إجراءات وزارة الصحة لمواجهة "كورونا" تتصدر جلسة النواب الرقابية

figuur-i
figuur-i

محمود الطراونة

عمان - ناقش مجلس النواب في جلسة رقابية، أمس الأحد، برئاسة رئيس المجلس بالإنابة الدكتور نصار القيسي وحضور هيئة الوزارة ردود الحكومة على 13 سؤالا نيابيا أثار خلالها 16 متحدثاً في بند ما يستجد من أعمال، جملة من القضايا.اضافة اعلان
وتضمنت هذه القضايا إجراءات الحكومة للتعامل مع فيروس كورونا، وأسس التعامل مع قروض الطلبة الجامعيين، وقرار اللجنة النيابية بشأن ارتفاع قيم فواتير الكهرباء الذي سيجهز الأربعاء المقبل، كما تضمنت عددا من المطالب الخدمية.
واستعرض وزير الصحة، سعد جابر، الإجراءات التي ستقوم بها الحكومة حال ظهور حالات مصابة بهذا المرض، من أبرزها منع التجمعات العامة في المساجد والمدارس والجامعات، وكذلك الأماكن الترفيهية.
وقال جابر، ردًا على استفسارات نيابية خلال جلسة عقدها مجلس النواب أمس حول استعدادات وإجراءات "الصحة" للتصدي لهذا الفيروس، إن وزارته شكلت خلايا أزمة في كل محافظات المملكة، برئاسة الحكام الإداريين وعضوية مدراء الصحة والأشغال والأمن العام، كما خصصت أماكن عزل في كل مستشفى تابع للوزارة، بمعدل 6 أسرة لكل محافظة.
وأوضح أنه تم إعطاء القائمين على تلك الخلايا تعليمات تفيد بضرورة التعامل مع أي طارئ، بالسرعة القصوى.
وأضاف أن الحكومة عقدت اجتماعًا في وزارة الصحة منذ بداية انتشار "كورونا"، وتم اعتباره بأنه قابل للانتشار والتعامل معه كـ"وباء"، حيث تم البدء بتفعيل اللجنة الوطنية للأوبئة.
وتابع جابر "أن الأردن بدأ وقبل أي دولة بوضع ماسحات حرارية على المطار، بحيث يتم فحص كل القادمين على المعبرين الشمالي والجنوبي، وأي واحد يمر يطلق جرس إنذار، وبالتالي يتم تشخصيه مباشرة، وإذا ثبت أن لديه أعراضا يتم وضعه بالحجر الصحي، وكذلك أولئك القادمون من مناطق "موبوءة".
وقال إن الحكومة قامت بفتح مركز للحجر الصحي في مستشفى البشير الحكومي، موضحًا بأن هنالك مركزا آخر، يضم 33 غرفة بسعة 100 سرير، لكن تم اعتماد "البشير" بعد أن تأخر إنجاز ذلك المركز.
وبين جابر أن وزارته "تدير مبنى في مطار الملكة علياء الدولي، كمعزل، فيما تم استئجار، جناحين، يضمان 37 غرفة في أحد الفنادق، حيث تم الاتفاق على عدم ذكر اسم الفندق، خشية أن لا يتضرر لاحقًا"، قائلًا "إن هذين الجناحين يتم إدارتهما من قبل كوادر "الصحة"، إذ رفض ذلك الفندق الاختلاط".
وأضاف أن وزارة الصحة، وبالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية، قامت بافتتاح مستشفى ميداني بمنطقة خو في الزرقاء، بعيدًا عن الأحياء السكنية، مؤكدًا "أن الحكومة مستعدة للتطهير البيولوجي، وذلك بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي".
إلى ذلك، أكد جابر أنه توجد خطة ومصفوفة، بحيث يتم منع التجمعات في الجامعات والمقاهي ودور العبادة والمدارس، إذا ما انتشر المرض، لافتًا إلى أن عدد الكمامات الموجودة في المملكة يبلغ حوالي 5 ملايين كمامة.
وأضاف "تم اكتشاف وجود عملية تصدير لهذه الكمامات، إلا أنه تم منع تصديرها منذ 25 يومًا، فيما تم منح رخص إنتاج كمامات لـ3 مصانع، حيث من المتوقع أن تُنتج 150 كمامة يوميًا".
