إربد: انتقادات لإنشاء عشرات الميادين

أحد الميادين التي أنشئت في مدينة إربد قبل أسبوعين.-(الغد)
أحد الميادين التي أنشئت في مدينة إربد قبل أسبوعين.-(الغد)

أحمد التميمي

إربد - انتقد مواطنون في إربد زيادة اعداد الميادين مؤخرا في شوارع المدينة، بعد ان أنشأت البلدية العشرات منها، الأمر الذي اسهم بتفاقم المشكلة المرورية بدلا من حلها في ظل ضيق الشوارع وازدياد اعداد المركبات، وفق اعتقادهم.اضافة اعلان
ويفاجأ سائقون في اربد من اعداد الميادين التي تنشئها بلدية اربد، مشيرين الى ان انشاء الميادين باتت ظاهرة في اربد.
وأكد السائق احمد زيدون ان البلدية انشأت عشرات الميادين في شوارع اربد خلال الفترة الأخيرة كان آخرها ميدان جديد يقع ما بين نفق المدينة الرياضية باتجاة إشارة اليوسيفي، الامر الذي اسهم في ارباك الحركة المرورية.
واشار الى ان الشارع كان يشهد حركة انسياب للمركبات دون وجود اي عوائق قبل انشاء الميدان الجديد، لافتا الى ان الشارع الآن بات يشهد ازحامات مرورية خانقة في ظل وجود نفق قبل الميدان.
وأشار المواطن محمد خليل الى ان البلدية انشأت ميدانا في منطقة شارع فلسطين نزولا باتجاة منطقة البارحة، الامر الذي تسبب بأزمة مرورية خانقة، اضافة الى ان الميدان بات يشهد العديد من الحوادث في ظل عدم ملاءمته هندسيا، حيث يفاجأ السائق بوجود ميدان كبير في الشارع يؤدي الى انحراف مركبته باتجاه المحال التجارية القريبة منه.
وأوضح ان العديد من الشوارع باتت تشهد ازمة مرور خانقة في ظل وجود الميادين التي انشاتها البلدية، مشيرا الى ان حل مشكلة الازدحامات المرورية في بعض الشوارع بحاجة الى أنفاق وجسور، وبخلاف ذلك فإن الأزمة ستبقى موجودة في ظل ازدياد اعداد المركبات.
وأكد السائق احمد المستريحي ان البلدية قامت بإنشاء ميدان جديد في شارع الثلاثين بالقرب من المدرسة الشاملة، بعد أن كان هناك فتحة في الشارع، الأمر الذي اسهم في حدوث الاختناقات المرورية، لافتا الى ان الشارع الذي لا يتعدى طوله كيلومترا ونصف بات فية أكثر من مخرج، الأمر الذي فاقم المشكلة بدلا من حلها.
وأشار إلى أن هناك بعض الشوارع سعتها ضيقة لا تصلح لاقامة ميدان فيها، الا ان المسؤولين في بلدية اربد يصرون على انشاء الميادين دون وجود اي دراسات على ارض الواقع، الامر الذي من شأنه التسبب بحوادث، وخصوصا أن غالبيتها لا يخضع لمواصفات معنية وافتقارها لمتطلبات السلامة العامة.
ويقر مصدر في لجنة السير المركزية طلب عدم نشر اسمه، ان البلدية تقوم بإنشاء الميادين دون الرجوع الى اللجنة باستثناء ميادين محدودة يتم التوافق عليها من قبل اعضاء اللجنة، مشيرا الى ان القانون اعطى للبلدية انشاء الميادين دون الرجوع الى اللجنة.
وأشار الى ان هناك بعض الشوارع في اربد تحتاج الى انشاء ميادين لحل مشكلة الاختناقات المرورية، لافتا الى ان بعض الشوارع التي تم إنشاء ميادين فيها لا تحتاج اليها وتم تنفيذها دون الرجوع الى اللجنة، مما ساهم في خلق أزمات مرورية جديدة بدلا من حلها.
