أيام العرب جميعها للنسيان!

استهل العرب مشاركتهم في دورة الألعاب الأولمبية "ريو 2016" بالخسارة، وحققوا "كما هو متوقع" نتائج مخيبة، حيث شهدت مختلف المسابقات في اليومين الأولين خروجا جماعيا.اضافة اعلان
يومان للنسيان "وما أكثر ايام العرب للنسيان".. يدخل معظم الرياضيين الألعاب والمسابقات الرياضية في ريو دي جانيرو، وعيونهم على الميداليات الأولمبية الذهبية والفضية والبرونزية، إلا العرب.. فمعظمهم يحمل أحلاما جميلة تتمثل في تحطيم الأرقام الشخصية والعربية، والخروج بـ"خسائر مشرفة".
إنجازات العرب في البرازيل اقتصرت حتى الآن على "فضيحة جنسية بطلها ملاكم مغربي".. حق لنا أن نفخر بذلك!.. كثير من العرب ذهبوا إلى البرازيل ليس من أجل المنافسة، وإنما للاستمتاع بالمناظر الجميلة وملاحقة الفتيات على الشواطئ.. قليلون هم الذين ذهبوا الى البرازيل من أجل تحقيق الإنجازات.
94 ميدالية أولمبية حققها العرب "من المحيط إلى الخليج" على مدار 88 عاما خلت.. منذ المشاركة في أولمبياد امستردام 1928 وحى "لندن 2012".. جميع العرب حققوا 12 ميدالية مختلفة الألوان في لندن قبل أربع سنوات، في حين حققت جامايكا وحدها هذا العدد وحققت كازاخستان 13 ميدالية.
العرب لا يلتفتون كثيرا للرياضة.. ثمة أمور اخرى تشغل بالهم، فقد نجحوا في الوصول إلى القمر وصنعوا الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية والمختبرات وصدّروا التكنولوجيا لمختلف دول العالم.. التعليم "عال العال" والصحة "مثال يحتذى" والأمن والسلام يحيط بهم من كل جانب!.
الشباب العربي والمال العربي لم يقدما حتى الآن إنموذجا رياضيا يعتد به.. صحيح أن حالات فردية ظهرت في العقود الماضية، لكن العرب رغم كثرة عددهم وغنى بعضهم لم يستطيعوا جميعا "صناعة البطل الأولمبي"، فبقي الإنجاز "استثنائيا" ومحصورا بحالات فردية بحتة، لأن العرب لا يؤمنون بـ"التخطيط" ولا يمارسونه في عملهم.
لننظر حولنا كم هو عدد الدول التي حققت إنجازات رياضية، رغم أنها ربما تكون قليلة السكان وتعيش فقرا مدقعا وتعيش ظروفا صعبة للغاية، ومع ذلك عرفت كيف تستطيع أن تحقق إنجازات يعتد بها، فخططت ونفذت وتسلحت بالإرادة ولم تقف الظروف والإمكانيات عائقا امام تحقيق أحلامها.
العرب أصبحوا مثل "الزوجة الفاشلة" التي لا تدخل المطبخ لتحضير الطعام بل تبحث عن الوجبات الجاهزة، لذلك "هرول" بعضهم نحو "التجنيس" لاختصار الوقت والجهاد و"التحايل بشكل شرعي" بهدف تحقيق إنجاز، فأصبح اسم يانغ هوانغ علي حمدان، وبات مودرانوف يعرف بـ"جوهر" واطلق على باولا اسم لطيفة وقريبا ستعرف روزالينا بـ"عزيزة".
مؤسف أن يكون هذا واقعنا الرياضي العربي.. إنجازات بـ"القطارة".. الخسارة "قاعدة" والفوز "استثناء".. مشاركة مخيبة للآمال رغم أنه بالإمكان أفضل مما كان.