إسلام جلال.. عاشق مهنة "الإعلام" والمدرب الطامح لتحقيق الكثير من الآمال

مصطفى بالو عمان- يبقى لطعم الإنجاز مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، متجاوزا المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف المنشود، في بداية تستحق تسميتها “من الصفر”، ليخرج أصحابها من رحم المعاناة إلى عالم النجومية. زاوية “من الصفر” تقف في جديد محطاتها، عند المدرب إسلام جلال، الذي لمع نجمه سريعا في الأسابيع الماضية، وهو الذي انتقل من تدريب البقعة أحد أندية الدرجة الأولى، إلى القيادة الفنية لفريق معان في دوري المحترفين حاليا، وصاحب تجربة تدريبية ثرية في الملاعب المحلية، نحت أسمه بالصخر على جدار مدربي دوري المحترفين للموسم الحالي، لنقف عند قصته مع التدريب “من الصفر” في هذه السطور.

أعشق مهنة المتاعب

ويروي الكابتن إسلام جلال قصته مع كرة القدم، والتي يجدها بدأت في الحارة، عندما أشرف على تدريب فريق شعبي في منطقة الهاشمي حيث يسكن، ويجد أن دراسة الإعلام أخذته منها، شارحا:” خلال فترة الدراسة ومن خلال متابعتي للدوريات الأوروبية، سلب عقلي التدريب، والذي جعلني اتابع المدربين العالمين، وانطلق نحو الحارة بتدريب أحد الفرق الشعبية، الذي لعبت في صفوفه، حتى اجتيازي الثانوية العامة، وبعدها طاردت حلمي في دراسة الإعلام في جامعة دمشق، ومنها عدت لاكمله في جامعة البتراء”. وتابع جلال:” بعد أن انهيت دراسة الإعلام، عملت في ميدان الإعلام الرياضي عبر بوابة جريدة الملاعب، وبقيت للآن مزاولا الكتابة والتحليل الرياضي لعدد من المواقع التدريبية، ولدي عشق كبير لمهنة المتاعب التي قربتني أكثر من اقتحام ميدان التدريب”.

القصة.. خطوة خطوة

وعن حكايته مع تدريب كرة القدم في الملاعب المحلية، أجاب جلال:” قديما لم تكن هناك الدورات التدريبية، وعشقي للتدريب جعلني أعمل متطوعا مع فريق عين كارم في تدريب الفريق الأول وفرق الفئات العمرية، 2001 -2004، وهو ذات الأمر الذي كررته في قيادة فريق الهاشمي في عام 2005، وبعدها التحقت بالدورات التدريبية حيث حصلت على مستوى (C) 2007، وثم حصلت على (B) عام 2009 وعلى(A) في عام 2009، وحصلت على دبلوم تدريب كرة القدم من ألمانيا 2012. ويجد الكابتن إسلام جلال على متعة تجاوز المشاق والمتاعب، التدرج خطوة خطوة نحو بلوغ الحلم، مبينا:” كما أسلفت دربت فريق الهاشمي 2005، وكنت أبلغ من العمر 25 عاما، حتى أن لاعبين في الفريق تجاوزوني بالعمر، وعملت مديرا فنيا لفرق فئات الجزيرة الكروية منذ العام 2007-2012، في الوقت الذي توليت فيه مهمة المدرب العام لفرق أمانة عمان سواء على مستوى الناشئين أو الفريق الأول منذ العام 2005-2015″.