وأشار إلى أن وزارته بعثت نحو 1.5 مليون رسالة نصية، تعريفية بالمرض، فضلًا عن إعداد فيديوهات تُبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأخذ الحيطة والحذر، وتقدم النصائح التي من شأنها وقاية المواطنين من ذلك الفيروس، مؤكدًا أنه تم من خلالها شرح آليات الحماية والوقاية من "كورونا".
وفيما انتقد النائب عواد الزوايدة اجراءات الحكومة للتوعية من خطورة "كورونا"، أشار إلى أنه "عاد إلى الأردن اليوم من المطار ولم يلحظ إجراءات لمنع دخول المرض"، رد وزير الصحة بالقول إن "جميع الأشخاص الذين يدخلون الى المطار يتم فحصهم دون أن يعرفوا عبر المجسات، وإذا ما كان هناك حرارة فإن جرسا يقرع لهذه الغاية وبعدها يتم العمل وفق البروتوكول الطبي".
من جهة ثانية، ناقشت النائب منال الضمور إجابة الحكومة على سؤالها حول المنح الدراسية في خارج الأردن، وطالبت الحكومة بإعلان أسماء الحاصلين على المنح في الخارج في الصحف اليومية.
ورد وزير التعليم العالي والبحث العلمي محي الدين توق بأن "عدد المنح المقدمة للأردن يعتمد على الاتفاقيات الثنائية التي تعقد بين المملكة والدول التي تقدمها"، لافتا إلى أن عدد المنح لهذا العام أقل من عدد الألوية، لذلك تم التوزيع على أساس المحافظات.
وشدد على أن الوزارة تتبع أسسا عادلة وشفافة في توزيع المنح وتعلن الأسماء عبر الموقع الالكتروني للوزارة وهي متاحة للجميع، ومن حق كل شخص تقدم بطلب ولم يحصل على المنحة أن يتقدم باعتراض، مشيرا الى أنه "لم يعترض أحد العام الحالي".
وناقشت النائب منتهى البعول اجابة وزيرة التنمية الاجتماعية بسمة اسحاقات حول المنح التي توفرها وزارة التنمية الاجتماعية للبرامج الاجتماعية والتنموية، وحولت سؤالها الى استجواب، في حين ردت وزيرة التنمية الاجتماعية بسمة إسحاقات، أن "عدد الجهات التي تقدم منحا للوزارة بلغ 6، وأن أوجه صرف المنح تحدد في مجالات وعناوين معينة، ولكل منحة اتفاقية محددة، وبإمكان النائبة البعول الاطلاع على أي اتفاقية او منحة".
وقالت اسحاقات "كل مؤسسة دولية يكون لها مجال اهتمام معين بجانب من مجالات عمل الوزارة، وتقوم بمراجعة الوزارة للاتفاق على بنود برامج تفصيلية ومحددة لكل مبلغ من المبالغ المرصودة، مؤكدة أن المبالغ المقدمة للمنح لا ترصد عادة في موازنة كل وزارة بذاتها، بل ترصد ضمن موازنة وزارة التخطيط، وبالتالي فإن آلية الصرف تخضع للرقابة وتتم وفقا للبرامج المحددة لكل واحدة من هذه المنح.
من جهته حول النائب نبيل الشيشاني سؤاله بخصوص نشاط كانت ستقوم به جمعية المحافظة على القرآن الكريم في الزرقاء الى استجواب، مشيرا الى ان "محافظ الزرقاء السابق هو الذي منع إقامة النشاط".
بدوره رد وزير الداخلية بالوكالة وزير العدل بسام التلهوني بالقول، إن "الجهة التي كانت تود استضافة النشاط هي التي اعتذرت عن إقامته، وأن المحافظ لم يمنع إقامة النشاط".
فيما ناقش النائب حسين القيسي إجابة الحكومة حول سؤاله بخصوص صندوق الحج وموجوداته البالغة حوالي 150 مليون دينار، مشيرا الى ان "هذا المبلغ موجود في البنوك بعائد فوائد بنكية قليلة ودون استثمار هذه الأموال".
