‘أيام التراث الأردني‘.. تزهو بالحرف اليدوية والمأكولات الشعبية- فيديو

جانب من فعاليات "أيام التراث الأردني" في مدينة السلط- (الغد)
جانب من فعاليات "أيام التراث الأردني" في مدينة السلط- (الغد)

تغريد السعايدة

عمان- شهد بيت الرواق الأردني في مبناه التراثي في شارع الخضر/السلط، أول من أمس، اختتام فعاليات "أيام التراث الأردني"، بعد سلسلة متتالية منها، استمرت لأسبوع في محافظات عدة، بتنظيم من مؤسسات أردنية، وبإشراف الاتحاد الأوروبي الذي يحتفي بـ"السنة الأوروبية للتراث الثقافي".
وتحت شعار "الاحتفال بالماضي لبناء المستقبل"، انطلقت الفعاليات التي نظمها الاتحاد عبر المراكز الثقافية الأوروبية، بين 5 و13 من الشهر الحالي، وجابت المحافظات بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار ومجلس السياحة الأردني.
تنوعت فعاليات "أيام التراث الأردني"، فخصص جزء منها للمأكولات التراثية الأردنية، إلى جانب محاضرات عن المساجد التراثية والمسرح، بالإضافة لتنظيم زيارات للمناطق التراثية، من أجل التعرف على بعض المهن التراثية الأردنية، وغيرها الكثير من الفعاليات التي حظيت بحضور من أبناء المجتمع المحلي، والسياح.
وخلال أيام التراث، تم دعوة الأردنيين والأجانب للمشاركة في أنشطة وفعاليات متنوعة، للاحتفال بالجهود المشتركة بين الأردن والدول الأوروبية، لحماية وتعزيز التراث الأردني؛ إذ تم تنظيم ورش عمل ومحاضرات وأسواق المواد الغذائية التقليدية ورحلات المشي وعروض مسرحية خلال الفترة المقررة، ما فتح المجال للجميع لاكتشاف أو إعادة اكتشاف جمال الأردن وتقاليده.
وفي السلط، شهدت المدينة فعاليات مختلفة بتنظيم من مديرية سياحة البلقاء؛ حيث توافق الاحتفال فيها بيوم التراث العالمي في الثالث عشر من تشرين الأول (أكتوبر)، والذي يسعى من خلاله القائمون على السياحة إلى تطوير القطاع السياحي في المدينة، وتسويق تراثها عبر تلك الفعاليات التي حضرها مجموعة كبيرة من الزوار، ونسبة من السياح الأجانب الذين جاؤوا لمشاهدة العروض والتمتع بالأجواء التراثية، من خلال إقامة الفعاليات في مبنى رواق الأردن، الذي يعود إلى أوائل القرن الماضي.
وتسعى السلط منذ سنوات إلى أن تكون ضمن المدن العالمية الواقعة في تصنيف المدن التراثية بدعم من اليونسكو، وقامت بها العديد من التنظيمات السياحية، إلى جانب الحرص على تراث المدينة من خلال المحافظة على بقايا المباني التراثية فيها، وعدم العبث بها، وتحديد مسار سياحي للمدينة يشمل جميع المواقع التراثية فيها، والتي تزخر بها السلط ومحيطها.
وشهد اليوم التراثي في السلط فعاليات متنوعة عدة، اشتملت على مهرجان الأكل الشعبي التراثي، لذلك خصص اليوم العالمي للاحتفاء بالتراث الأدرني، لأن تكون السلط ضمن المدن التي تبرز جانب "تراث الأكل"، وهو ما حرصت السيدات المشاركات على إظهاره في محيط مبنى "رواق الأردن".
وقدمت مجموعة من سيدات السلط منتجات عدة تنوعت ما بين الصناعات الغذائية والحلوى القديمة أو ما يعرف بـ"كعك العيد السلطي"، ومكوناته البسيطة، بالإضافة للحبوب والزعتر والخبيصة ودبس الرمان وغيرها الكثير من المنتجات، بالإضافة إلى المنتجات اليدوية الأخرى كالتطريز وهدب الشماغ على أيدي سيدات من السلط، وبعض الصناعات الخزفية والخرز، التي نالت إعجاب الحضور.
كما تضمن الحفل تقديم عرض موسيقي تراثي شارك فيه مجموعة من الأطفال الذين تحرص مدراسهم على تعليمهم وتدريبهم على العديد من الأعمال التراثية للمحافظة على إرث الأردن والبلقاء تحديداً، والتي تحكي قصة تاريخ منذ عقود، كما اشتمل الحفل على أغان تراثية قديمة شارك بها مجموعة من الشبان والفتيات، الذين ارتدوا اللباس السلطي القديم.
كما قدم مجموعة من الشباب المشاركين في جوقة البلقاء عرض موسيقي وغنائي، وهم ممن يتلقون التدريب الفني والغنائي في رواق الأردن، الذي يحتضن الكثير من المواهب في مدينة السلط لتعليمهم الفنون الموسيقية، ليتسنى لهم المشاركة في مختلف الفعاليات الوطنية والفنية.
كما نظمت مسابقة للعبة "المنقلة"، وهي من الألعاب الشعبية، وتعد من تراث السلط القديم الذي ما تزال المدينة تحتفي به حتى هذا اليوم.
وفي نهاية اليوم التراثي، تم تقديم فقرات تعريفية بالواقع الاجتماعي والشعبي في المحافظة، تحت عنوان "حارتنا".
وتم اختيار موقع الحفل بالتعاون ما بين مديرية سياحة البلقاء ورواق الأردن؛ حيث يُعد مبنى الرواق من أقدم المباني التراثية في السلط، وتم تحسينه وإعادة استخدامه مرة أخرى قبل عامين تقريباً من قبل بلال الحياري لمبادرة رواق الأردن التي يهدف من خلالها، بحسب حديث الحياري لـ"الغد"، إلى إحياء النشاط الثقافي والفني في مدينة السلط، من خلال أنشطة عدة تساعد على إيواء الموهوبين في السلط وضواحيها، لإفساح المجال أمامهم لتعلم الموسيقى والفنون، ضمن أجواء مهيأة لهم وتتناسب والبيئة المحيطة في المدينة، وذلك بشكل مجاني.
وقال مدير سياحة البلقاء محمود عربيات "إن وزارة السياحة والآثار تولي المحافظة اهتماماً واضحاً من خلال مشاريع سياحية عدة لتكون مدينة عالمية، ومشاركتها اليوم في هذه الفعالية الوطنية ما هي إلا جزء من تأكيد الاستراتيجية الخاصة بذلك، وإظهار الإرث التاريخي للسلط".
كما بين عربيات أن هذه المشاركات من شأنها أن تدعم المرأة وتمكنها من خلال عرض مشغولاتها اليدوية التي تحاكي تراث الوطن، عدا عن إظهار المواهب الشبابية في الفنون المختلفة، ومنهم فريق "جوقة البلقاء"، وفعاليات "حارتنا".
وأكد عربيات أن السلط غنية بالمقومات السياحية المتنوعة ما يجعلها مميزة وجاذبة للحركة السياحية، وفي العام 2017، احتفلت السلط بكونها الوجهة السياحية المميزة الأولى ضمن برنامج الوجهات السياحية المميزة التي شاركت بها أربع محافظات أخرى.

اضافة اعلان