إسرائيل النازية

تمارس إسرائيل نازيتها يوميا على الشعب الفلسطيني، تقتل من دون ردع، تأسر من دون محاكمة، تغتال من دون توقف، تقضم الأرض من دون اكتراث، تصفي الشباب والشابات من دون تهمة، تفعل ما ترفع عنه هتلر، وتقترف ما رفضه موسوليني في أيامه.اضافة اعلان
أمس صادف مرور الذكرى الـ49 لاحتلال الصهاينة للضفة الغربية، مرت الذكرى أمام أعيننا، وأمام العالم أجمع من دون أن تتحرك فيه وفينا حمرة الخجل، مرت الذكرى والعالم ما يزال يمارس هواية غض النظر عن جرائم إسرائيل بحق شعب أعزل، يقف متلعثما أمام كيان غاصب يرفض تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي قضت جميعها بإدانة احتلال إسرائيل لأراضي الـ67 ودعت الكيان للخروج من تلك الأراضي والعودة لحدود ما قبل الخامس من حزيران 1967.
الكيان الصهيوني وهو آخر قوة احتلال في هذا الكون لم يلتزم بقرارات الشرعية الدولية وضرب عرض الحائط بها، كما ضرب عرض الحائط بكل مبادرات السلام سواء الدولية كالمبادرة الفرنسية المولودة حديثا، أو المبادرة العربية المولودة في بيروت قبل سنوات، والتي لا أعرف لماذا هي مطروحة على الطاولة حتى اليوم، وقد سبق للكيان النازي أن رفضها مرارا وتكرارا ولم يعرها أدنى اهتمام، وكأنها لم تكن!
الأمم المتحدة التي سبق لها أن أرغت وأزبدت في العراق وليبيا ويوغسلافيا السابقة وسورية واليمن وفي مناطق أخرى مختلفة، تمارس منذ 49 عاما هواية الصمت تجاه إسرائيل، تتجاهل حقيقة أن في هذا الكون ما يزال هناك في فلسطين شعب يُقتل يوميا، وشباب يعتقل من دون تهمة، وصبايا يُصفون على الشبهة، وترفض تلك الأمم المتحدة أن تلحظ ولو لمرة واحدة أن في هذا الكون كيانا نازيا يدوس على قراراتها من دون اكتراث، ويتعاطى معها باستهزاء، ويتعامل معها وكأنها غير موجودة، تلك الأمم المتحدة التي صال أمينها العام في أركان الكون، وجال على كل عواصم العالم لتأمين تمرير قرار أممي خاص بالعراق أو سورية هو ذاته اليوم يقف عاجزا مشلولا أمام نازية إسرائيل بحق شعب يقبع تحت نير الاحتلال، شعب يقتل بدم بارد، وتدنس مقدساته وأرضه من دون أن يكترث أحد، شعب تمارس عليه النازية الصهيونية الجديدة عقلية الحصار والقتل والتجويع من دون أن يصحو ضمير العالم ليقول، كفى.
إسرائيل النازية لم تمارس عنصريتها وفاشيتها منذ 49 عاما فقط، وإنما فعلت ذلك قبل 68 عاما عندما احتلت أرضا ليست لها، واستبدلت شعبا بشعب آخر، وأقدمت على مجازر بعرض فلسطين وطولها.
اليوم وبعد 49 عاما أو 68 لا فرق، لم تتغير الصورة، إسرائيل هي ذاتها نازية بطبيعتها، فاشية بتصريحات قادتها، قاتلة بيد جنودها، عنصرية بقوانينها، إثنية بتصرفاتها، داعشية بكل مكوناتها.
إسرائيل لم تتبدل، والأمم المتحدة لم تتغير.. عاجزة مستسلمة، والعرب يقاتلون أنفسهم، يقطعون أوصال دولهم، يخدمون إسرائيل بتشتتهم وضياع ريحهم، وتفتت عزيمتهم، من دون أن يدروا أو ربما يدرون ويفعلون.
إسرائيل النازية لا تلد إلا نازيين جددا، قتلة يستلذون بالقتل والدمار، أياديهم ملطخة بالدم، دواعش بأشكال مختلفة، فالداعشية ليست مرتبطة بالدين أو بالعرق، فمن يقتل صبايا من مسافة صفر داعشي، ومن يحرق أطفالا في بيوتهم داعشي بأشكال مختلفة، ومن يخطف شابا ويعذبه ويحرقه داعشي بثوب صهيوني، ومن يحتل أرضا ليست أرضه نازي بثوب جديد.
رغم كل ذاك وسوداوية الصورة فإن هناك غرب النهر شعبا فلسطينيا صامدا على أرضه، يؤمن أن الأرض أرضه والماء ماؤه والسماء سماؤه، وأن هذا الاحتلال سيرحل وإن طال الزمن، وأن النازية الصهيونية سيوضع لها حد وإن طال الأمد، ويؤمن أن القيد لا بد له أن ينكسر حتى ولو غابت عدالة الأمم المتحدة، وتفتت شمل العرب فإن هنالك في الأرض الفلسطينية شعب يسعى للاستقلال والحرية وسيتحقق له ذاك وإن طال الزمن.