إسرائيل تعترف ضمنا بقصف سورية وتتوقع رد حزب الله

  برهوم جرايسي

الناصرة- اعترفت إسرائيل أمس، ضمنا بقصف موقع سوري في مدينة القنيطرة في الجنوب، واستشهدت فيها عناصر من حزب الله، وضابط إيراني، وتوقعت المصادر الإسرائيلية ردا من حزب الله، رغم ان البعض شكك في ما إذا سيقوم حزب الله بإطلاق عمليات مباشرة، تؤدي إلى حرب يتورط فيها لبنان.
وأحجمت إسرائيل عن إعلان بيان رسمي، حول جريمتها، إلا أن المحللين العسكريين البارزين، في الصحف الرئيسية، نشروا أمس "تحليلات" تميزت في غالبيتها بالتشابه الكبير، ما يوحي، بناء على تجارب سابقة، أن إسرائيل قررت تمرير رسائلها عبر هؤلاء "المحللين"، ويضاف إلى هذا تصريحات وزير ما يسمى "التهديدات الاستراتيجية" يوفال شتاينتس، الذي قال إن "من حق إسرائيل ان تدافع عن نفسها".
وكان الجنرال احتياط يوآف غلانط، الذي تم تعيينه رئيسا للأركان قبل نحو ثلاث سنوات، وألغي تعيينه لاحقا، قد ألمح في تصريحات إعلامية، إلى أن نتنياهو أمر بقصف جنوب سورية، لغايات انتخابية، الأمر الذي أثار غضب الوزير شتاينتس الذي قال في حديث للإذاعة الإسرائيلية، إن تصريح غلانط بائس، وعديم المسؤولية، لأن جهات دولية قد تستخدم هذا التصريح ضد إسرائيل، وتابع الوزير قائلا، إن "الدفاع عن إسرائيل يستوجب أحيانا القيام بمخاطر".
وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، منتقدا العملية، إن "أحد ما القى بعود ثقاب إلى برميل بارود والآن ينتظر لأن يرى إما أن ينفجر أم لا. فهذه مناورة خطيرة في الكيمياء العملية التي تنفذ عشية الاختبار النهائي. الانتخابات في إسرائيل"، وتابع، "لجنون إشعال النار هذا عدد من المشاركين. حزب الله، ينبغي الافتراض أن بمساعدة مباشرة من إيران وبتعليماتها كان يوشك على أن ينفذ سلسلة من العمليات ضد إسرائيل في هضبة الجولان على سبيل استئناف ميزان الردع في وجه الغارات المنسوبة لسلاح الجو".
ويقول فيشمان، إن "إسرائيل الرسمية تصمت على أمل أن يفضل الطرف الآخر ابتلاع القرص المرير. وكانت هذه المناورة نجحت مع السوريين، بعد قصف قوافل السلاح لحزب الله، ولكنها تنجح بقدر اقل مع منظمة نصرالله. والدليل هو أنه في أذار 2014 هاجم حزب الله دوريات للجيش الإسرائيلي قرب السياج في الجولان وفي هار دوف كرد على المس بعدد من كبار مسؤوليه. وبمعجزة فقط انتهى هذا بلا قتلى".
وقال المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، إن في تقديرات جيش الاحتلال، إن حزب الله سيرد على القصف الإسرائيلي، وفي جهاز الأمن في إسرائيل قدروا أمس أن هذه المرة سيكون ردا عسكريا من حزب الله، "ولكن حتى الآن غير معروف بأي مستوى سيكون هذا الرد. وفي مستوطنات الشمال جرى رُفع أمس مستوى الاستعداد لدرجة عالية جدا خشية أي تصعيد محتمل".
وتابع فيشمان كاتبا، "إن الهجوم في هضبة الجولان أمس هو حدث دراماتيكي قد يؤدي إلى تدهور الجبهة الشمالية. والمصالح الإساسية للطرفين، غير المستعدين للحرب، ستبقى كما هي. ولكن هذا الوضع المركب أضيف إليه اليوم عاملا جديدا على شكل عملية مُهينة لحزب الله، التي على أثرها بدأت أبواق هذا الحزب بالزعيق أنهم لن يحافظوا على ضبط النفس بعد هذه العملية".
ويقول إيال زيسر في صحيفة "يسرائيل هيوم"، "لا حاجة إلى الانتظار للإعلان من بيروت أن حزب الله لا يستطيع في هذه المرة استيعاب هذه الضربة بدون رد. والسؤال هو متى وبأي طريقة، وهل هو بصورة حذرة على شكل عبوات على طول الحدود، بهدف نقل رسالة مؤلمة لإسرائيل مفادها أنه بالنسبة لحزب الله أن إسرائيل تجاوزت خطا أحمر، ولكن حتى الآن ليس للمنظمة أي مصلحة في اشعال حريق إقليمي".
ويقول المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" ألون بن دافيد، إن "عملية في الحدود الشمالية دائما هي أمر محتمل، ولكن مثل هذه العملية تجر وراءها ردا إسرائيليا وخطر الانزلاق إلى الحرب. وهذا ما لا يريده حزب الله ولا مُرسلوه الإيرانيين. لهذا فإن الاحتمال الأكثر معقولية هو أن يأتي الرد من الأراضي السورية: صلية صواريخ على مستوطنة مدنية، إطلاق صاروخ على قوات الجيش الإسرائيلي في الجولان أو وضع العبوات. مثل هذه العملية تضع أمام إسرائيل معضلة على من ترد".

اضافة اعلان

[email protected]