إسرائيل تضع للولايات المتحدة خطوطا حمراء للحوار مع إيران

إسرائيل تضع للولايات المتحدة خطوطا حمراء للحوار مع إيران
إسرائيل تضع للولايات المتحدة خطوطا حمراء للحوار مع إيران

هآرتس - باراك رابيد

إسرائيل ستعرض على وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي هبطت في إسرائيل أمس (الاثنين) سلسلة "خطوط حمراء" تعتقد أنه يجب طرحها اذا ما فتح حوار اميركي مع ايران على مستقبل البرنامج النووي. وقال رئيس الوزراء ايهود اولمرت أمس (الاثنين) في حديث مع وزير الخارجية الكندي لورنس كانون إن "الجداول الزمنية للبرنامج النووي الايراني ملحة وعليه يجب العمل بتصميم. اسرائيل لن تحتمل ايران نووية".

اضافة اعلان

في الاسابيع الاخيرة بلورت وزارة الخارجية وجهاز الامن وثيقة مشتركة حددت "الخطوط الحمراء لإسرائيل في كل ما يتعلق بالحوار بين الغرب وايران. وتوصي الوثيقة الحكومة باتخاذ نهج ايجابي تجاه نية الادارة الاميركية ادارة مفاوضات مع ايران على المشروع النووي، ولكن بعد ان تعرض بضعة تحفظات وتشديدات يجب مراعاتها قبل بدء المحادثات.

أولمرت، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الحرب ايهود باراك سيعرضون موقف اسرائيل في محادثاتهم مع وزيرة الخارجية الاميركية كلينتون في لقاءاتهم معها في القدس اليوم (الثلاثاء). رئيس الليكود ورئيس الوزراء المرشح بنيامين نتنياهو وضع في صورة تفاصيل الوثيقة. وسيقول المسؤولون الاسرائيليون لكلينتون انه "اذا قررت الولايات المتحدة اجراء حوار مع ايران، فهذه هي السبل لتقليص المخاطر برأي اسرائيل".

والنقاط المركزية التي ستشدد عليها إسرائيل أمام كلينتون هي:

1. حتى بدء الحوار مع طهران وفي اثنائه يجب تصعيد العقوبات على إيران، في مجلس الأمن وخارجه كي لا يعتبر الحوار مع طهران من الاسرة الدولية ومن الايرانيين انفسهم كتسليم للبرنامج النووي.

2. قبل بدء الحوار مع ايران، على الولايات المتحدة ان تبلور مع روسيا، والصين، وفرنسا، والمانيا وبريطانيا خطة عمل لحالة فشل المحادثات مع ايران. وفي مثل هذه الحالة يجب حث خطوة منسقة دوليا لعقوبات حادة للغاية على النظام الايراني.

3. يجب تحديد زمن المحادثات مع ايران لمنعهم من اضاعة الوقت ومواصلة تطوير البرنامج النووي كما ينبغي تعريف المحادثات بأنها "فرصة لمرة واحدة" بالنسبة للايرانيين.

4. هناك أهمية لتوقيت بدء الحوار، وعلى الولايات المتحدة أن تفحص اذا كان مجديا الشروع في المحادثات قبل الانتخابات في ايران في حزيران (يونيو).

قبل نحو اسبوع اجتمع قادة الثلاثية (اولمرت وليفني وباراك) مع قادة جهاز الامن، جرى فيه التأكيد على أن هذه ستكون السياسة التي ستنتهجها اسرائيل حيال الولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني. وهناك أغلبية في جهاز الأمن وأسرة الاستخبارات تؤيد نهجا يرى في الحوار بين الولايات المتحدة وايران فرصة وليس تهديدا. ويحظى هذا النهج بالتأييد اساسا من جانب رئيس شعبة الاستخبارات عاموس يدلين. بالمقابل، ويعتقد المسؤولون في وزارة الحرب بأن مجرد الحوار بين ادارة اوباما وايران ينطوي على مخاطر عديدة.

ويختلف التقدير في اسرائيل بالنسبة لتقدم البرنامج النووي الايراني عن تقدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومما قاله رئيس الاركان الاميركي أمس (الاثنين) يوجد لدى ايران ما يكفي من اليورانيوم لتركيب قنبلة ذرية. وتقدر أسرة الاستخبارات الاسرائيلية بأن ايران لم تصل الى هذه المرحلة وستحقق ما يكفي من المادة المشعة لتركيب قنبلة فقط في نهاية 2009 أو بداية 2010.

والى جانب كلينتون يصل الى اسرائيل ايضا المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الذي سيشارك معها في لقاءاتها. احدى المسائل التي ستوضحها كلينتون ترتبط بدور دينس روس الذي عين مستشارا لشؤون دول الخليج ولكن يبدو أنه سيركز على معالجة المسألة الايرانية.

زيارة كلينون هي الاولى منذ تعيينها في منصبها كوزيرة للخارجية الاميركية وفي اثنائها ستنصت اساسا للقيادة الاسرائيلية وذلك لان الادارة الاميركية في واشنطن لم تبلور بعد خطوطا سياسية واضحة في المسائل المركزية على جدول الاعمال، مثل الموضوع الفلسطيني.

وستقدم كلينتون خلال لقاءاتها مع القيادة الاسرائيلية في القدس انطباعاتها من قمة الدول المانحة في شرم الشيخ، حيث التقت زعماء عربا عديدين وعلى رأسهم الرئيس المصري حسني مبارك. وستبحث وزيرة الخارجية الاميركية مع القيادة في القدس الوضع في غزة، بما في ذلك مسألة المساعدات الانسانية وكذا مسألة استقرار وقف النار بين إسرائيل وحماس.