مواسم وفرق بالذاكرة

ويجد أن مشواره في التدريب سواء في قطاع الناشئين أو فرق الدرجة الأولى والمحترفين حافل بالذكريات الجميلة، مضيفا:” لي تجارب كروية خالدة في تدريب الفرق المحلية لاسيما صعودي مع فريق المحطة من الدرجة الثالثة إلى مصاف أندية الدرجة الثانية ثم الأولى، وحصولي على لقب درع اتحاد الكرة مع فريق اليرموك 2006، عندما عملت مساعدا للمدير الفني العراقي ثائر جسام 2006، وحصولي على وصيف دوري الشباب في نادي الجزيرة لـ 4 مواسم متتالية 2008-2012″. وأردف قائلا:”لا أنسى الموسم الأجمل مع فريق البقعة موسم 2015، عندما غادر المدرير الفني العراقي أكرم سلمان لتوليه مهمة تدريبية في بلاده، قبل انتهاء الذهاب بـ 3 جولات، لاستلم المهمة خلال مرحلة الإياب واستطعت التقدم مع الفريق إلى المركز الثالث في ذلك الموسم، وكان لي الشرف بالتواجد في الجهاز الفني لمنتخب الناشئين مدربا عاما”. وزاد جلال:” لدي شغف كبير بالتدريب، ولا اتردد في قبول المهمات مهما كانت درجة الفريق الذي أدربه، وسبق لي أن دربت فرق المحطة، الوحدة والسلط في دوري أندية الدرجة الأولى، وكذلك كان لي تجربة في موسم 2021 مع نادي الهاشمية الذي صعدت به من مصاف الدرجة الثالثة إلى الثانية، وما تزال لدي الكثير من الطموحات في مجال التدريب”.

جلال بين مهمتين

وحول انهاء عقده بالتراضي مع البقعة أحد أندية الدرجة الأولى، وانتقاله إلى تدريب فريق معان في دوري المحترفين حاليا، رد جلال:” في البداية اتوجه بجزيل الشكر لإدارة البقعة، والجهازين الفني والإداري ولاعبي فريقه الكروي، ورغم ابتعادي إلا انني تعلقت بالتجربة الأمثل لي مع الفريق، الذي وضعت له خطة الاستعداد، بعد أن شكلت جهازي الفني، واخترنا اللاعبين بعناية كبيرة، وانطلقنا من الصفر بتجهيز الفريق الطامح للعودة إلى مكانه الطبيعي بين المحترفين، وأجد نفسي وفقت في تجهيز الفريق بنسبة كبيرة واتمنى التوفيق للجهاز الفني اللاحق في تحقيق الحلم البقعاوي”. وتابع:” وعندما فوتحت من قبل إدارة معان لتولي مهمة القيادة الفنية للفريق، خلفا لصديقي الكابتن ديان صالح، أردت أن اخوض تجربة التدريب في دوري المحترفين، الذي اتابعه واحلل مبارياته، ووجدت أن الفرق متقاربة إلى حد كبير من حيث نوعية اللاعبين، فيما تختلف بمنطق ثقافة الفوز والإصرار والنفس الطويل، وقبلت المهمة المعانية لأكمل ما بدأه الكابتن ديان صالح، وارتديت ثوب التحدي لأكون عند حسن ظن إدارة وجماهير معان”. وزاد:” جلست مع إدارة معان، والتي غمرتني بحسن الاستقبال والتعامل، والأهم الحافز لدعم فريق الكرة، واتفقنا على كافة التفاصيل، وطلبت أن أقيم البداية من خلال المباريات الثلاث المتبقية من مرحلة الذهاب، ليس تنصلا من المسؤولية ولكن لترتيب أوراقي بالمرحلة المقبلة، وانطلقت بالمهمة ورغم الخسارة في أولى المباريات أمام الرمثا، إلا أننا وفقنا بالعودة من جديد أمام سحاب بعد التأخر بهدف، إلى فوز ثمين 2-1، وكذلك أمام الفيصلي خطفنا نقطة ثمينة من المتصدر، بعد التأخر 1-3، إلى التعادل بالدقيقة الأخيرة 3-3″. وحول خطة العمل للمرحلة المقبلة مع فريق معان:” جلست مع إدارة معان بالأمس، وناقشنا خطة العمل والنهوض بالفريق من المركز التاسع برصيد 10 نقاط، حيث كانت إدارة معان واقعية إلى حد كبير، ولخصنا الهدف العام بالثبات في ظل التنافس الملتهب سواء في القمة، أو للهروب من شبح الهيوط، واتفقنا على تعزيز صفوف الفريق بعدد من اللاعبين المحليين، وتواصلنا مع المحترفين لجلب المحترف الثالث، وسنعمل بروح الفريق للمرور بفريق معان من نفق الهبوط المظلم خلال مرحلة إياب الدوري”.اضافة اعلان