وتساءل القيسي "هل نظام صندوق الحج يسمح بمنح قروض للمواطنين، منتقدا تخصيص 20 % من الكوتا المخصصة للأردن لصندوق الحج، كون هذا الأمر يخالف الدستور"، موضحا أن مثل هذا القرار يمنح فرصة الحج على حساب المجموع الكلي للمواطنين، ويخل بمبدأ المساواة بين المواطنين.
وطالب القيسي مجلس النواب بـ "الطعن بدستورية المادة 13 من نظام صندوق الحج لإخلالها بمبدأ دستوري وهو المساواة بين الأردنيين الذي نص عليه الدستور في الفقرة أ من المادة 6".
وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات محمد الخلايلة ان "عدد المشتركين في صندوق الحج بلغ 40 ألف مشترك"، مشيرا الى أن "الصندوق يمارس أعمالا تجارية وأعمال مرابحة وفق الشريعة الاسلامية".
واضاف، ان الصندوق "اصبح واقعا ولديه حصة تبلغ حوالي 20 % من حصة الأردن للحج"، مؤكدا أن البيانات المالية للصندوق تخضع لرقابة شركة متخصصة في المحاسبة.
وخلال الجلسة ضيق رئيس المجلس بالإنابة نصار القيسي على النائب حسين القيسي حتى غادر الأخير الجلسة ليعاود الحضور بعد مدة وجيزة وهو ما أثار استنكار واستهجان النواب الذين تساءلوا عن سر تطبيق القيسي لأحكام النظام الداخلي لمجلس النواب على النائب القيسي وحده فيما تجاوز عدد كبير منهم النظام الداخلي والتسلل من خلال نقاط النظام.
وطالب النائب عيسى الخشاشنة بتشكيل لجنة إعلامية مهمتها التصريحات حول الكورونا، في حين ناقش إجابة الحكومة بخصوص المبالغ المخصصة لمعالجة العسكريين في مستشفى الاميرة راية.
وقال وزير الصحة، إن عدد المراجعين العسكريين لمستشفى الأميرة راية خلال السنوات الثلاث الأخيرة بلغ 263 ألفا بقيمة مطالبات مالية من الخدمات الطبية الملكية 4 ملايين و867 ألف دينار.
بدوره اكتفى النائب سليمان الزبن بإجابة وزير المياه رائد ابو السعود على سؤاله حول جر مياه الديسي، في حين ناقش النائب ابراهيم ابو السيد اجابة الحكومة عن سؤاله حول تأخر الحكومة بحل مشكلة التحويلات المرورية في منطقة صافوط وعين الباشا والبقعة، وعرض فيديو يظهر خطورة هذه التحويلات على المواطنين.
ورد وزير الاشغال المهندس فلاح العموش بالقول "اتفق مع مداخلة النائب بخصوص خطورة التحويلات المرورية بهذا الشارع"، مضيفا "لقد أجرينا دراسة لحل هذه المشكلة" لافتا الى ان الوزارة ستنشئ نفقين في هذا الشارع في صافوط والثاني في البقعة العام الحالي من المنحة الكويتية.
من جهته انتقد النائب نبيل الغيشان التسعيرة التي حددتها الحكومة للمشتقات النفطية، مطالبا بتخفيض الاسعار التزاما بانخفاض أسعار النفط العالمية.
وناقش الغيشان اجابة وزارة السياحة حول احصائيات الزائرين لموقع المغطس وطالب الحكومة بالاهتمام بهذه المنطقة لزيادة أعداد الزوار إليها.
وقالت وزيرة السياحة إن "هناك خطة شمولية لربط موقع المغطس بخريطة الحج المسيحي".
ورد النائب هيثم زيادين على إجابة الحكومة حول سؤاله بخصوص طبيعة المشاريع التي دعمها البنك المركزي، والأسس التي تم اعتمادها، مطالبا بزيادة المشاريع في المحافظات.
وقال وزير العمل نضال البطاينة ان مشروع (انهض) هو من مسؤولية وزارة العمل بالشراكة مع البنك المركزي، مؤكدا ان المستهدف سنويا الف مشروع.
