"أوميكرون" في الأردن: هل تحور محليا؟

محمود الطراونة

عمان- الغموض سيد الموقف، هذا ما تظهره حالة المصاب الثاني بفيروس كورونا الجديد (متحور أوميكرون).

اضافة اعلان

هل يتحور الفيروس محليا؟ وهل أصبحنا بؤرة للتحور في العالم؟ وما الدليل العلمي على ما أدلت به رئيسة المركز الوطني لمكافحة الأوبئة رائدة قطب، وماذا قال الخبراء بهذا الشأن؟ وهل يمكن أن يكون التسلسل الجيني لفيروس في جنوب افريقيا، هو التسلسل الجيني للفيروس نفسه في الأردن؟ وما مدى احتمالية الأمر إحصائيا؟


عموما، صرحت القطب، أن المصاب بـ"أوميكرون"، ولا يوجد له تاريخ سفر، "قد يكون أصيب بالفيروس بعد تحوره في الأردن"، موضحة أن انتقال الفيروس بين الأشخاص قد يؤدي إلى تحوره.

أول شحنة من أقراص فايزر تصل الأردن نهاية آذار وتكفي لـ1500 شخص

الهواري: أوميكرون سيستمر بالانتشار ليصبح النسخة السائدة في الأردن

328 إصابة أوميكرون في الأردن بعد تسجيل 295 حالة جديدة


وأشارت إلى أن الحالة المكتشفة هي لشخص لم يسافر، وجرى اكتشافها بإجراء فحص روتيني لـ5-10 % من العينات، للتعرف على المتحورات، فثبتت إصابته بـ"أوميكرون".


غير أن خبراء، بينهم الأمين العام لشؤون الأوبئة في وزارة الصحة الدكتور رائد الشبول، أكدوا أن احتمالية التحور داخل الأردن ضعيفة، وأن هذا السيناريو قد يكون مستحيلا، وربما أن رئيسة مركز الأوبئة لم تعن ذلك.


استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، قال "إن ما يجري تداوله من تصريحات تتعلق بنشأة "أوميكرون" وتحوره في الأردن، ما هي إلا تصريحات عارية عن الصحة، ولا تستند إلى أي معلومة طبية حقيقية".


وقال الطراونة، في تصريح لـ"الغد"، إن التحقق من صحة تحور "أوميكرون" في الأردن، يحتاج إلى دراسات وأبحاث علمية دقيقة، غير موجودة في الأردن لإثباتها، مشددا على أن الأردن لم يتحول إلى بؤرة للسلالة الجديدة.


وأضاف أن الإصابة المسجلة بـ"أوميكرون" غير معروفة المصدر، بل جاءت غالبا بسبب الاختلاط مع حالات من الخارج لم تشخص بدقة، وأيضا تعتمد على السيرة المرضية للمصاب.


وذكر أن فحص "أوميكرون"، يتطلب بالضرورة إجراء فحص "التسلسل الجيني"، وليس الاكتفاء بفحص "بي سي آر"، موضحا أن نسبة دقة فحوص "بي سي آر" بتشخيص الإصابة بكورونا لا تتعدى الـ50 %، ناهيك عن أن 85 % من المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أي أعراض، مشيرا إلى أن المتحور قد يكون في حالة انتشار مجتمعي، بخاصة أن سرعة الانتشار إحدى خصائصه.


وكانت وزارة الصحة، أعلنت مساء أول من أمس، عن تسجيل أول إصابتين بمتحور من فيروس كورونا نوع "أوميكرون".


عضو المركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور إبراهيم البدور، قال لـ"الغد": "إن الاحتمال الأكثر منطقية، هو انتقال الإصابة من حالة دخلت الى الأردن دون اكتشافها، ثم بدأت بالانتشار محليا، ما يشير لاحتمالية وجود إصابات أخرى".


واعتبر البدور، أن التحور محليا فرضية ضعيفة جدا وغير منطقية، لا يؤخذ بها، مشددا على ضرورة التقصي الوبائي في هذه المرحلة، لمعرفة مصدر الإصابة وحجرها مؤسسيا، واتخاذ الإجراءات الوقائية بشأن المخالطين.


وتوقع بدء موجة رابعة شرسة، يكون السائد فيها متحور "أوميكرون"، معتبرا أن على الحكومة وقف التجمعات والاحتفالات ومنعها تحت طائلة المساءلة، لأن الانتشار المجتمعي لهذا المتحور سيكون صعبا، وبالتالي علينا وقف أشكال التفشي كافة له.


