إربد: كساد في الرمان .. ونشوء صناعة تحويلية لمنتجاته لوقف الخسائر

احمد التميمي

اربد – تسبب تعليق مهرجان الرمان الذي كان يقام سنويا في مدينة اربد بسبب جائحة كورونا، إلى حالة كساد لمنتجات الرمان في مناطق بني كنانة والكورة، ما دفع مزارعيه إلى عرض منتجاتهم في خيم اقاموها على جوانب الطرقات، ليتمكنوا من تصريفها، فيما تعمل جمعية كفرسوم التعاونية الزراعية لمنتجي الرمان على اقامة صناعة تحويلية للاستفادة من منتجاته ووقف خسائر المزراعين.اضافة اعلان
وكان مهرجان الرمان والمنتجات الريفية الثاني عشر الذي اقيم في محافظة إربد العام الماضي وشارك فيه بمختلف أجنحته 120 مشاركا ومشاركة من مزارعي الرمان والسيدات الريفيات والجمعيات التعاونية المختلفة، حقق مبيعات بما يقارب 300 ألف دينار، فيما بلغ عدد زوار المهرجان نحو 160 ألف زائر.
وقال رئيس جمعية كفرسوم التعاونية الزراعية لمنتجي الرمان المهندس عاهد عبيدات، انه في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها الأردن، جراء جائحة كورونا وما نتج عنه من تداعيات حظر وغيرها ومنع التنقل، قامت الجمعية ببعض الإجراءات التي من شأنها أن تساعد مزارعي الرمان على تسويق منتجاتهم.
وأشار عبيدات، الى انه سيتم تحويل جزء من الإنتاج إلى صناعات تحويلية والتوسع بها، حيث أعلنت الجمعية عن استعدادها لشراء ثمار الرمان وتحويلها إلى منتجات تصنيعية كدبس الرمان وخل الرمان ومربى الرمان وصابون الرمان وزيت الرمان ومنتجات أخرى جديدة مثل خل الرمان بالثوم والعسل وخبيصة الرمان وذلك بغية تنويع المنتجات لفتح آفاق تسويقية جديدة لهذا المنتجات.
وقال عبيدات، ان الجمعية عملت على تطوير العمليات التصنيعية لمنتجات الرمان، من خلال استيراد آلات حديثة للتصنيع، مشيرا الى ان الجمعية الآن تمتلك خطوط تصنيعية متكاملة كلها آلات حديثة، تم استيرادها من تركيا ونعمل على تركيبها في مصنع خاص تم بناؤه لهذه الغاية تحديداً. وأضاف إن الجمعية تعاقدت مع عدد من المولات والأسواق الكبيرة والجمعيات التعاونية في مختلف المحافظات، وخصوصا محافظتي العاصمة والزرقاء، لفتح مراكز بيع لمنتجات الرمان فيها.
وأكد أن تعليق إقامة مهرجان الرمان السنوي كان ضربة قاسية لمزارعي الرمان، حيث كان نافذة تسويقية مهمة جداً يسوق من خلالها ما لا يقل عن 35 ٪ من الإنتاج خلال فترة قصيرة وقد تصل إلى 40%، إضافة إلى التعاقدات والترويج الذي كان يتم من خلال أيام المهرجان.
وقال، ان المهرجان كان يهدف إلى إتاحة الفرصة المناسبة لتسويق الرمان ومنتجاته وتسويق منتجات السيدات الريفيات، فضلا عن المحافظة على الموروث الشعبي، من خلال المأكولات الشعبية والاستمرار في توعية المواطنين بأهمية الرمان ومنتجاته الغذائية والعلاجية، سيما أن لواء بني كنانة يضم أجود أنواع الرمان على مستوى المملكة، من خلال الأصناف المختلفة التي تمتاز بجودة ومذاق وطعم مميز إضافة لمنتجات الرمان المختلفة التي تنتج بشكل يدوي من المزارعين.
وأوضح عبيدات، أن الحظر الأسبوعي ليومي الجمعة والسبت زاد الأمر صعوبة أمام مزارعي الرمان لعدم تمكنهم من الذهاب إلى مزارعهم من اجل قطف ثمار الرمان.
وأشار إلى أن تساقط ثمار الرمان على الأرض بعد نضوجه أيام الحظر، تسبب بخسائر كبيرة للمزارعين وخصوصا أنهم ينتظرون الموسم بفارغ الصبر لكي يساعدهم على تامين مصدر دخل لهم.
وأشار إلى انه ونتيجة أيام الحظر الشامل توقف تسويق جزء كبير من المنتجات، من خلال سوق دائم على تفرع طرق قريب من بلدة كفرسوم.
وتبلغ المساحة المزروعة بالرمان في إربد حوالي 3000 دونم تنتج ما مجموعه حوالي 8 آلاف طن وتشكل ما نسبته 16 % من إنتاج المملكة سنويا من الرمان.
وأكد المزارع احمد عبيدات، أن المهرجان كان يشكل له نافذة تسويقية لمنتجات الرمان، مشيرا إلى انه كان يسوق ما نسبته 50 % من منتجاته من خلال المهرجان الذي كان يقام بشكل سنوي ولمدة 4 أيام.
وأشار إلى انه وبسبب تعليق المهرجان بعد جائحة كورونا فان منتجاته أصبحت يسودها نوع من الكساد، إضافة إلى أنه يضطر إلى بيعها بأسعار رخيصة مقارنه بأسعارها في المهرجان.
وقال مدير زراعة اربد الدكتور عبد الوالي الطاهات، انه تم تعليق المهرجانات في اربد سواء مهرجان الرمان أو الزيتون حتى إشعار آخر جراء جائحة كورونا، وما قد يسببه من تزايد أعداد الإصابات جراء التجمعات.
وأشار إلى انه تم إبلاغ مزارعي الرمان بهذا القرار بتعليق مهرجان الرمان، مؤكدا أن المهرجان كان يشكل للمزارعين فرصة تسويقية لمنتجاتهم.
يشار إلى أن المهرجان السنوي للرمان كان يهدف لتعريف المواطنين بالأهمية الغذائية والدوائية للرمان، وتوفير مكان مناسب لعرض وبيع منتجات شجرة الرمان من ثمار ودبس وعصير وخل الأمر الذي يسهل عملية الشراء على المواطنين الذين يرغبون بشراء هذه المنتجات ذات الجودة العالية، وحصول مزارعي الرمان على مردود اقتصادي جيد دون تدخل الوسطاء من خلال عملية البيع والشراء المباشر للجمهور، إضافة إلى عرض المنتجات الريفية والمأكولات الشعبية للجمعيات الخيرية والتعاونية والسيدات الريفيات من جميع ألوية وقرى محافظة إربد.