إربد: موقع بيت راس الأثري عرضة للتخريب (فيديو)

احمد التميمي

إربد- تعاني منطقة آثار بيت راس شمال مدينة إربد من التهميش وغياب خدمات البنية التحتية، في ظل عدم قيام الجهات المعنية برصد مبالغ مالية لتطوير الموقع وترميمه، حيث اصبحت اجزاء كبيرة من المدرج الروماني بالموقع عرضة للتخريب من قبل مجهولين.
وانتقد النائب راشد الشوحة "تقصير" وزارة السياحة والآثار في تطوير منطقة المدرج الروماني في منطقة بيت راس والتي تعرضت للتخريب في ظل غياب الرقابة عنه.
وأكد الشوحة لـ"الغد" أن الحكومة لم ترصد أي مبالغ مالية في موازنة مجلس محافظة إربد لتطوير الموقع الأثري وإعادة ترميم وصيانته، حتى يكون مقصدا للزوار من جميع مناطق المملكة. وأشار إلى أن المنطقة تضم أسواقا تجارية أثرية قديمة، لكنها غير مستكشفة جراء التقصير من قبل الجهات المعنية في هذا الموقع المهم.
وأوضح انه في حالة تطوير الموقع الأثري سيصبح متنفسا للعديد من المواطنين لقضاء أوقات فراغهم في فصل الربيع، مؤكدا أن خطورة الموقع يحول دون قيام السياح بزيارة الموقع. ولفت إلى أن الموقع يفتقر للعديد من الخدمات التي تجعله وجهة للمواطنين، مؤكدا أن وزارة السياحة لم تدرج موقع بيت راس الأثري على المسارات السياحية بالرغم من المطالبات المستمرة بذلك.
وأكد الشوحة أن موقع بيت راس الأثري موقع استراتيجي، إلا انه بحاجة إلى ترميم وصيانة وتزويده بالخدمات.
وقال إن الموقع الأثري تعرض للتخريب والتكسير جراء غياب الرقابة، مما يتطلب من الجهات المعنية تعيين حراس عليه للمحافظة على ما تبقى من هذا الموقع التاريخي والسياحي. يشار إلى أن دائرة الآثار العامة اكتشفت قبل 15 سنة المدرج والمسرح في المدينة الأثرية وقامت بإحاطته بشريط من الأسلاك الشائكة وحيازته.
وانتقد المواطن محمد الحموري غياب الجهات المعنية عن تطوير الموقع السياحي بالرغم من أهميته، مؤكدا انه وقبل عشرات السنوات قامت دائرة الآثار باستملاك الموقع وتسويره دون إجراء أي عمليات ترميم له.
وأكد الحموري انه في حال قامت دائرة الآثار بترميم الموقع فإنه سيصبح مقصدا للزوار من داخل الأردن وخارجه لما لهذا الموقع من أهمية تاريخية.
وأشار إلى أن تطوير الموقع سينعكس إيجابا، من ناحية جلب الاستثمارات للمنطقة وتشغيل الأيدي العاملة في المنطقة التي تعاني من ارتفاع في نسبة البطالة.
وأكد علي الطعاني، أن إعادة تأهيل الموقع الأثري سيشجع السياحة الداخلية وإقامة المهرجانات والفعاليات الثقافية أسوة بمهرجان جرش والفحيص، داعيا إلى إدراج المنطقة من ضمن المسارات السياحية.
وقال الطعاني، إن الموقع مهمل ولا يوجد هناك أي اهتمام من قبل الحكومة، لافتا إلى أن الموقع لم يشهد أي أعمال ترميم وصيانة منذ سنوات.
يشار إلى أن مدرج بيت راس الأثري يمتاز بعمارته الفريدة مع وجود أبراج تحصينية ويعتبر الأول من نوعه في المنطقة.
بدورة، قال عضو مجلس محافظة إربد مصطفى جلابنة، انه في كل عام يتم تخصيص مبالغ مالية ضئيلة لقطاع الآثار للصيانة والترميم، إلا انه لم ينفذ أي شيء على ارض الواقع ويتم عمل مناقلات أو إرجاعها لخزينة الدولة.
وأشار إلى انه وفي ظل تقليص حجم موازنة مجلس محافظة إربد إلى أكثر من النصف، فإن مشاريع عديدة ستلغى هذا العام، مؤكدا أن قطاع الآثار والسياحة بحاجة إلى ملايين من اجل تطويره.

;feature=youtu.be
اضافة اعلان

بدورة، قال مدير آثار إربد عماد عبيدات، إن ضعف المخصصات المالية لقطاع الآثار في محافظة إربد، يحول دون القيام بتطوير المواقع الأثرية في المحافظة ومنها منطقة آثار بيت راس. وأشار إلى أن مجلس المحافظة رصد هذا العام 230 ألف دينار لقطاع الآثار، كان نصيب قصبة إربد 105 آلاف دينار والباقي موزعة على جميع الألوية في المحافظة، مؤكدا أن تقليص الموازنة سيؤدي إلى تقليص حصة القطاع من المخصصات المالية.
وأشار عبيدات إلى أن الدائرة أعدت خطة لإعادة تعيين الحراس في المواقع الأثرية لمنع الاعتداء على الآثار، إضافة إلى حملات شاملة للنظافة للمحافظة على البيئة تمهيدا لاستقبال الزوار في فصل الصيف.
ويضم الموقع الأثري واجهة رئيسة (واجهة المسرح الشمالية)، وتضم 7 بوابات، وهذه البوابة تبين العنصر الأقدم وهو العصر الروماني والذي يؤرخ إلى القرن الثاني الميلادي.
يشار إلى أن الجدار الداعم الذي شيد أمام الواجهة الرئيسة وملاصق لها ويغلق مداخلها بالكامل، يعود للفترة الرومانية المتأخرة إذ تم الإبقاء على مدخل في الجدار الداعم يوازي المدخل الرئيسي وبنفس المسافة بعرض 2.10، ومساو لبوابة الواجهة الرئيسة وبنفس البوابة المركزية للمسرح .
وكانت مادة البناء المستخدمة في بناء المسرح مكونة من الحجر الجيري والبازلتي، وتم استخدام نظام الأقبية في التسقيف وقد ادخل الخشب في عملية البناء.
وتقع بلدة بيت رأس شمال مدينة إربد على أنقاض مدينة "كابتيولياس" الرومانية القديمة التي تقع على مرتفع يشرف على سهل حوران في الشمال والهضبة الشمالية من الأردن, وتقوم مساكن المدينة على أنقاض البلدة القديمة واستعملت حجارتها لبناء هذه المساكن, وقد كانت بيت رأس إحدى مدن حلف "الديكابولس" وتشتهر بكثرة الآثار الرومانية فيها.