وبين أن التقصي ومنع الانتشار، يؤخران دخولنا في موجة رابعة برعاية المتحور "أوميكرون" لاكتشاف حقائق أكثر عن المتحور الجديد، لكي نتعامل معه، خصوصا من الانفتاح في كل القطاعات، وعدم التقيد بالكمامات والتباعد.


الأمين العام لوزارة الصحة لشؤون الأوبئة والأمراض السارية الدكتور رائد الشبول، قال "إن توقعات أن يكون المتحور "أوميكرون" تحور محليا ضعيفة جدا، وهي فرضية غير منطقية"، لافتا الى أنه قد تكون رئيسة مركز الأوبئة عنت أمرا آخر، أو فهم تصريحها بشكل خاطئ.


وأشار الى أن وزارة الصحة، جاهزة ومستعدة لاستقبال أي إصابات بـ"كورونا"، مشددا على أنها تتابع الحالات المشتبهة والمخالطة، وستنفذ مزيدا من الفحوصات للتسلسل الجيني لمعرفة مدى انتشار المتحور "أوميكرون".


ومن جانبه، قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني، إن احتمال أن يكون "أوميكرون" الأردن قد تحور محليا، ليتشابه تماما مع عدد وتسلسل وترتيب التغيرات الحاصلة (عددها 31) مع "أوميكرون" جنوب افريقيا، هو صفر.


وأشار الى "أننا نحتاج لأكثر من 40000 بليون كرة أرضية يعيش في كل منها أكثر من 6 مليارات إنسان لتحدث إصابتان مستقلتان لهما عدد وتسلسل وترتيب التغيرات نفسها على 31 موقعا مختلفا".


وأضاف أن كل التوقعات واردة، ومن الممكن أن الحالة لم تكتشف كون الحدود الجوية بقيت مفتوحة لـ3 أيام، وانتقلت من شخص دخل للمملكة من شخص آخر، لافتا الى أنه لا بد من حصر جميع من قدم من المواطنين وغير المواطنين، ومن خالطوا، وهذا أمر في غاية الأهمية يجب عمله فورا.


وعلى افتراض أن الحالة وصلت من خارج الأردن، ومن المحتمل جدا أن تحول هذه الحالات الأردن إلى بؤرة وبائية، إذا انتشر هذه المتحور بين المواطنين، إذ يجب ألا نكتفي بفحص "بي سي آر" فقط، فنسبة دقته لا تتجاوز الـ50 %، والمطلوب فحص التسلسل الجيني للتأكد من نوع المتحور.


الى ذلك، أعلنت وزارة الصحة، أمس، عن تسجيل 38 وفاة و4936 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 11917 وفاة و1003428 إصابة، بينما بلغت نسبة الفحوصات الإيجابية 10.15 %.


وأشار الموجز إلى أن عدد الحالات النشطة حالياً وصل إلى 66809 حالات، بينما بلغ عدد الحالات التي أدخلت للمستشفيات 203، وعدد التي غادرت 186، فيما بلغ العدد الإجمالي للمؤكدة التي تتلقى العلاج في المستشفيات 1194.


وأظهر الموجز، أن نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الشمال بلغت 28 %، ونسبة إشغال أسرّة العناية الحثيثة 48 %، ونسبة إشغال أجهزة التنفس الاصطناعي في الإقليم ذاته 34 %.


وأضاف، أن نسبة إشغال أسرّة العزل في إقليم الوسط بلغت 29 %، وإشغال أسرّة العناية الحثيثة إلى 43 %، وإشغال أجهزة التنفس الاصطناعي إلى 22 %.


وفي إقليم الجنوب، بلغت نسبة إشغال أسرّة العزل 10 %، وإشغال أسرّة العناية الحثيثة 8 %، وإشغال أجهزة التنفس الاصطناعي 6 %.
وأشار الموجز إلى تسجيل 4674 حالة شفاء، ليصل إجمالي حالات الشفاء المتوقعة بعد انتهاء فترة العزل (14 يوماً) إلى 924702، كما أشار لإجراء 48645 فحصاً، ليبلغ العدد الإجمالي للفحوصات التي أجريت منذ بدء الوباء 12667844.


وأظهر الموجز أن عدد متلقي الجرعة الأولى من لقاح كورونا وصل إلى 4214160، فيما وصل عدد متلقي الجرعتين إلى 3808336.

-(بترا)

إقرأ المزيد :