إرشادات توعوية في اليوم العالمي لداء السكري

العوامل الوراثية والبيئية كالسمنة وعدم ممارسة الرياضة تسهم في الاصابة بالسكري - (من المصدر)
العوامل الوراثية والبيئية كالسمنة وعدم ممارسة الرياضة تسهم في الاصابة بالسكري - (من المصدر)

مجد جابر

عمان- يعد الأردن من الدول العشر الأوائل في العالم إصابة بالسكري، حيث يعد هذا المرض السبب الخامس الأكثر شيوعاً للوفاة في الأردن، اذ يصيب هذا الداء نحو 16 % من الأردنيين، وذلك حسب الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة الأردنية.اضافة اعلان
وبمناسبة اليوم العالمي للسكري الذي يصادف الرابع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، أطلق مركز "أدفا كلينيك" عرضاً مجانياً للمرضى، لإجراء فحوصات مستوى السكر في الدم، ويرافق هذا العرض توزيع كتيبات توعوية حول المرض، بالإضافة إلى تقديم المركز عرضاً بخصمٍ كبير على فحوصات نسبة الدهون في الجسم، بواسطة جهاز iDXA.
يعد السكري مرضا ناجما عن عدم قدرة الجسم على إنتاج أو استخدام الأنسولين، الضروري لعملية التمثيل الغذائي السليم لسكر الدم (الجلوكوز) والحفاظ على مستوى السكر في الدم.
اختصاصية التغذية في المركز روى الكحالة، تعتبر أن هذه الأرقام المرتفعة للإصابة بالسكري تعود إلى أنماط الحياة غير الصحية السائدة بين الأردنيين، ومنها انتشار بعض العادات السيئة، كالتدخين وتناول الأطعمة غير الصحية، كالسكريات.
وتضيف أن معدل السكري ينخفض لدى الأشخاص الذين يُكثرون من تناول الخضراوات والفواكه وممارسة الرياضة. مؤكدة أن هنالك أيضا عوامل وراثية تتسبب في الإصابة بمرض السكري، مبينةً أن نسبة الوفيات بسبب داء السكري، حسب منظمة الصحة العالمية سوف ستتضاعف بحلول العام 2030.
وتشير الكحالة إلى أن العرض الذي يقدمه المركز في اليوم العالمي للسكري يعكس التزامه بتحسين ورفع معايير الصحة العامة في المملكة، وأن الهدف الأساسي من إطلاق العرض المجاني هو تمكين أبناء المجتمع الأردني من الكشف المبكر عن مرض السكري بنوعيه الأول والثاني.
وأما النوع الأول الذي يشكل ما نسبته 5-10 % من حالات مرض السكري، والذي غالبا ما يصيب الأطفال واليافعين، فيتميز بقصور كلي في إفراز هرمون الأنسولين، نتيجة تكوين أجسام مضاده لخلايا "بيتا" المفرزة للأنسولين، ويحتاج المصابون بهذا النوع من السكري إلى العلاج بالأنسولين.
وأما النوع الثاني، وهو أكثر أنواع داء السكري انتشارا بين الناس، فنسبته تتراوح بين 90 و95 بالمائة من إجمالي المرضى المصابين بمرض السكري. ويرتبط هذا النوع من السكري عادة، بالتقدم في السن، والسمنة الزائدة، والوراثة، وتاريخ العائلة الطبي مع المرض، والخمول البدني، ويعاني من هذا النوع نحو 80 بالمائة من مرضى السكري، بسبب زيادة الوزن على الخصوص.
وهناك أيضا ما يسمى بسكري الحمل، وهو المرض الذي تصاب المرأة الحامل خلال فترة الحمل فقط. وتتعرض ما بين 20 الى 50 بالمائة من النساء الحوامل للإصابة بداء سكري الحمل السكري من النوع الثاني.
وتشير روى الى أن الإصابة بمرض السكري تحدث نتيجة لعدم قدرة البنكرياس على إفراز الأنسولين، أو بسبب حساسية الجسم للأنسولين الذي يعد بدوره هرموناً ضرورياً لاستقلاب السكر والنشويات والمواد الغذائية الأخرى، وتحويلها إلى طاقة في الجسم.
وتضيف أن مرض السكري ليس مرضا معديا، وهو لا يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر. إلا أن هنالك العديد من العوامل التي من شأنها أن تزيد من احتمالات الإصابة بمرض السكري، مبينة أن مرض السكري من النوع الأول يصيب الرجال والنساء بنفس النسبة.
أما السكري من النوع الثاني فإنه الأكثر انتشارا بين كبار السن، وخصوصا الذين يعانون من الوزن الزائد.
ويمكن الاستدلال على مرض السكري، حسب الكحالة، من خلال علامات وأعراض كثيرة، منها الزيادة في التبول، والزيادة في العطش، والزيادة في الشهية، والتعب، والضعف، وفقدان الوزن.
أما السيطرة عليه فتكون من خلال اتباع الحمية الجيدة، وفقا لتعليمات المشرف المختص، وتناول 3 وجبات طعام أو أكثر بصورة منتظمة كل يوم، خصوصا قبل جرعة الأنسولين، وتجنب الأطعمة التي تحوي كمية عالية من الكولسترول، والأملاح، والسكر والحلويات، مع استخدام المحليات الاصطناعية باعتدال، وأخذ وجبة خفيفة قبل ممارسة الرياضة.
ومن الناحية البدنية تشير الكحالة إلى ضرورة متابعة التمارين اليومية، العادية منها والمنتظمة، والتمرّن كل يوم في نفس الوقت، والتحقق من مستوى السكر في الدم، قبل البدء بالتمرين المعتاد، وعدم القيام بممارسة الرياضة إذا كان الأنسولين أو دواء السكري في ذروة فعاليته.
وتؤكد الكحالة أهمية الاهتمام بداء السكري، لأن إبقاء معدل السكر في الدم مرتفعا لمدة طويلة قد يؤدي إلى مضاعفات، ومنها أمراض القلب والشرايين والجلطة، واعتلال الكلى، واعتلال الأعصاب، والعمَى، وبتر الأطراف، والعجز الجنسي، والالتهابات.
وتضيف الكحالة أن الدراسات والأبحاث جارية في الوقت الحالي لتقصي وتحديد الأسباب المتعددة للإصابة بمرض السكري، مبينة أن هنالك العديد من العوامل التي ما زالت غير معروفة حتى الآن، بالإضافة إلى العوامل الوراثية والعوامل البيئية، كالسمنة وعدم ممارسة الرياضة.
ويجدر التذكير بأنّ اليوم العالمي للسكري هو يوم للتوعية بمخاطر داء السكري. وقد انطلق في العام 1991 بمبادرة من كل من الاتحاد الدولي للسكري، ومنظمة الصحة العالمية، وذلك استجابة للزيادة المذهلة في أعداد المصابين بهذا الداء في جميع أنحاء العالم.
وتتناول الحملة العالمية لهذا اليوم في كل عام، موضوعاً رئيسياً جديداً، يختاره سنوياً الاتحاد العالمي للسكري، لمعالجة قضايا تشغل الأوساط العالمية المهتمة بالمرض.‏ وفيما تدوم الحملة على السكري طوال العام، فإن تحديد يوم 14 تشرين الثاني من كل عام لإحياء اليوم العالمي للسكري كان إحياءً لذكرى عيد ميلاد "فردريك بانتنغ" الذياشترك مع "تشارلز بيست" العام 1922، في اكتشاف مادة الأنسولين، المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكري على قيد الحياة.

[email protected]