقر الفريق لأبسط المعدات مثل النظارات والزعانف، والمسابح المؤهلة وأي شكل من الدعم، وفقا للمدرب.
لكن ذلك كله لا يثنيه عن السعي لتحقيق طموحات كبرى، منها المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو العام 2020.
ويقول عبد الرحمن البالغ 16 عاما، وهو أحد أعضاء الفريق "أريد أن أصبح بطل سباحة، مع أننا نواجه صعوبات في التمرين بسبب عدم وجود مسابح ولا ملابس خاصة ولا أدوات للتدريب".
تمر رانية (32 عاما) مع زوجها على الشاطئ، وتشاهد تدريب السباحة المختلط فتبدي دهشتها وإعجابها، قائلة "في غزة بنات وأولاد يتعلمون معا السباحة؟".
وتضيف "جميل أن يكون لفتياتنا هذا الطموح".
يروي المدرب البالغ 42 عاما أن تأسيس فريق من الفتيان والفتيات لم يكن أمرا مقبولا في البداية. ويقول "لقد واجهنا متاعب ومصاعب كبيرة في البداية.. لكن الأمر بات الآن أكثر قبولا".
ويضيف "هناك عائلات ترسل بناتها لتعلم السباحة معنا، وقد بلغت نسبة الفتيات في الفريق 30 %".
تنهي رقية البالغة 14 عاما تدريباتها مع الفريق، وتبدو الحماسة كبيرة على وجهها، وتقول "أريد أن أصبح سباحة ومنقذة لأشارك في مسابقات أولمبية عالمية".
وهي بدأت السباحة قبل ثلاث سنوات وانضمت في الآونة الأخيرة للفريق بتشجيع من أهلها. وتقول "نحن نتدرب في البحر، لكننا نريد مسابح كبيرة مخصصة للتدريب الأولمبي".-(أ ف ب)