إذا نسيتك

معاريف

شاحر – ماريو مردخاي 13/5/2010

في 28 أيار (العبري) (7 حزيران 1967)، في اليوم الثالث من حرب الأيام الستة، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي البلدة القديمة من القدس. وفي غضون أقل من سنة أقرت الكنيست يوم 28 من أيار يوما للقدس. وبعد مرور نحو ثلاثة عقود، وفي زمن الولاية الأولى لبنيامين نتنياهو في رئاسة حكومة إسرائيل، منحت الكنيست هذا اليوم مفعولا قانونيا فقد أقرت أن هذا اليوم يذكر بالصلة بين المدينة والشعب اليهودي، ولذلك يجب علينا أن نحتفل به عيدا وطنيا.

اضافة اعلان

أنا يهودي، ولا أنسى القدس (ولا يميني ولا يساري بيقين أيضا)، وأنا أعرف العلاقة التي لا تنفصل لشعبي بالمدينة المقدسة. لكنني أعجز عن الفهم لماذا يلزمونني أن أجعل القدس في قمة أفراحي، (أو في قمة يأسي) في سياق سنة 1967 خاصة؟ لن أعبر كما عبر إيلي فيزل في رسالته إلى أوباما إذ قال ( "القدس عندي، أنا اليهودي، فوق السياسة ")، لأن كل شيء يتعلق بالقدس – وربما بكل موضوع في عالمنا – هو سياسي. وليس من المستحيل أن يحمل كل يوم يستقر الرأي فيه على الاحتفال بيوم القدس في جناحيه معنى سياسيا (حتى أن جيراننا القريبين – البعيدين في الشرق، الإيرانيين يحتفلون بيوم القدس – وإن كان من المؤسف ألا يكون ذلك بحسب تراث كورش).

لكنني أرى شيئا كثيرا من عدم العدل في الاحتفال بيوم القدس – بحسب القانون – بحسب نزوات عضو الكنيست السابق حنان بورات وبتوقيع من نتنياهو.

أين يضعني هذا التشريع؟ أنا – مثل كثيرين اليوم في إسرائيل – أومن بأن سنة 1967 بذرت بذور الشغب، وأنها قادرة على إحباط الوعد بمستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. وأنا أعتقد أن احتلال شعب آخر يقوض أمن إسرائيل، ومكانتها بين الأمم، وصبغتها كمجتمع عادل، ومشروعها الصهيوني لوطن قومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل (لا في كل أرض إسرائيل)، وهكذا تضعف في واقع الأمر قبضتنا على القدس أيضا. من أجل الحفاظ على صبغة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ولكي نحقق – ولو جزئيا – إسرائيل كمجتمع عادل، لا مناص سوى الانفصال عن شرقي القدس. وعندما أقول شرقي القدس أعني الانفصال عن مخيم اللاجئين شعفاط وأبو ديس، وصورباهر، والعيزرية لا من المدينة القديمة بيقين ولا من الحوض المقدس. فالمدينة القديمة ستدار تحت إدارة مشتركة لضمان عدم الاخلال بحرية العبادة ولكي نستطيع زيارة حائط المبكى كما نشاء في أي وقت.

لهذا يصعب علي أن أحتفل بيوم القدس في الثامن والعشرين من أيار. لماذا يصرفون عني الحق في الاحتفال بقلب خالص بصلتي "كيهودي وإسرائيلي بالمدينة "؟ لماذا الثامن والعشرين من أيار؟ لماذا لا يسمى "يوم القدس " مباشرة بعد انقضاء "أيام ما بين الورطتين "، من أجل تذكر الخروج من الحداد لخرابها إلى فرح بنائها، وعندما أقول "بناءها "، لا أقصد الشيخ جراح. وكما نجري الانتقال غير الممكن من يوم ذكرى ضحايا الجيش الإسرائيلي إلى يوم الاستقلال، فلماذا لا نحتفل بيوم القدس مباشرة بعد التاسع من آب؟ أعلم أن بنيامين نتنياهو لم يخلع القفاز. لكنكم هناك، يا أعضاء الكنيست الذين تخافون على مصير القدس ومصير إسرائيل، فهل يسمعني أحد؟!