أيام قرطاج السينمائية تحتفي بالثورة والنضال

مشهد من فيلم "مملكة النمل" المشارك في المسابقة الرئيسية لأيام قرطاج السينمائية - (أرشيفية)
مشهد من فيلم "مملكة النمل" المشارك في المسابقة الرئيسية لأيام قرطاج السينمائية - (أرشيفية)

الدوحة- افتتحت الدورة الـ24 لأيام قرطاج السينمائية بالعاصمة التونسية في أول نسخة لها بعد الثورة، وسط أجواء احتفالية بالسينما والثورة، وكانت ممزوجة بمشاعر التضامن مع النضال الفلسطيني. اضافة اعلان
وشهدت ليلة أول من أمس عروضا فرجوية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، حيث دقّت الطبول وتهافت الناس على مشاهدة الفنانين والعروض والاستمتاع بإطلاق بالونات بها شموع مضيئة في السماء.
ورغم أن مظاهر البذخ لم تبرز كعادتها في المهرجان بعد أن تخلى منظموه عن السيارات الفخمة والعربات التي تجرها الخيول لنقل الضيوف بسبب نقص الدعم، نجح إشعاعه في لفت الأنظار.
وانطلق حفل الافتتاح بسينما "الكوليزي" بالعاصمة بحضور فنانين تونسيين وعرب وأفارقة وأجانب، بدقيقة صمت ترحما على شهداء غزة، قبل أن تبدأ عروض موسيقية ويقع تقديم أعضاء لجان التحكيم ولمحة عن الأفلام وتكريم المخرجين المصري توفيق صالح والمالي سليمان سيسي.
وبعد ذلك أعطى الفيلم الوثائقي للمخرج التونسي محمد الزرن "ديغاج"، أو "ارحل" إشارة انطلاق المهرجان، الذي ستتواصل فعالياته إلى 24 من الشهر الحالي، ويختتم بفيلم وثائقي "ماما أفريكا" الجنوب أفريقي، الذي يحتفي بالمناضلة الأفريقية ميريام ماكيبا.
ويقول المخرج محمد الزرن إنه في غاية السعادة لاختيار فيلمه ليكون نقطة البداية لأيام قرطاج السينمائية، التي "تحتفي بالثورة التونسية وشبابها"، على حد تعبيره.
ويروي الفيلم، حسب قوله، الأحداث التي عاشتها تونس منذ اندلاع الثورة في 17 كانون الأول (ديسمبر)، حتى وصول الحكومة الحالية. ويقول "كانت فترة غنية بالأحداث، وهي المرجع لبناء تونس الجديدة".
ويحاول الرزن رصد مرحلة مفصلية في الذاكرة الوطنية، التي عاينت سقوط النظام السابق وسجلت ثورة الحرية والعدالة والكرامة. ولا يغيب عن المخرج الذي يناشد الحرية إعلان تضامنه مع الفلسطينيين، داعيا إلى توظيف هذا المهرجان للتعبير عن الغضب لما يحدث بغزة.
ولا تخلو أيام قرطاج السينمائية من الأفلام المناصرة للقضية الفلسطينية؛ ففيلم "مملكة النمل" للمخرج التونسي شوقي الماجري الذي يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة مع فيلمين تونسيين آخرين، هو واحد من أبرز الأفلام التي تصور النضال الفلسطيني. ويتناول هذا الفيلم الروائي الأول لشوقي الماجري قصة عائلة فلسطينية تناضل من جيل إلى آخر فوق الأرض وتحتها من أجل البقاء مرفوعة الرأس في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويقول منتج الفيلم نجيب عياد إن فيلم "مملكة النمل" يبعث برسالة تضامن قوية من السينمائيين التونسيين إلى الشعب الفلسطيني المناضل، حسب تعبيره.
ويضيف عياد أن أيام قرطاج السينمائية، التي تنتظم مرة كل سنتين، تراهن منذ زمن بعيد على الحرية، وأكد أنها كانت وما تزال من أهم المساندين للقضية الفلسطينية، حسب تعبيره.
ويتوقع المخرج التونسي إبراهيم اللطيف أن يفوز "مملكة النمل" بجائزة "التانيت الذهبي"، مع أن الفيلم الجديد للمخرج التونسي النوري بوزيد "ما نموتش" الذي يعرض للمرة الأولى بتونس حاضر بقوة أيضا.
وستحتفي هذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية بالسينما الجزائرية تزامنا مع الاحتفال بالعيد الوطني للجزائر في 1 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي. وتشارك الجزائر في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بفيلمين.
ويبلغ عدد الأفلام الطويلة العربية والأفريقية المشاركة في المسابقة الرسمية 19 فيلما. أما الأشرطة الوثائقية فعددها 16 فيلما، فيما نالت الأشرطة القصيرة النصيب الأوفر بـ23 فيلما، علما بأن العديد من الأفلام ستعرض خارج المسابقة.
وتقول المخرجة التونسية سلمى بكار؛ وهي عضو بالمجلس التأسيسي إن الدورة الحالية لأيام سينما قرطاج غنية بالأشرطة الوثائقية، مشيرة إلى جدواها في "تدوين الأحداث المتسارعة التي تتطلب وقتا للقيام بعمل روائي طويل". وتضيف أن المهرجان فتح الفرصة أمام المخرجين الشبان من خلال الأشرطة الوثائقية والأفلام القصيرة للتعبير عن مواقفهم من القضايا وتقديم مضامين سينمائية بديلة. -(الجزيرة نت)