يحيى قطيشات
مع تحديد اتحاد الكرة اجندة ورزنامة الموسم الجديد 2023، والعودة إلى الأجندة السابقة وانطلاق المنافسات في شهر أيار (مايو) المقبل، زادت من المعاناة المالية للأندية، وظهرت الصعوبات الإدارية والفنية على أندية المحترفين، التي تعيش ظروفا مالية صعبة منذ سنوات، وعليها مستحقات للاعبين والأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين من الموسم الماضي، إضافة الى قرارات لجنة أوضاع اللاعبين والتي تلزم الأندية بدفع المستحقات من عائدات الأندية لدى اتحاد الكرة.
أجندة موسم 2023 تزيد الصعوبات المالية على الأندية واللاعبين
وشددت الأندية في أكثر من مناسبة على أنها تمر بأزمة مالية خانقة لا تخفى على أحد، وتُهدد بانهيار تلك المؤسسات الرياضية، مبينة أن المسؤولية مشتركة بينها وبين الاتحاد والجهات المسؤولة، خاصة وأنه تم طرح الموضوع على مدار المواسم السابقة، ووجدت الأندية تجاهلا في زيادة الاهتمام من الاتحاد والحكومة ماليا واداريا.
ولم تخف الأندية خلال الأيام الماضية ومن خلال اجتماعاتها مع اتحاد الكرة ولجنة الثقافة والشباب والرياضة في مجلس الأعيان، معاناتها المالية وضرورة زيادة الدعم من الاتحاد والحكومة للأندية، وفي ضوء كل الظروف الصعبة، وخصوصا أن الموسم الماضي شهد العديد من الأزمات التي ضربتها فنيا بسبب عدم توفر الأموال لدفع مستحقات اللاعبين والأجهزة التدريبية، ومنها رفض اللاعبين للتدريبات بسبب المستحقات، وتكرر المشهد في أكثر من مكان، كما أن أزمة الديون تفاقمت بصورة كبيرة لدى بعض الأندية وساهمت في عدم قدرة الأندية على دفع المستحقات التي عليها، ما لعب دورا في تراجع المستوى الفني للفرق.
وبدأت العديد من الأندية في السنوات الماضية الاتجاه نحو الاستثمار في المنشآت التابعة لها من أجل توفير دخل إضافي يساهم في مواجهة أزمة النفقات المالية التي تقع على عاتقها بسبب ارتفاع تكاليف التعاقدات المحلية والخارجية.
ومع حق الأندية المطالبة برفع قيمة الدعم من الاتحاد والحكومة، وخصوصا في ظل عدم وجود رابطة للأندية، يطرح السؤال أين دور هذه الأندية في الدخول في الاستثمار الرياضي لتحقيق الأرباح وتوفير الأموال اللازمة لتطوير عملها والصرف على فرقها؟.
ويقع على عاثق الأندية مسؤولية اقناع الشركات في تقديم عقود للرعاية، فالعديد من أنديتنا تعاني من غياب الراعي الذي يقدم الدعم المالي، ويمكن استثناء بعض الأندية في هذا الإطار ومنها الفيصلي والوحدات، ومع ذلك يقبع القطبين تحت ديوان تتجاوز الـ 3 ملايين دينار.
وتستطيع الأندية خلال الفترة الحالية وقبل انطلاق الموسم، البحث عن رعاية لفرقها، وفتح باب الحوار مع المختصين في مجال الاستثمار، للمساعدة في الأزمة المالية، ومحاولة تقليص الديون وتوفير موارد إضافية من خلال إيجاد حلول مبتكرة، ومنها بالتأكيد استغلال منشآت النادي، والبحث عن المشاريع التجارية وتنويع مصادر الدخل والاستقلالية والتقليل من الاعتماد على الدعم الحكومي.
وقال رئيس نادي السلط خالد عربيات، “رﻏم الظروف الصعبة وغير المسبوقة التي مر بها الأردن بسبب جائحة كورونا، واثرت على كل جوانب الحياة ومنها الرياضية، وحملت إدارات الأندية أعباء كثيرة، خصوصا في ظل سعيها على تقديم فرق تنال الاعجاب والتقدير وترضي الجماهير، حاولت الأندية ومنها السلط فتح باب التعاون مع الشركات والشخصيات للبحث عن الدعم والرعاية، ولكن التجاوب لم يكن بصورة المطلوب”، ويأمل عربيات، أن تشهد الأيام المقبلة حضورا للشركات وخاصة في مدينة السلط دورا في دعم ورعاية الفريق.
ويرى رئيس نادي الصريح عمر العجلوني، أن الاستثمار في الأندية ملف في غاية الأهمية يتطلب مزيدا من العمل حتى نجده وقد أصبح حقيقة على ارض الواقع، ويضيف العجلوني في حديث لـ “الغد”، الظروف المالية الصعبة التي مرت على الأردن خلال السنتين الماضيتين اثرت على دعم الأندية وإمكانية وجود شركات راعية تساهم في حل أزمات الأندية المالية، وللأمانة هناك عدد من الأشخاص الذين يقفون خلف الأندية ومنهم نادي الصريح ولهم الشكر والتقدير.
ويؤكد الخبير الإداري ماهر طعمة، دور مجالس إدارات الأندية في توفير الأموال من خلال البحث عن الشركات الراعية، والاستثمار في المنشآت بشكل علمي مدروس، وبكل شفافية ووضوح، ويردف طعمة قائلا” الرياضة اليوم استثمار وتحتاج أفكار حديثة من الأندية، وعدم الاعتماد الكامل على دعم الاتحاد والحكومة، ويؤكد أن الكثير من الأندية لم تبدأ بعد في الاستثمار والبحث عن حلول مالية، لعدم توفر الرؤية الكاملة أو لعدم القدرة على ايجاد حلول مبتكرة ومناسبة.
المتابع للشأن الرياضي أحمد الدباس، يقول “في ظل ظروف وتحديــات اقتصاديــة كبيـرة، يقع الدور على الحكومة في إيجاد شركات راعية للأندية، وان إدارات اندية المحترفين لم تقدم نفسها بشكل تجاري خلال السنوات الماضية، وظلت تعتمد على الدعم من الاتحاد والحكومة من دون البحث عن حلول للمشكلة المالية.
اضافة اعلان
