إربد: عيادة طبيب الغلابى تعود للعمل - فيديو

figuur-i
figuur-i

احمد التميمي

إربد - بعد 5 أشهر من الإغلاق بسبب وفاته، تعود عيادة طبيب الغلابى والفقراء(رضوان السعد) لاستئناف العمل فيها السبت المقبل وبذات الاجر شبه المجاني(دينارين)، بعد قرار اتخذته أسرة الطبيب السعد، والتي اوكلت المهمة لابنه الطبيب أخصائي الباطنية الدكتور احمد السعد.
وكان الراحل السعد، يشكل "بوليصة" تأمين للعديد من المرضى الفقراء والغلابى والمحتاجين، ممن ليس لديهم تأمين صحي سواء في القطاع الخاص أو الحكومي، والذين كانوا يؤكدون أن تأمينهم رضوان السعد.
وبدأت كشفية الطبيب السعد بـ"ربع دينار"، إلا أن المرحوم اضطر إلى رفعها لدينار ثم دينارين، بعد شكاوى من أطباء آخرين عليه.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني نعى عبر تويتر الطبيب الإنسان قائلا: "الأردن بلد الخير والعطاء لا ينقطع منه الخيرون. كلنا فخر أن من بيننا من تفانى في قضاء حوائج الناس وسعى للخير والعمل النافع من أجل مجتمعه ووطنه، رحم الله الطبيب رضوان السعد صاحب الروح النبيلة".

;feature=youtu.be
اضافة اعلان


والمرحوم السعد هو من أشهر الأطباء في محافظة إربد والشمال عامة ومخيم إربد خاصة، وكان يضرب به المثل لخبرته في تشخيص الأمراض وإعطاء الحلول الناجعة، بعد ان ذاع صيته لتصبح عيادته الكائنة في قلب المخيم، مقصدا للمرضى من جميع أنحاء المحافظة، تعج بالمراجعين والمرضى القادمين من كل حدب وصوب.
وجاء قرار فتح العيادة بعد ان اتخذ على نطاق أسري، حيث قرر ذوو المرحوم فتحها وإناطة مهمة تقديم الخدمة الإنسانية فيها لنجله أخصائي الباطنية الدكتور احمد السعد، الذي أكد أن العيادة ستفتح أبوابها السبت المقبل.
يقول الدكتور السعد إن حجم الالتفاف الشعبي واهتمام الرأي العام الأردني عموما لأهمية الخدمة التي كان يقدمها والده للفقراء والمعوزين بأسعار رمزية ومجانية أحيانا، والتي تتعدى أيضا إلى حد مساعدتهم بتأمين الأدوية، كانت هي المحفز لاسرته على إعادة فتح العيادة على الرغم من وجود إجراءات إدارية قد تعترض الطريق باعتباره يعمل أخصائيا في وزارة الصحة.
ويضيف انه استكمل الإجراءات المتعلقة بتقديم إجازة بدون راتب من وزارة الصحة، بعد أن وافق رئيسه المباشر على هذه الإجازة بانتظار موافقة وزارة الصحة.
ويتابع انه سيعمل على تهيئة العيادة ولو مرحليا وربما توسعتها بكادر مستقبلا لتظل رمزا لإنسانية الفقيد الذي أمضى الجزء الأكبر من حياته داخل أروقتها ووسمه أبناء المنطقة بلقب "طبيب الفقراء".
ويؤكد انه في حال رفضت وزارة الصحة إعطاءه إجازة بدون راتب، فانه سيضطر لتقديم استقالته من الوزارة ليتفرغ في العمل بعيادة والده.
ويقول انه سيسير على خطى والده في تقديم العلاج للفقراء والمحتاجين في جميع أنحاء المملكة، مشيرا الى انه سيقدم الخدمة في الطب العام كوالده المرحوم.
وأكد أن الجميع بانتظار افتتاح العيادة وخصوصا وان هناك أعدادا كبيرة من سكان مخيم إربد لا يملكون تأمينا صحيا.
ويزيد السعد أن هناك ضغوطا شعبية من قبل الفقراء والمحتاجين لفتح العيادة من اجل تقديم خدمة العلاج لهم، في ظل عدم قدرتهم المادية على مراجعة الأطباء في القطاع الخاص لارتفاع اجورهم. ويأمل السعد أن لا يكون هناك أي معيقات من قبل الجهات المعنية بعد افتتاح العيادة، وخصوصا فيما يتعلق بتسعيرة الأجور، نظرا لطبيعة الموقف الإنساني، مشيرا الى انه لا يسعى لأي ربح مالي بقدر ما يسعى إلى تقديم الخدمة الإنسانية لمحتاجيها. وكانت عيادة الدكتور السعد تعج بالمراجعين، حيث كان يضطر العديد من المرضى إلى تسجيل أسمائهم ومغادرة العيادة إلى منازلهم من شدة أزمة المراجعين، ليعودوا عند وصول دورهم بعد أن تكون الأزمة قد انتهت.
ويتطلع الكثير من فقراء محافظة إربد عموما ومخيمها خصوصا إلى لحظة إعادة فتح عيادة المرحوم الدكتور السعد، لا سيما وانها مثلت ملاذا صحيا لطالبي العلاج على مدار 40 عاما.
وكانت بلدية إربد الكبرى أطلقت على أحد شوارعها اسم طبيب الفقراء الراحل الدكتور رضوان السعد تقديرا لمكارمه وإنسانيته التي ستبقى عالقة بذهن وقلب كل محتاج.
كما قرر مجلس محلي منطقة النصر في بلدية إربد الكبرى تسمية ميدان باسم "طبيب الفقراء" الدكتور السعد. وكان آلاف من أبناء مدينة إربد شيعوا جثمان الدكتور رضوان، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، قبل 5 أشهر، بعد أسبوع من إجرائه عملية قلب مفتوح بالمدينة الطبية.