إذا أراد ترامب إعادة فتح المدارس، فهذا ما يجب على إدارته فعله

ترجمة: علاء الدين أبو زينة ليانا س. وين – (الواشنطن بوست) 8/7/2020 يقول نائب الرئيس بنس إنه "من الضروري للغاية أن نرسل أولادنا إلى الفصول الدراسية للتعلم مباشرة هناك". وجاءت تصريحاته يوم الأربعاء بعد إعلان الرئيس ترامب عن "أننا سنضغط بشدة على حُكام الولايات وعلى الجميع لفتح المدارس" –والذي هدد في تغريدة متابعة بقطع التمويل إذا ظلت المدارس مغلقة. لا شك في أن بنس وترامب على حق بشأن أهمية التعليم المباشر في الغرف الصفية. لكن إدارة ترامب لا تستطيع أن تكتفي فقط بتحديد جدول زمني من دون الالتزام بالقيام بالعمل الضروري لضمان صحة وسلامة الطلاب والمعلمين وأسرهم. الشرط الوحيد الأكثر أهمية لاستئناف التعليم المباشر هو قمع مستوى انتشار عدوى "كوفيد 19" في المجتمع. تخيلوا لو حاولت المدارس فتح أبوابها الآن في المناطق التي تشهد طفرات هائلة في أعداد الإصابات، بما في ذلك هيوستن وميامي وفينيكس. سوف تضيف مجموعات الأولاد الذين يتجمعون في أماكن مغلقة الوقود إلى النار وتفاقم الأزمة. وهذا هو السبب في أن المبادئ التوجيهية للبيت الأبيض نفسه تحظر إعادة فتح المدارس حتى يصل المجتمع إلى "المرحلة 2" –المعرَّفة، في الحد الأدنى، بأنها تسجيل انخفاض مستمر في أعداد الإصابات الجديدة. في الوقت الحالي، هناك أكثر من 40 ولاية تشهد زيادة في عدد الحالات. ولعكس هذا الاتجاه، سيحتاج الحكام إلى إعادة فرض القيود على الحركة والأعمال وإجراء مقايضات صعبة. قد تحتاج بعض الأعمال التجارية، مثل الحانات والنوادي الليلية، إلى البقاء مغلقة في الصيف للإبقاء على مستويات الفيروس منخفضة بما يكفي لفتح المدارس في الخريف. وتحتاج إدارة ترامب إلى دعم هذه الإجراءات بدلا من التشكيك في شدة الطفرة الحالية في أعداد الإصابات. وثمة خطوة عاجلة أخرى مستحقة منذ وقت طويل: تحتاج الإدارة إلى تنفيذ استراتيجية اختبارات وطنية وزيادة قدرة الاختبار بشكل كبير. في ألمانيا، تطلب بعض المدارس من الطلاب والموظفين اجتياز اختبارات "كوفيد 19" ذاتية كل أربعة أيام. وقد يكون هذا خيارا سيريده العديد من الآباء والمعلمين الأميركيين، وقد تعرض بعض الاقتراحات، مثل الاختبار التراكمي، مسارا للقيام بذلك. ولكن، بالنظر إلى النقص الحالي في الاختبارات وعدم وجود اتفاق حول من سيدفع كلفة الفحص، يبدو من غير المرجح أن يحدث مثل ذلك بحلول الخريف. ويجب أن تكون هناك، على الأقل، اختبارات كافية لفحص جميع أولئك الذين لديهم أعراض أو الذين يكونون معرضين للعدوى على الفور، مع إتاحة ظهور النتائج في نفس اليوم. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المجتمع إلى امتلاك قدرة تتبع الاتصال والمراقبة المنتظمة. وإذا كانت هناك مجموعة من الإصابات المرتبطة بمدرسة معينة، فيجب اتخاذ إجراءات فورية، بما في ذلك عزل جهات الاتصال القريبة -وحتى إغلاق المدرسة مؤقتا. وهذا سبب آخر لقمع مستوى انفجار الفيروس في المجتمع الآن: سوف تتمكن التفشيات المستمرة بسرعة من اجتياح البنية التحتية للصحة العامة. خلال المؤتمر الصحفي يوم الأربعاء، أكد روبرت ريدفيلد، مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، على أن إرشادات وكالته ليست سوى توصيات –إنها ليست إلزامية. لم لا؟ يجب أن تكون هناك قائمة مرجعية تضم، على سبيل المثال، 20 شيئا يجب القيام بها لضمان السلامة في المدارس. ويجب أن تكون اللغة غير ملتبسة. ويجب أن لا تكون هناك أي رسائل غامضة مثل أن مقاعد الطلبة يجب أن تكون بعيدة عن بعضها البعض "عندما يكون ذلك ممكنا" وإغلاق المساحات المشتركة "إن أمكن". إن القواعد الصارمة لا تحد من الاستقلالية المحلية؛ إنها تقدم خريطة طريق واضحة للمشرفين، بينما تطمئن الآباء والمعلمين. كل هذه الإجراءات الجديدة تتطلب قدرا هائلا من التخطيط. لإخراج الطلاب إلى الصفوف، يمكن أن تكون هناك تكوينات مختلفة للفصول الدراسية، حيث تلتئم في ساعات مختلفة، وهو ما يتطلب المزيد من الحافلات والمدرسين الإضافيين. ويجب تركيب محطات جديدة لغسل اليدين والتعقيم وتطبيق بروتوكولات جديدة للتنظيف. وقد يتم تعيين مساعدي تمريض لإجراء فحوصات للأعراض. وسوف يحتاج الطلاب والموظفون إلى أقنعة ومعدات حماية شخصية أخرى. وقد خصص الكونغرس بالفعل مبلغ 13 مليار دولار لهذه الأغراض، لكن التكلفة ستكون أكبر بكثير. بدلا من تقديم التزام بتقديم هذا التمويل المطلوب، تعمد إدارة ترامب إلى مهاجمة المسؤولين المحليين الذين يحاولون الموازنة بين الأولويات المتنافسة المعقدة. وقد انتقدت وزيرة التعليم، بيتسي ديفوس، واحدة من أكبر المناطق التعليمية في البلاد، وهي مقاطعة فيرفاكس بولاية فرجينيا، على خطتها لتقديم تعليم مباشر بالحضور الشخصي للطلبة بدوام جزئي. وقالت: "إن اختيار يومين كل أسبوع لتلقي الدروس في غرفة الصف ليس خيارا على الإطلاق". في الواقع، قد يكون مزيجا من التعليم عن بعد والتدريس المباشر هو الخيار الأفضل. سيكون هناك بعض الأولاد الذين لا يستطيعون العودة إلى الصف بسبب ظروفهم الصحية الخاصة. وسيكون هناك معلمون كبارا في السن مع عوامل خطر متعددة، والذين يستطيعون أن يعملوا بأمان فقط إذا عملوا عن بُعد. وتحتاج إدارة ترامب إلى دعم الجهود الهائلة التي تبذلها الإدارات التعليمية لاستيعاب الطلاب والمعلمين الضعفاء أمام المرض، وليس التقليل من شأنها وتهديدها. لقد رأينا مسبقا ما يحدث عندما ترفع الإغلاقات وتفتح الأعمال في وقت مبكر جدا ومن دون ضمانات مناسبة. وإذا كانت إعادة فتح المدارس هي الأولوية القصوى التي تقول إدارة ترامب إنها تمثلها، فإنها تحتاج إلى القيام بالعمل الشاق وتوفير التمويل اللازمين للوصول إلى هناك. وسوف تؤدي الجداول الزمنية التعسفية والبلاغة الفارغة إلى إلحاق الضرر بالطلاب والآباء والأمهات والمعلمين فحسب. *كاتبة عمود مساهمة، تركز في كتاباتها على الصحة العامة والسياسة الصحية. *نشر هذا المقال تحت عنوان: If Trump wants to reopen schools, here’s what his administration needs to doاضافة اعلان