أين اختفى محاربو الفساد

هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

اضافة اعلان

لو كان الفساد المعلن مؤخرا بهدر أموال الدولة للرئيس الإسرائيلي الحالي نفتالي بينيت في عهد بنيامين نتنياهو لملئت الشوارع بالمتظاهرين، ولكانت الطبول ستقرع فوق كل جسر وكانت الصافرات ستصفر في كل مفترق طرق.
المعسكر الشعبي ارتدى ظاهرا عباءة محاربة الفساد ومكافحة نمط الحياة المبذر على حساب الجمهور. ولكن يتبين أن نمط الحياة لا يهم كثيرا هذا المعسكر المقاتل. وما يهمه فقط كان إسقاط بنيامين نتنياهو، هو وليس أي شيء آخر.
صحيح أن نفتالي بينيت أنفق أقل من نتنياهو. فجأة هذا تحول الى مبرر أساسي وحتى أخلاقي. سائق ضبط وهو يسافر بسرعة 120 كم في الساعة، وهو يشير لسائق آخر كان يسافر بسرعة 140 كم في الساعة. هذا ما فعله بينيت في هذا الأسبوع في رده على التحقيق الذي قدمته ايالا حسون في القناة 13. بالطبع هذا ليس ادعاء مقبولا، لكنه أكثر إثارة للغضب عندما يكون السائق الذي ضبط هو أيضا مدير سلطة الحذر في الشوارع أو رئيس جمعية "ضوء أخضر". بينيت، الذي تم حمله على أكتاف "فقط ليس بيبي" تم اختياره لمنصبه فقط بسبب كراهية نتنياهو الموحدة والمطهرة التي كان شعارها طرد "الفاسد"، هم جاؤوا ليغيروا. أول من أمس، بينيت اعترف بخطئه بتأخير. "من الآن كل نفقات طعام عائلتي ستدفع من حسابي الشخصي"، كتب. هذا كان يجب أن يحدث في يوم أداء اليمين، أو على الأقل بعد نشر تحقيق حسون على الفور. أيضا رئيس الحكومة مسموح له بين حين وآخر أن يمد يده الى جيبه؛ لكن يتبين أن السلطة تعمي وتنتشر مثل مرض معد من رئيس حكومة الى وريثه. الحزب اشترى لشمعون بيريس سجائر "كينت" التي كان يدخنها بشراهة. هذا الأمر كان في حينه مفهوما ضمنا وطبيعيا. عائلة بينيت اشتروا لها الهامبورغر.
لكن كان من الأكثر أهمية وإقلاقا تعاطي الجمهور ووسائل الإعلام مع تحقيق حسون. بدءا بالتجاهل المطلق والسقوط المخيف بدرجة مرعبة ومرورا بالسخرية السخيفة والاستهزاء من ناشر التقرير والتشكيك بمصداقية التحقيق "من دون دليل" وانتهاء باضطرار وسائل الإعلام الى تعديل خطها كي يتساوق مع مكتب رئيس الحكومة، الذي أكد التفاصيل كاملة. أيضا هذا يسمى صحافة في إسرائيل. واعتبار كل من ليس نتنياهو ليس جديدا ضبط هذه المرة بكامل العار. من ناحية هذا المعسكر ومعظم وسائل الإعلام بينيت يمكنه أن يطلب الكافيار الفارسي الأسود لأبناء عائلته كل يوم وعلى حساب دافع الضرائب. وأيضا يمكنه قتل الفلسطينيين فقط كي لا يعود نتنياهو.
الموضوع هامشي نسبيا. فالدولة التي تنفق أموالا طائلة على أخطاء الاستيطان والغواصات وتوفر الحماية لرئيس الحكومة بصورة قبيحة بملايين الشواقل، ميزانية وجبات منزل رئيس الحكومة فيها هي موضوع غير مصيري. هذا من نوع الأمور التي تثير الغضب، والتي تحب وسائل الإعلام والإسرائيليون انتقادها، لكنهم يغضون النظر عن التبذير الكبير والفضائحي حقا.
أيضا الحماية الهستيرية لمنزل من سيكون بعد سنة وأربعة أشهر مع القليل من الحظ وزير الداخلية هي جنون للأجهزة، ومثلها أيضا التصميم على عدم القيام بكامل عمله من القدس. السفير الأميركي يجب عليه العيش والعمل في القدس. حكم قاس شيئا ما، إذا اعترفنا بالحقيقة، ورئيس الحكومة لديه إعفاء. وسائل الإعلام تحب الانشغال بهذه الصغائر، لكن أيضا عندما تفعل ذلك فهي تفعل ذلك بمعايير مزدوجة، معايير لنتنياهو ومعايير للآخرين. ليس حكم البيتزا للبينتيين (بينيت) مثل حكم البيتزا للبيبيين (نتنياهو).
هذه الآن حكومة تغيير وإصلاح. حكومة النور بعد سنوات الظلام. تنفس الصعداء سمع في أرجاء البلاد عند تشكيلها. على الفور في بداية ولايتها أوضحت أنه في الموضوع الأكثر مصيرية لدولة إسرائيل، الاحتلال، هي لن تحرك ساكنا. العزاء كان أنه على الأقل نمط حياة الحكومة ومن يرأسها سيتغير. هم لم يعدوا بالكثير. ولكن حتى هذا العزاء كان مخيبا للآمال. فقط ألا يعود نتنياهو.