إسرائيل راضية.. وكذا نصرالله

Untitled-1
Untitled-1

معاريف

يوسي ملمان

اضافة اعلان

ما كان يمكن لمصمم رقصات حتى كاوهد نهرين ان ينجح في تصميم الرقصة الدقيقة والمعقدة التي رقصتها اسرائيل وحزب الله في الايام الاخيرة، دون اخطاء ودون الوقوع عن المسرح والتحطم. كل طرف كان يعرف جيدا خطوات الرقص المتوقعة من الطرف الاخر، وكيف نفسه معها. منذ سنين واسرائيل وحزب الله يخرقا اتفاق وقف النار الذي تحقق بقرار مجلس الامن 1701 بعد حرب لبنان الثانية في 2006. فقد حلت حكومة لبنان كل القوات والميليشيات المسلحة في الدولة باستثناء حزب الله. وهذا من جهته تزود بالسلاح – اكثر من مائة الف صاروخ ومقذوفة صاروخية – وتحت رعاية الحرب الاهلية في سورية والمساعدات الايرانية حاول حتى زيادة مخزون الصواريخ الدقيقة لديه ببضع عشرات الى المئات بل واكثر. اما اسرائيل من جهتها فخرقت الاتفاق في انها تطلق الطائرات الى المجال الجوي اللبناني وحسب منشورات اجنبية فانها تغتال بين الحين والاخر قادة كبار من حزب الله على الاراضي اللبنانية وخارجها.
لقد سلم الطرفان بقواعد اللعب هذه، في ظل قبولهما للمبدأ الاساس، الا هو الهدوء على الحدود الاسرائيلية – اللبنانية. وفي احيان نادرة فقط، وعمليا مرتين فقط، خرق حزب الله هذه التفاهمات غير المكتوبة، وذلك في اعقاب الضربات لرجاله في سورية. ولكن في الاسبوع الماضي سجل خرق فظ، على الاقل بنظر حزب الله، حين ضرب حوامتان انتحاريتان تحملان مواد متفجرة هدفا ما في الضاحية – "مركز الاعصاب"، "الكريا" و "القيادة" حزب الله في بيروت. كان هناك من تكبد حتى عناء التسريب بانه في الهجوم اصيب عنصر حيوي للغاية – خلاطة تسمح للمنظمة الشيعية بانتاج الصواريخ الدقيقة وتركيبها على الاراضي اللبنانية. لم يعترف حزب الله بان هذا هو العنصر الذي اصيب، ولكنه اتهم اسرائيل بالعمل، التي تواصل الابقاء على شفتين مطبقتين.
اذا كانت اسرائيل تقف خلف الهجوم، فواضح أن اصحاب القرار أي رئيس الوزراء ووزير الدفاع بنيامين نتنياهو، رئيس الاركان أفيف كوخافي ورئيس الموساد يوسي كوهن، قدروا بانه من المجدي المخاطرة برد من حزب الله، مقابل انجاز مهم يشوش التقدم في مشروع تدقيق الصواريخ لديه – وكانوا محقين. اذ كان التقدير الاستخباري بان حزب الله وايران غير معنيين بحرب ضد اسرائيل.
لقد وعد نصرالله بالرد. وفي اسرائيل صدقوه. واستعدوا بتأهب معزز على طول الحدود، ولا سيما في نقاط حساسة. ليس واضحا اذا كانت خلية او خلايا حزب الله التي اطلقت الصواريخ المضادة للدروع نحو المركبات والموقع للجيش الاسرائيلي قصدت حقا المس بالجنود. ولكن حتى لو قصدوا ولم ينجحوا، فقد رد الجيش الاسرائيلي برد مدروس ومتوازن. فهو لم يطلق الطائرات لتقصف في لبنان واكتفى بالنار من المروحيات القتالية وباطلاق نحو مئة قذيفة مدفعية. وهكذا فقد خرج الطرفان بينما تحققت امانيهما، امتنعا عن الحرب وفي نفس الوقت يمكنهما ان يتباها بانهما حققا اهدافهما. نصرالله أوفى بوعده باطلاق النار ردا على اسرائيل واسرائيل، حسب منشورات اجنبية مست باساس هام في مشروع صواريخ حزب الله في لبنان دون التدهور في المنطقة الى حرب.