إسرائيل تستعد لانتخابات ثالثة مع استمرار مأزق تشكيل حكومة مستقرة

القدس المحتلة - دخل النظام السياسي في إسرائيل في أزمة غير مسبوقة امس، بعد فشل قادته السياسيين في تشكيل حكومة جديدة، وحل الكنيست الاسرائيلي نفسه لإجراء انتخابات ستكون الثالثة في غضون عام.اضافة اعلان
فبعد مرور 85 يومًا على انتخابات غير حاسمة لم يتمكن على إثرها كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المنتهية ولايته ومنافسه بيني غانتس من تشكيل حكومة ائتلافية، حل البرلمان نفسه في الساعات الأولى من فجر الخميس، وصادق على إجراء انتخابات جديدة في 2 آذار/مارس .
وتشير استطلاعات الرأي المبكرة إلى أن الانتخابات الثالثة يمكن أن تكون نتائجها متقاربة كسابقتها لعدم وجود كتلة يمينية كبيرة تدعم نتنياهو أو كتلة يسار وسط تدعم بيني غانتس وتؤمن لأحدهما الأغلبية المطلوبة.
وسيترتب على ذلك الوصول الى طريق مسدود مجددا مثلما حدث في انتخابات نيسان/ابريل الماضي وفي انتخابات ايلول/سبتمبر الماضية.
ووصفت صحيفة "يسرائيل هيوم" المؤيدة لنتنياهو امس على صفحتها الاولى الركود المستمر في البلاد " بالسيرك" .
ويواجه نتنياهو تحديا مباشرا لاثبات أن بامكانه قيادة حزب الليكود في الانتخابات القادمة نحو الفوز. وفي أيلول/سبتمبر حصل تحالف أزرق أبيض على 33 مقعدًا من أصل 120 في الكنيست، بينما حصل الليكود على 32 مقعدًا.
وفشل نتنياهو وغانتس في تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد أسابيع من المحادثات، كما فشل كل منهما بإقناع أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب يسرائيل بيتنا القومي العلماني، بالانضمام الى كتلتهما.
ولا تحظى الانتخابات الجديدة بشعبية لدى الاسرائيليين الذين يعبرون عن غضبهم من الطبقة السياسية.
وكشفت استطلاعات الرأي أن نحو 40 % من المستطلعين ألقوا بالمسؤولية بالدرجة الأولى على ناتنياهو بسبب هذا المأزق، بينما اعتبر 5 % فقط أن غانتس هو المسؤول عن هذا المأزق. ويُنظر الى الانتخابات الأخيرة على أنها استفتاء على قيادة ناتنياهو.
ونتنياهو الذي يبلغ من العمر 70 عاماً ويعد شخصية مثيرة للجدل، تولى رئاسة الوزراء لأطول فترة، وهو في السلطة منذ العام 2009.
وقال أستاذ السياسة جدعون راهط "إن الانتخابات الثالثة ستتمحور حول من يقف مع أو ضد نتنياهو".
ووجّه المدعي العام الإسرائيلي الشهر الماضي اتهامات بالفساد لنتنياهو بسبب الرشوة والاحتيال وخيانة الامانة.
وينفي نتنياهو كل التهم ويتهم وسائل الإعلام والشرطة والقضاة في البلاد بالتنكيل به. وقال الخميس إنه سيستقيل من كل مناصبه الوزارية لكن ليس من رئاسة الوزراء.
وقال راهط "قد يحاول نتنياهو اللجوء الى الناس لحمايته في مواجهة الأشرار الذين يلاحقونه، بينما سيقول آخرون إنه فاسد وعليه التنحي جانبا وألا يكون رئيس الوزراء المقبل".
لقد أثبت نتنياهو أن لديه قاعدة دعم كبيرة، ولا دلائل على أن أعداداً كبيرة من هذه القاعدة ستتخلى عنه. وكان غانتس قد دعا نتنياهو إلى عدم طلب الحصانة البرلمانية امام القضاء في حال فوزه.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية امس إن قضية الحصانة ستكون مسألة رئيسية في حملته القادمة.
ويتمحور قلق نتنياهو الحالي على كيفية ضمان بقائه زعيما لليكود، خصوصا وأن حزبه سيخوض انتخابات داخلية في السادس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر.
ودعا جدعون ساعر منافس نتنياهو الوحيد في حزب الليكود الى التغيير "لتنظيف السياسة".
و تقول المحللة السياسية الإسرائيلية داليا شيندلين التي عملت في سبع انتخابات إن "غالبية اليهود الإسرائيليين يتماهون مع اليمين. قد تحدث تغييرات طفيفة قد يكون لها تأثير مهم، لكن غانتس ونتنياهو يواجهان صراعا شاقا للحصول على الاغلبية، ويحتمل أن تؤدي نتائج الانتخابات الثالثة أيضاً إلى طريق مسدود".
وقالت "قد يكون هناك بعض التحولات الصغيرة عند الطرفين، لكن من الصعب للغاية تخيل أن تحصل أي الكتلتين على 61 مقعدا دون ليبرمان".
لقد مر على إسرائيل الآن ما يقارب العام دون حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة. وقد تصل كلفة الانتخابات الثلاثة مجتمعة 12 مليار شاقل اي نحو 3,4 مليار دولار أو 3,1 مليار يورو وفقًا لرابطة المصنعين في إسرائيل.
وحض اعضاء من الكنيست الأربعاء الحزبين على تجنب إعادة الانتخابات لارتفاع تكلفتها بينما هناك عجز في وزارت وتقليصات في وزارات أخرى مثل وزارة الصحة.
وقالت داليا شيندلين "ما تزال البلاد تعمل ولم ينهر أي شيء وما تزال المدارس والمستشفيات مفتوحة. لكننا نشهد إعاقة للبلد اذ لم يتم إقرار الميزانيات، ومن غير الممكن التخطيط لامد طويل".-(ا ف ب)