إرادة الفوز

لا شك أن ما حققه فريق الجزيرة أول من أمس، يدون بأحرف من ذهب في سجل الكرة الأردنية، ويعد درسا في قوة الارادة ورفض المستحيل، وسيبقى مثالا يحتذى وشاهدا على مدى تشبت الفريق ولو ببصيص أمل أو شبه فرصة وليس فرصة كاملة فحسب.اضافة اعلان
ردود فعل جماهير الكرة الأردنية عموما بعد فوز الجزيرة على ضيفه الجيش السوري 4-0 بعد أن كان خاسرا لقاء الذهاب 0-3، كانت أكثر من رائعة واتفقت جميعا على وصف لاعبي الجزيرة بأنهم كانوا رجالا على قدر التحدي والمسؤولية.
لم يكن من السهل على الجزيرة تجاوز الخسارة القاسية ذهابا، ومعضلة الخلافات المالية وتغيب اللاعبين عن التدريبات بسهولة، بل احتاج الأمر إلى عمل مشترك من قبل الادارة واللاعبين، لأن الجزيرة هو المستفيد من هذا الاتفاق والانسجام، وأعني الجزيرة هنا مجمل المعادلة الكروية "لاعبون وجهاز فني وإدارة".
البقاء في البطولة قد يؤدي الى حل المشكلة من جذورها، لأن الفوز باللقب الآسيوي سيشكل دعما معنويا كبيرا للفريق، وسيساهم في حل المشاكل المالية للنادي وتعزيز حظوظ الفريق واللاعبين في المستقبل.
وصول الجزيرة الى المشهد النهائي لمنطقة غرب آسيا ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، يأتي للعام الثاني على التوالي.. في النسخة الماضية أخفق الفريق في تحقيق الهدف أمام القوة الجوية العراقي، لكنه هذه المرة يقف أمام فرصة أكبر حين يواجه العهد اللبناني مرتين، وبالتالي ومع الاحترام لقدرات الفريق اللبناني الشقيق فإنه ليس بذلك المنافس الذي لا يمكن هزيمته، ولو كان فريق الوحدات في حالته الطبيعية، لكان نهائي غرب آسيا بين الفريقين الأردنيين.
مع ذلك لا يمكن التبخيس من قدر الفريق اللبناني، حيث لا بد من احترام الخصم من دون مبالغة أو نقصان، ويجب أن يستثمر الجزيرة الفترة المقبلة التي تسبق المباراتين المقبلتين، لكي يخلق جوا من الانسجام والتفاهم والتفاؤل، متلازما مع التحضير الفني والبدني والذهني للاعبين، لأن اجتياز محطة العهد، تعني أن الجزيرة سيكون الأوفر حظا في نيل لقب البطولة السادسة عشرة، وستمثل الجائزة المالية التي تبلغ 1.5 مليون دولار حافزا كبيرا لتحقيق هدف كبير… بالفعل كان نجوم الجزيرة رجالا أشداء و"مقاتلين" أكفاء في المواجهة الكروية المصيرية، لأنهم امتلكوا إرادة الفوز.