بدوره قال محافظ البنك المركزي زياد فريز ان مشروع (انهض) تنفذه وزارة العمل وتم دعمه من قبل البنك بمائة مليون دينار للمشاريع الصغيرة.
وناقشت النائب وفاء بني مصطفى اجابة الحكومة حول سؤالها عن الوظائف القيادية والأسس التي يتم اعتمادها لاختيار من يشغلها، مشيرة الى انعدام الثقة بعدالة اختيار من يشغل هذه الوظائف، كما تساءلت عن تعيين امين عام وزارة السياحة الحالي عماد حجازين.
وردت وزير السياحة ان حجازين كان "نائبا لرئيس مفوضية سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة، ويحمل درجة الدكتوراة من المانيا في السياحة ويتحدث بخمس لغات اجنبية وبالتالي فإن تخصصه يتطابق مع بطاقة الوصف الوظيفي للوظيفة التي انتقل اليها".
وقال النائب موسى الوحش انه وجه سؤالا لوزير التعليم العالي حول رافعة تم شراؤها في كلية الحصن التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية عام 2009، دون استخدامها.
ورد وزير التعليم العالي ان "السؤال بعهدة ديوان المحاسبة عبر استيضاح وان الاجراءات تتم لتسوية هذا الاستيضاح".
وناقش النائب محمود فريحات التعيينات في وزارة المياه على نظام شراء الخدمات.
وقال وزير المياه، ان التعيينات على نظام شراء الخدمات في الوزارة تتم بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية.
وفي بند ما يستجد من أعمال تحدثت النائب وفاء بني مصطفى عن مدخل جرش الجنوبي والانتهاء من مشروع إصلاح الطريق، كما طرحت فواتير الكهرباء.
وطرح النائب حسن السعود قضية القروض لطلاب الجامعات من صندوق الطلبة في الجامعات، مطالبا بإلغاء شرط الكفيل.
وطرح النائب رمضان الحنيطي قضية طريق الحزام الدائري الذي وصفه بأنه "سيئ"، فيما طالب النائب خليل عطية بتخفيض اسعار الكهرباء وخاصة بند فرق المحروقات.
وانتقد قرار الحكومة بإحالة موظفي القطاع العام الذين بلغوا 30 عاما في الضمان الاجتماعي على التقاعد.
وطرح النائب ابراهيم بني هاني قضية الكورونا وعزل المشتبه بهم بالمرض في اماكن معينة، كما انتقد احالة الاطباء على التقاعد.
وقال النائب صالح العرموطي ان هناك خللا في نقل ابنائنا من الصين حيث تم نقلهم الى سلطنة عمان ثم الى الاردن، وطالب بإلغاء الأراجيل، كما انتقد قرار إحالة الموظفين في القطاع العام على التقاعد، فيما طرح النائب معتز أبورمان قضية التقاعد وهيكلة الرواتب في القطاع العام.
وتحدث النائب خالد البكار عن قضية ارتفاع كلفة الكهرباء الشهر الماضي، في حين تحدث النائب خالد رمضان عن قضية المنح والقروض لطلاب الجامعات.
وطرح النائب فضيل النهار قضايا الكهرباء والطاقة واسعار المشتقات النفطية، فيما طالب النائب عبدالقادر الازايدة الحكومة بتعيين حراس في المواقع الاثرية وإنشاء مستشفى حكومي بمحافظة مادبا.
وفي بداية الجلسة استذكر رئيس مجلس النواب بالإنابة الدكتور نصار القيسي ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي.
وقال لقد سطر القرار الشجاع للراحل الملك الحسين طيب الله ثراه، معاني العز والفخر في صفحات المجد لتاريخ هذا الوطن، مجذراً نهج الهواشم في رفعة أمتنا وكرامتها، على طريق قيم الحق ورسالة الثورة العربية الكبرى.
كما استذكر بطولات وتضحيات بواسل جيشنا وأجهزتنا الأمنية، الذين سطروا على امتداد تاريخ هذا الوطن أروع صور التضحية والبطولة، يدافعون بصلابة وعزم وفداء عن ثرى الأردن، وعن فلسطين التي تمتدُ عمقاً في وجداننا وضميرنا يبلغ شِغاف القلوب.