إحراق القرآن الكريم بالسويد يفتح النقاش حول ادعاءات حرية التعبير الغربية

654+
654+
زايد الدخيل

فتحت حادثة إحراق زعيم حزب الخط المتشدد الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، لنسخة من المصحف الشريف أمام مبنى السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم السبت الماضي، نقاشا واسعا، بشأن السبيل الأمثل لمواجهة الجدلية المستمرة، بين دعاوى حرية التعبير، والاتهامات بازدراء المقدسات الدينية، والتي ما تلبث أن تهدأ في بقعة أوروبية حتى تندلع في أخرى.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها بالودان بإحراق نسخة من القرآن الكريم، ففي نيسان (إبريل) العام الماضي، أحرق مع أنصار حزبه نسخا من القرآن الكريم، ما أدى حينها لاندلاع مواجهات واسعة في أنحاء متفرقة من السويد، اذ خرج شبان مسلمون للشوارع، ورشقوا أنصار حزب بالودان ورجال الشرطة بالحجارة، وأحرقوا عدة سيارات بعضها يعود للشرطة. وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاسبق وائل عربيات قال “ما لم يوضع حدود لحرية الفكر والتعبير بشأن إهانة المقدسات الدينية، فسيستمر استخدام هذه الأعمال الاستفزازية في الدول الإسكندنافية، كأداة لإبعاد المسلمين عن التصرفات والمواقف غير الديمقراطية والمنافية لحرية التعبير”. وأثار اصرار بالودان وحزبه اليميني المتطرف بتكرار هذا التصرف، علامات استفهام حول أهدافه، وما إذا كان فعله عقائدي أم سياسي؟ كما أثار لدى الجاليات المسلمة في السويد وأوروبا، تساؤلات حول سياسات الحكومات الأوروبية بالحد من تداعيات ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي ما إن تهدأ في بلد أوروبي، حتى تتزايد في آخر. وأضاف “كل المؤسسات الرسمية الإسلامية حول العالم، ترى أن ازدراء الأديان يجب ألا يدخل ضمن ما يعرف بحرية التعبير، كما تطالب بقانون دولي يجرم معاداة الإسلام والتمييز ضد المسلمين، وتعتبر أن الإساءة لأي رمز ديني لا يعد سلوكا ينم عن حرية ولا حضارة”. وقال المحلل السياسي صدام الحجاحجة، إن بالودان زاد من أعماله الاستفزازية، ما أدى لزيادة حدة التوتر في السويد وباقي الدول الإسكندنافية، التي تحتضن أحداثا تتناقض مع الصورة المعروفة لها في المجتمع الدولي، والصورة الذهنية لدى الناس حول كونها دول تدافع عن الحقوق والحريات والمساواة والشفافية والتعبير. واضاف أنه برغم هذه الصورة، فيرى الفرد الإسكندنافي أن على المسلمين المهاجرين في الدول الإسكندنافية، ألا يجعلوا قيمهم الثقافية والدينية أهم وأعلى من حرية التعبير غير المشروطة، حتى ولو تعارض ذلك مع دينهم وعاداتهم. وأكد الحجاحجة ضرورة عدم تقييم وقائع إحراق المصحف الشريف في إطار الديمقراطية وحرية التعبير، موضحا أن الأعمال الاستفزازية بحرق المصحف الشريف، وقبل ذلك رسم الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والإصرار على نشرها، يفضح نية الدول الإسكندنافية في تحويل شعار التسامح غير المشروط والحرية المطلقة، إلى أداة، كأنها تجربة اجتماعية للمجتمع المسلم في تلك البلاد. واضاف أن “هذه الأعمال الاستفزازية من اليمين المتطرف في اوروبا، تهدف لاختبار مدى تحمل المجتمع المسلم لها في إطار الديمقراطية والمساواة وحرية التعبير والتسامح، لتوصيل رسالة مفادها “يجب عليكم احترام مبدأ حرية التعبير لدينا، حتى ولو أهنا دينكم، فعليكم تقبل ذلك. من جهته، يرى مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب الدكتور رفعـت بدر، أكد ان تكرار هذه الممارسات التي تخالف كل قواعد احترام الاديان والعقائد والرسل والكتب المقدسة والنصوص الدينية، التي يحرم تدنيسها او الاساءة اليها، مثلما تخالف حرية التعبير وتمس بالمشاعر ، جديرة بان يتم التصدي لها من قبل الجميع، مضيفا “ان مثل هذا التصرفات تجر الى الفتنة، وهي عمل شأن لا يمت للأديان بصلة”.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان