إرجاء جلسة محاكمة نتنياهو بسبب الإغلاق

القدس المحتلة - أعلن قضاة محكمة إسرائيلية، أمس، تأجيل مثول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام المحكمة المقرر الأسبوع المقبل في قضية فساد إلى أجل غير مسمى بسبب الإغلاق المشدد الذي فرضته إسرائيل منذ أول من أمس لاحتواء "كوفيد 19". وبدأت محاكمة نتنياهو في 24 أيار (مايو) الماضي في جلسة حضرها شخصياً وتم إبلاغه فيها بالتهم الموجهة إليه، وهي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. وكان من المقرر أن يمثُل الأربعاء المقبل للرد رسمياً على الاتهامات التي اعتبرها في أيار (مايو) "سخيفة". وقالت المحكمة المركزية في القدس الشرقية المحتلة، في بيان أمس "في ضوء القيود المفروضة على تفشي الوباء والأخذ بعين الاعتبار عدد المشاركين الكبير في جلسة الاستماع، وذلك خلال الإغلاق الساري، فإن جلسة الاستماع المحددة ألغيت بسبب الإغلاق". ووفق البيان، فسيعلن الموعد الجديد لاحقا. يأتي تأجيل المحكمة بعد يومين فقط من رفض هيئة القضاة نفسها طلب محامي نتنياهو تأجيل جلسة الأربعاء بعد أن قالوا إنهم "بحاجة إلى مزيد من الوقت لمراجعة الأدلة التي تم تسليمها لهم مؤخرًا". وجمع فريق الادعاء أكثر من 300 شاهد لدعم اتهاماته. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، وجهت إلى نتنياهو تهم بالفساد واختلاس أموال وخيانة الأمانة في ثلاث قضايا، وهو بذلك رئيس الوزراء الوحيد في تاريخ إسرائيل الذي يتم اتهامه خلال فترة ولايته. ونتنياهو البالغ 71 عاماً أمضى 14 عاماً منها في السلطة، متهم بتلقي هدايا تقدر قيمتها بـ700 ألف شيكل (180 ألف يورو) تشمل السيجار والشمبانيا والمجوهرات من شخصيات متمولة مقابل تقديم خدمات مالية أو شخصية. كما هو متهم بالسعى إلى تبادل الامتيازات بشكل غير قانوني مع أقطاب وسائل الإعلام مقابل تغطية إيجابية. ويقول نتنياهو إن التهم المرفوعة من مدع عام عينه هو في هذا المنصب هي جزء من مطاردة شعواء لإبعاده عن منصبه. وفي الشهر الماضي، أمرت المحكمة النيابة بتعديل لائحة الاتهام ضد نتنياهو للتمييز بينه وبين أفراد أسرته الذين وردت أسماؤهم ولن يمثلوا أمام المحاكمة. وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد "لا يمكن لنتنياهو قيادة البلاد أثناء محاكمته"، ملمحًا "إلى أن طبيعة الإغلاق وتأثيره على نظام المحاكم يمكن أن تكون خلفهما دوافع سياسية". وكتب لابيد، في تغريدة على "تويتر": "هناك خوف حقيقي من أن يتخذ قرارات بناء على مصالحه الشخصية للبقاء وليس المصلحة الوطنية". ومن جهته، علق وزير العدل بيني غانتس، وهو أيضا وزير الدفاع الذي تولى المنصب حديثًا على التأجيل، بقوله "إن المشكلة لا تتعلق بتأجيل المحكمة لجلسات الاستماع"، ولكن "لدى إسرائيل رئيس وزراء قيد المحاكمة". وقال في بيان حول انتخابات الكنيست المقبلة في 23 آذار(مارس) "هذا الواقع يجب أن يتغير في الانتخابات المقبلة". وغانتس شكل حكومة ائتلافية مع نتنياهو العام الماضي قبل توتر العلاقات بينهما وحل البرلمان نفسه. إلى ذلك، يشير استطلاع إلى أن الأزمة السياسية في إسرائيل ستبقى بعد الانتخابات، إلا في حال شكل رئيس حزب "أمل جديد"، غدعون ساعر، ائتلافا شمل الأحزاب التي تعارض بقاء رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في الحكم، وشريطة انضمام تحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا" أيضا، لكن هذا ائتلاف سيكون من الصعب جدا تشكيله بسبب اختلاف المواقف بين أطرافه. وحسب الاستطلاع الأسبوعي الذي نشرته صحيفة "معاريف"، أمس، فإنه لو جرت الانتخابات الآن لحصل حزب الليكود بزعامة نتنياهو على 28 مقعدا، بخسارة مقعد واحد عن الاستطلاع السابق، بينما سيحصل حزب ساعر على 18 مقعدا، بزيادة مقعد عن استطلاع الأسبوع الماضي. ويحافظ حزب "ييش عتيد"، برئاسة يائير لبيد، على مقاعده بحصوله على 14 مقعدا، وكذلك "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت بحصوله على 13 مقعدا. وحسب هذا الاستطلاع، ستتراجع قوة القائمة المشتركة من 11 مقعدا في الاستطلاع السابق إلى 10 مقاعد في حال خاضت الانتخابات بتشكيلتها الحالية ولم تنشق، علما أنها ممثلة في الكنيست حاليا بـ15 مقعدا. وسيحصل حزب شاس على 8 مقاعد، وكتلة "يهدوت هتوراة" على 7 مقاعد. كذلك سيحصل حزب "يسرائيل بيتينو"، برئاسة أفيغدور ليبرمان، على 7 مقاعد. وتراجعت شعبية حزب "الإسرائيليين" الجديد الذي أسسه رئيس بلدية تل أبيب، رون حولدائي، من 8 مقاعد الأسبوع الماضي إلى 6 أمس، ويحصل حزب ميرتس على 5 مقاعد، فيما حزب "كاحول لافان"، برئاسة بيني غانتس، على 4 مقاعد بعدما لم يتجاوز نسبة الحسم في الأسبوع الماضي. وتعني هذه التوقعات أن قوة الأحزاب التي تؤيد نتنياهو، حاليا، هي 43 مقعدا، قد يضاف إليها "يمينا" بمقاعده الـ13، وفي هذه الحالة تصبح قوته 56 مقعدا؛ أي أقل من نصف أعضاء الكنيست. وفي المقابل، قد يدعم ساعر كل من لبيد وليبرمان وحولدائي وغانتس، لكن يصعب توقع دعم ميرتس له، ما يعني أنه سيكون مدعوما من 49 عضو كنيست. وفي حال انضمام بينيت إليه فإنه سيشكل ائتلاف من 62 عضو كنيست. رغم ذلك، فإنه توجد خلافات جوهرية في المواقف بين ساعر وبينيت وبين لبيد وحولدائي.-(وكالات)اضافة اعلان