إخضاع الأطفال للأشعة المقطعية يعرضهم للإصابة بالسرطان

حذرت دراسة من ازدياد أعداد الأطفال الذين يخضعون للأشعة المقطعية -(أرشيفية)
حذرت دراسة من ازدياد أعداد الأطفال الذين يخضعون للأشعة المقطعية -(أرشيفية)

القاهرة- حذرت دراسة حديثة من ازدياد أعداد الأطفال الذين يخضعون للأشعة المقطعية في أقسام الطوارئ، حيث يتعرضون لجرعات إشعاعية تماثل تلك التي تقدم للبالغين، الأمر الذي يعرضهم لمخاطر الإصابة بالسرطان في المستقبل.
وفي الولايات المتحدة، زادت معدلات تردد الأطفال على أقسام الطوارئ، حيث يخضعون لأشعة مقطعية من 330.000 طفل العام 1995، إلى ما يقرب من 1.65 مليون العام 2008.
ولأن معظم الأطفال يعالجون في مستشفيات عامة، وليست متخصصة في علاج الأطفال، فإن ذلك يثير المخاوف من تعرضهم لجرعات زائدة من الإشعاع عند عمل أشعة مقطعية لهم تماثل الجرعات التي تعطى للبالغين.
ورغم أن الدراسة لم تتضمن معلومات عن هذه الجرعات، إلا أن كاتبي الدراسة يرون أن المستشفيات العامة أقل حيطة من مستشفيات الأطفال في استخدام بروتوكول خاص مع الأطفال عند عمل أشعة مقطعية على أي عضو أو جزء من أجسامهم.
ويرى الباحثون أن إخضاع الأطفال لأشعة مقطعية يتطلب استراتيجية خاصة تتضمن تعديل الجرعات بما يناسب حجمهم الصغير؛ لأنهم أكثر حساسية للإشعاع من البالغين، ومع طول عمرهم الافتراضي واحتمالية تعرضهم لمزيد من الأشعة المقطعية التي تزيد من مخاطر إصابتهم بالأمراض السرطانية في مشوار حياتهم.
وتؤكد الدراسة أهمية الحاجة لإبداء المزيد من الانتباه لهذه الفئة من الشعب الأكثر عرضة لمخاطر الإشعاع، للتأكد من أن عملية خضوعهم لأشعة تتم في إطار محدود وبشكل سليم، كما صرح كاتب الدراسة د.ديفيد لارسون من المركز الطبي لمستشفى سينسناتي للأطفال.
في هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات البحث الحكومي السنوي على زيارات وحدات الطوارئ في المستشفيات غير الفيدرالية الأميركية في أنحاء البلاد، مع التركيز على المرضى الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، وتضمنت البيانات استخدام الأشعة المقطعية، ولكن لم تكن بها إشارة لجرعات الإشعاع المستخدمة في هذه الطرق التشخيصية.
وفسر الباحثون سر زيادة استخدام تكنولوجيا الأشعة المقطعية لتطورها في تقديم صور أكثر وضوحاً وبسرعة أكبر بكثير من التقنيات القديمة للأشعة، كما كشفت الدراسة عن سبب آخر لزيادة الاستعانة بالأشعة المقطعية في التشخيص، هو خوف الأطباء من المساءلة القانونية إذا ما ثبت خطأ تشخيصهم. وتستخدم الأشعة المقطعية بشكل واسع للأطفال عند حدوث جروح بالرأس والصداع وآلام المعدة.
ويقول لارسون إنه من المستحيل معرفة- من البيانات المتاحة- ما إذا كانت أشعة إكس، والتي تستخدم إشعاعا أقل، يمكن أن تقوم محل الأشعة المقطعية في التشخيص.
وتعلق اختصاصية الإشعاع للأطفال بالمركز الطبي لجامعة فاندربيلت د. مارتا هرنانزسكولمان على الدراسة قائلة إن نتائجها "مقبولة تماماً"، موضحة الحاجة للتأكد من أن صور الأشعة لا تستخدم بشكل غير ملائم مع الأطفال. وتقول لارسون إن هناك إشارات على أن استخدامات الأشعة المقطعية مع الأطفال تتناقص منذ الانتهاء من هذه الدراسة التحذيرية.
ويؤكد رئيس قسم الطوارئ بمستشفى شيكاغو للأطفال د. ستيفن كروج إن الكثير من المؤسسات الطبية، بما فيها مستشفاه، بدأت في استخدام الأشعة فوق الصوتية لتشخيص حالة التهاب الزائدة الدودية مع الأطفال، إلا أنه عاد وأكد أن الأشعة فوق الصوتية ليست بنفس دقة عرض التفاصيل مثل صور الأشعة المقطعية، وأن الأطفال الذين لا يحصلون على نتائج تشخيص مؤكدة سيكونون بحاجة للأشعة المقطعية، لهذا يجب تعديل جرعات الإشعاع التي تشتمل عليها الأشعة المقطعية عند تطبيقها على الأطفال، طبقاً لأعمار وحجم ووزن كل طفل.

اضافة اعلان

(العربية.نت)