إربد: جهود شعبية ورسمية لتطويق تداعيات "مشاجرة الصريح"

Untitled-1
Untitled-1

أحمد التميمي

إربد- عاد الهدوء الحذر الى بلدة الصريح جنوب مدينة إربد، بعدما شهدت أعمال شغب وحرق لبعض ممتلكات المواطنين، إثر مشاجرة عشائرية وقعت الخميس الماضي في البلدة، استخدمت فيها الأسلحة النارية والحجارة والعصي.اضافة اعلان
وعادت المحال التجارية في البلدة لفتح أبوابها بعد أن أغلقت مع بدء الأحداث في البلدة، فيما شهدت تلك المحال حركة نشطة من قبل المواطنين لشراء احتياجاتهم اليومية، في الوقت الذي ما تزال فيه قوات الدرك تنتشر بكثافة في البلدة وفي الشوارع تحسبا لأي طارئ.
وتسببت المشاجرة في وقوع 5 إصابات بين المواطنين، تم نقلهم الى المستشفيات وصفت حالة بعضهم بالسيئة وهم يتلقون العلاج حاليا في المستشفى، فيما تم إلقاء القبض على معظم المتسببين بالمشاجرة وضبط عدد من الأسلحة التي استخدمت فيها.
وبذل وجهاء البلدة والأجهزة الأمنية ومحافظ إربد رضوان العتوم، جهودا كبيرة خلال اليومين الماضيين من أجل وقف تداعيات المشاجرة، من خلال نشر قوات كبيرة من الدرك في البلدة ومنع إقامة صلاة الجمعة.
وبحسب مصادر أمنية، فإن المشاجرة تعد استمرارا لخلافات سابقة بين الأطراف، مؤكدة أن هناك عطوة عشائرية سيتم أخذها في الأيام المقبلة بين أطراف المشاجرة، بعدما تم تكليف إحدى الشخصيات في المحافظة للقيام بها لتهدئة النفوس.
وأشارت المصادر الى أن الحملة الأمنية مستمرة في البلدة لضبط المتسببين كافة وتحويلهم الى الجهات القضائية، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية وقوات الدرك ستبقى منتشرة في البلدة تحسبا لأي طارئ، وخصوصا في ظل وجود عدد من الأشخاص داخل المستشفيات وحالتهم الصحية غير مستقرة.
ودعا وجهاء في البلدة الى تحكيم العقل في التعامل مع الأحداث وعدم الانجرار وراء الفتنة، والتي من شأنها زيادة الاحتقان بين أبناء البلدة، داعين الى أن يأخذ القانون مجراه في الأحداث التي أدت الى وقوع إصابات بين المواطنين.
ودعا الوزير والعين الأسبق عبد الرحيم العكور، الى تشكيل ائتلاف بين جميع العشائر في البلدة من أجل إنهاء المشكلة بشكل جذري، وخصوصا في ظل وجود احتقانات على خلفية المشكلة السابقة.
وقال العكور، إن العشائر في البلدة تربطهم قرابة النسب والدم وتجمعهم الأسواق والمدارس والمساجد، وبالتالي لا غنى لأي شخص عن الآخر، مؤكدا ضرورة إنهاء المشكلة بشكل جذري.
واستنكر العكور ما جرى من أحداث الخميس الماضي من قبل ثلة من الأشخاص والشباب المتهورين، الذين لا يمثلون البلدة وتسببوا بإصابة أشخاص بأعيرة نارية.
ودعا العكور، كبار البلدة ووجهاءها، الى وضع حد للتصرفات غير المسؤولة، التي تصدر عن ثلة من الشباب، والتي من شأنها زعزعة أمن واستقرار البلدة والإساءة للعلاقات بين أبناء العشائر.
وأكد العكور ضرورة تجاوز ما حدث في الأيام الماضية والعودة الى منطق العقل والالتزام بالعادات والتقاليد، وأن يأخذ القانون مجراه في وضع حد للتصرفات غير المسؤولة التي يمارسها البعض، وخصوصا أن البلدة خرجت كفاءات ويحمل أبناؤها الشهادات الجامعية.
وقال النائب الأسبق محسن الرجوب، إن هناك جهودا كبيرة تبذل على المستويات كافة لتطويق تداعيات الحادثة، والحيلولة دون تفاقمها، وخصوصا بعد وقوع إصابات بين عدد من المواطنين.
ودعا الرجوب، أهالي البلدة، الى ضبط النفس وأن تأخذ العدالة مجراها في التحقيقات، وخصوصا أن أهالي الصريح تربطهم علاقات متينة.
وأكد أن الوضع في البلدة يشهد حاليا هدوءا حذرا، مشيرا الى أن الجميع مطالب في هذا الوقت بضبط النفس حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، وخصوصا بعد أن ألقت الأجهزة الأمنية القبض على غالبية المتسببين في المشاجرة.
كما دعا الرجوب، الشباب، الى الابتعاد عن أي أعمال شغب والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة، مؤكدا أن هناك العديد من الشخصيات على مستوى المحافظة تعمل من أجل إجراء الصلح بين جميع الأطراف.
واستنكرت إحدى العشائر في البلدة، في بيان، الأحداث التي وقعت في الصريح وأدت الى إصابة 5 أشخاص بأعيرة نارية تم نقلهم الى المستشفى.
وشجبت العشيرة ما حدث جملة وتفصيلا ومن كلا الطرفين، مؤكدة أن العشائر كافة ستكون يدا واحدة مع كل الخيرين والمصلحين وأصحاب النوايا الحسنة لرأب الصدع ودفن الفتنة في مهدها، وإطفاء شرارة الساعين لشرخ النسيج الاجتماعي في هذه البلدة لا قدر الله.
وأضاف البيان "إننا مع دولة القانون ومع الحكومة بإنفاذ القانون وإرجاع الحقوق لأصحابها لمعرفة المعتدين الذين أثاروا الفوضى في البلدة"، مؤكدا أن "أي عملية حرق أو إيذاء لأي مكون بالصريح هو عمل مدان من قبلنا ولا يمثلنا وغير محمي من أي طرف".
وعلقت مديرية أوقاف إربد الثانية صلاة الجمعة الماضية في مساجد بلدة الصريح، نظرا للأحداث الأمنية التي شهدتها البلدة وخوفا من تطور الأوضاع مع احتكاك المواطنين مع بعضهم بعضا وقت الصلاة.
وقام مجهولون بإحراق مضافة إحدى العشائر في البلدة أول من أمس، قبل أن تتدخل كوادر الدفاع المدني للسيطرة عليه والحيلولة دون انتشاره.