إحباط محسوب

يديعوت أحرنوت

إيلي تشيني مروم

4/3/2014


إن الهجوم على قافلة الوسائل القتالية على حدود لبنان مع سورية، الذي نفذته اسرائيل بحسب أنباء اجنبية نشرت، هو السابع في الفترة الاخيرة، وهو جزء من المكافحة المستمرة لتهريب السلاح الى المنظمات وفي مقدمتها حزب الله. اضافة اعلان
إن محور الشر الذي هو ايران وسورية وحزب الله يدير نظاما متشعبا من تهريبات السلاح الى المنظمات القتالية في منطقتنا كي توجهه على اسرائيل. وتكافح دولة اسرائيل منذ سنوات تهريب السلاح في جبهات مختلفة. حسبنا أن نذكر السيطرة على السفن كارين إي وفيكتوريا وفرانكوب، والهجمات في السودان والاغتيالات التي لم تتحمل اسرائيل مسؤوليتها، مثل تصفية مسؤول حماس الكبير المبحوح في دبي - وكل ذلك لضرب نظام التهريب الذي تديره قوة "القدس" الايرانية، في أكثره.
يمر نظام التهريب الى حزب الله بسورية. ولم تمنع اسرائيل نقل السلاح بعد حرب لبنان الثانية فتسلحت المنظمة بأكثر من 100 ألف قذيفة صاروخية اكثرها غير دقيق. وبعد أن توجه هذا الإجراء بنجاح بدأ حزب الله يعمل على إحراز صواريخ مضادة للطائرات متقدمة كي يضرب طائرات سلاح الجو، وصواريخ ساحل - بحر متقدمة لضرب سفن سلاح البحرية، وصواريخ أرض - أرض بعيدة المدى ودقيقة ليضرب أهدافا نوعية في عمق اسرائيل.
كانت سياسة اسرائيل منذ كانت واضحة وهي عدم التمكين من نقل سلاح نوعي الى حزب الله للحفاظ على حرية عمل الجيش الاسرائيلي في الجو والبحر ولمنع إطلاق صواريخ بعيدة المدى دقيقة في المستقبل على اهداف استراتيجية في اسرائيل. وتم تحذير السوريين وكان الردع ناجحا مدة عدة سنين وامتنع الأسد عن نقل سلاح متقدم الى زميله اللبناني. بيد أن المساعدة العسكرية التي يقدمها نصر الله للأسد في الحرب الأهلية في سورية أحدثت التزاما سورية لحزب الله فبدأ السوريون ينقلون الى المنظمة سلاحا متقدما.
واستقر رأي اسرائيل على إحباط أعمال التهريب تلك؛ ومكّن استغلال صحيح للحال في سورية من إنشاء "فضاء إنكار" (أن ينكر الأسد أن اسرائيل هاجمت ولا يرد)، وهاجمت اسرائيل - بحسب انباء اجنبية منشورة – مستودعات سلاح متقدم في الارض السورية كان مخصصا لحزب الله.
وكان الهجوم الاخير مختلفا فقد نفذ في منطقة المعبر الحدودي بين سورية ولبنان حينما كان السلاح قد اصبح في يد حزب الله. إن نصر الله أيضا غارق الى عنقه في الحرب في سورية ولا يريد ان يفتح جبهة ثانية، لكن المواجهة العسكرية المباشرة بين اسرائيل وحزب الله تدخل في المعادلة متغيرات جديدة خطيرة. فالعملية أولا نفذت على ارض لبنان وهي تدخل لبنان (مع كل تركيبها) - الى اللعبة. ان حزب الله منظمة ارهابية تختلف تقديراتها عن تقديرات دولة، وليس نصر الله هو الأسد، فلحزب الله إمكانات عمل متنوعة كإطلاق صواريخ من الأرض السورية أو ارهاب داخلي أو عمليات في الخارج (كما حدث في الارجنتين وبورغاس)، وهو ايضا ترعاه ايران التي تنضم الى المعادلة.
يجب أن تستمر اسرائيل على إحباط تهريب السلاح النوعي الى حزب الله. وهذا استثمار صحيح في الحاضر سيُسهل المستقبل كثيرا وهو مخاطرة يجب استعمالها. والتغييرات في الميدان متحدية وتوجب على متخذي القرارات أن يزنوا في كل مرة من جديد طريقة العمل المختارة. ويجب ان تكون هذه الطريقة مبهمة بقدر المستطاع مع "فضاء انكار" واسع بقدر المستطاع. ان الهجوم الاخير وهو السابع في العدد جعل معادلة اليوم التالي اكثر تعقيدا وأدخل حزب الله وايران الى اللعبة. ومن المنطق ان نفرض أننا سنرى في المستقبل القريب هجمات أخرى على قوافل سلاح نوعي يحاول الانتقال الى حزب الله. فمن المهم ان يتم ذلك بطريقة تضائل بقدر المستطاع أضرار اليوم التالي.