إزاحة الستار عن تمثال لأمين الريحاني بسنته العالمية في بيروت

بيروت- بمناسبة السنة العالمية للأديب والمفكر اللبناني أمين الريحاني -كما أطلقتها مكتبة الكونغرس الأميركي- أقامت بلدية "ديك المحدي" - القريبة من مسقط رأسه ببلدة الفريكة- احتفالا أزيحت فيه الستارة عن نصب تذكاري لـ"فيلسوف الفريكة" تخليدا لأعماله وتراثه الفكري، وقد ألقيت فيه كلمات لعدد من المفكرين والنقاد.اضافة اعلان
ويعد أمين الريحاني من أشهر أدباء المهجر بعد جبران خليل جبران، وقد ولد في تشرين الأول (أكتوبر) 1876 في بلدة الفريكة من قرى منطقة المتن الشمالي في جبل لبنان لأسرة مارونية، وتوفي في أيلول (سبتمبر) العام 1947 بعد أن ترك إرثا أدبيا وتاريخيا ضخما وقيما، وكتب مسرحيات وقصصا بالعربية والإنجليزية.
وتتوافق دعوة الكونغرس مع مئوية رواية "كتاب خالد" -أول رواية كتبها عربي باللغة الإنجليزية- وتقام مؤتمرات واحتفالات بهذه المناسبة في أنحاء العالم. كما قامت "مؤسسة أمين الريحاني" في الولايات المتحدة الأميركية، بالعديد من النشاطات والأعمال التي تهدف لحفظ إرث الريحاني.
وتحدث الدكتور أمين ألبرت الريحاني-ابن شقيق الكاتب- للجزيرة نت عن المئوية والأنشطة المواكبة بقيادة مؤسسته التي تقوم بمتابعة نشر مخطوطات الريحاني
الـ 18 بالإنجليزية والتي بدأ إصدارها منذ سنة 2000 بمعدل عمل واحد سنويا.
كما تسعى المؤسسة لإيجاد شبكة ثقافية بين كل الباحثين المهتمين بالريحاني حول العالم، والتنسيق بينهم ،لأن المؤسسة كانت تدعم كل الذين ينظمون مناسبات ومؤتمرات واحتفالات للريحاني، من أستراليا إلى روسيا، فجامعات في الولايات المتحدة الأميركية، ولبنان، والكويت، وقريبا مصر والسعودية".
وقال الريحاني "تجري المؤسسة اتصالات واسعة عبر الإنترنت مع كل العواصم المهتمة، لتشجيع الأبحاث والدراسات والمؤتمرات عن الريحاني في هذه السنة العالمية".
وعن بعض الأنشطة المتصلة بالمناسبة، قال "أقيمت مناسبتان كبيرتان في لبنان، الأولى، مؤتمر لدراسات عن الريحاني بدعوة من جامعة "اللويزة"، اشترك فيها باحثون من مختلف أنحاء العالم، وكان عنوانه "الريحاني من الرومانسية إلى الحداثة وما بعد الحداثة"، والثانية أقيم احتفال في ديك المحدي.
وأشار إلى أن "مركز دراسات الوحدة العربية" في بيروت قد دعا لمؤتمر عن الريحاني في كانون الأول (ديسمبر) المقبل وسيشارك فيه ثلاثون باحثا عربيا وعالميا لطرح زوايا جديدة عن فكره السياسي والفلسفي والنقد الأدبي.
كما دعت الرياض إلى مؤتمر في الربيع القادم، يقابله بالنسبة للولايات المتحدة صدور: "كتاب خالد" مع مجموعة كتابات نقدية توازيه حجما (بين عالميتين) ويصدر عن منشورات جامعة "سيراكيوز"، وبعدها الطبعة العالمية الكبرى لـ"كتاب خالد" عن دار "راندوم هاوس"، وهو أكبر دار نشر في العالم، تتويجا للسنة العالمية.
وتحدث الشاعر هنري زغيب عن أهمية أمين الريحاني، قائلا للجزيرة نت إنه خالف الشاعر البريطاني روديارد كيبلينغ الذي قال إن "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا"، فأثبت الريحاني أن بالإمكان التقاء الشرق والغرب على قيم وحقائق ربما لا تكون مشتركة، لكن يمكن أن يكون بينهما جسر كما ورد في "كتاب خالد".
ورأى زغيب أن "أمين الريحاني عرف من خلال تجربته الأميركية أن الولايات يمكن أن تتحد كدول، وراح يحلم بدولة عربية موحدة، وقد أثر هذا الحلم على معظم مؤلفاته، وكان دافعه الأساسي للرحلات التي قام بها إلى الدول العربية واجتمع مع الرؤساء والملوك آملا أن يحقق فكرته القومية".
وأشار زغيب إلى أنه "منذ ذلك الوقت المبكر تحدث الريحاني عن ضرورة الحرية والديمقراطية والدولة العلمانية في الدول العربية، وهو ما نشهده اليوم، وبهذا المعنى كان الريحاني سباقا إلى ما يجري في العالم العربي".

(وكالات)