إلا ان مدير هندسة المرور في بلدية اربد الكبرى المهندس حسان العكور يؤكد أن الميادين البالغ عددها في اربد حوالي 30 ميدانا اوجدت حلا لمشاكل الاختناقات المرورية في ظل عدم قدرة البلدية على إنشاء الانفاق والجسور، والتي تحتاج الى مبالغ كبيرة.
واشار الى ان الميادين التي انشئت مؤخرا في شوارع اربد خففت من الازمة المرورية وحافظت على تأمين السلامة العامة للسائقين من حوادث السير، اضافة الى انها سهلت على المواطنين عناء الوصول لمسافات بعيدة من اجل الالتفاف للوصول الى مقصدهم.
وأكد العكور ان الميادين حلت جزءا كبيرا من مشكلة الازمات المرورية، مؤكدا ان الميادين التي تم إنشاؤها بعد العديد من الدراسات، وان البلدية تراعي بتصميم الميادين اجراءات السلامة العامة.
من جانبه، قال رئيس بلدية اربد الكبرى المهندس حسين بني هاني في تصريح صحفي إن جميع هذه الميادين تأتي وفق دراسات متأنية وتكون محسوبة النتائج في جميع الأحوال، وتهدف إلى الحد من الأزمات المرورية في المدينة.
وأضاف بني هاني ان البلدية كانت عازمة على تنفيذ الخطة المرورية الشاملة للمدينة والتي تتضمن تغيير مسارات في عدد كبير من الشوارع، إلا ان الضغوط التي مورست عليها واتخاذ قرارات حكومية أدت لوقف هذه الخطة التي لاقت اعتراضات من جمعيات بيئية ومن ناشطين في مجال حماية الطبيعة وكذلك وزارة الزراعة.
وأكد بني هاني ان تطبيق هذه الخطة الشاملة كان كفيلاً بحل الأزمة المرورية في المدينة بشكل كبير ولكن منع تطبيقها جعل البلدية تتوجه للحلول البديلة، والتي تمثلت في تغيير بعض مسارات الشوارع وإنشاء عدد من الميادين.
ويرى رئيس غرفة تجارة اربد محمد الشوحة ان من الصعب الحكم بالمطلق على إنشاء الميادين، مؤكدا ان تجزئتها والحكم عليها بصورة فردية هو الأنسب فبعض هذه الميادين قد عملت بشكل ملحوظ على تخفيف الازدحامات المرورية، فيما شكل الآخر عائقاً امام انسياب حركة المركبات.
ويؤكد رئيس قسم سير اربد الرائد خلدون ضمرة ان جميع القرارات المتعلقة بحركة السير في مدينة ومنها إنشاء ميادين جديدة، تتم وفق دراسات معمقة ويسبقها عمليات رصد ومسح ميداني وكشف، وأن القرار لا يكون فردياً فقد تم تشكيل لجنة خاصة بالسلامة المرورية في محافظة إربد، وتضم عدد من الخبراء يمثلون كل من محافظة إربد ووزارة الأشغال العامة وإدارة السير والبلدية وهيئة قطاع النقل العام وجمعية الوقاية من حوادث الطرق وتتخذ القرارات بالإجماع عادةً.
ويشير ضمرة إلى أن عدداً من المواطنين ينظرون لبعض الميادين بنظرة فردية غير شمولية، مستشهداً ومن باب التوضيح بالميدان الواقع جنوب نفق الملك حسين واعتراض البعض على وجوده بحجة انه يشكل عائقاً للقادمين من النفق، إلا ان هذا الميدان أثبت على الواقع انه عمل على تخفيف ازمة شارع الأمير حسن امام البوابتين الجنوبيتين لجامعة اليرموك ومدينة الحسن الرياضية حيث ان معظم السيارات القادمة من مناطق ايدون وما حولها باتجاه مجمع السفريات الجنوبي وشارع البتراء وميدان الثقافة لم تعد تسلك طريق شارع الأمير حسن، وبات هذا الدوار يختصر عليها المسافة والوقت.
[email protected]