إشادة واسعة بإتاحة التعليق الوصفي السمعي على المباريات

حظيت خدمة التعليق الوصفي السمعي على مباريات كأس العالم 2022 لكرة القدم المقامة حاليا في قطر، والتي تتوفر باللغة العربية لأول مرة في تاريخ المونديال إلى جانب اللغة الإنجليزية، بإشادة واسعة من المشجعين ذوي الإعاقة البصرية. قطريون يعربون عن فخرهم بالمشاركة في إطلاق أول تعويذة مونديالية رقمية وتتيح الخدمة لذوي الإعاقة البصرية فرصة الاستماع إلى وصف دقيق مفصل لكافة أحداث المباراة وأجواء الاستاد، وألوان ملابس اللاعبين وتعابير وجوههم خلال مجريات المباريات في الاستادات. وأعرب فيصل الكوهجي (33 عاما)، الذي ولد ضعيف البصر وفقد حاسة البصر تدريجيا حتى سن الثالثة عشر، عن سعادته بتوفير هذه الخدمة، التي أتاحت له الاستمتاع بمباريات كأس العالم في الاستادات مع خوض تجربة متكاملة مماثلة إلى حد كبير لتجربة المبصرين. ويعشق الكوهجي كرة القدم منذ الطفولة، ولم تمنعه إعاقته البصرية من الاستمتاع باللعبة الجميلة، وزادت متعته الآن بشكل ملحوظ خلال كأس العالم قطر 2022 بفضل توفر التعليق الوصفي السمعي باللغة العربية. وفي مقابلة لموقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، نشرتها أمس، قال الكهوجي :”في الماضي، كنت أضطر لاصطحاب أحد أفراد عائلتي أو أحد أصدقائي المبصرين عند الذهاب إلى الاستاد، والاعتماد عليه لوصف تحركات اللاعبين وتفاصيل ما يحدث على أرضية الملعب، أو الاعتماد على التعليق غير الوصفي عبر التلفزيون، عندما مشاهدة المباراة في المنزل”. ويوفر التعليق الوصفي السمعي للمشجعين المكفوفين وضعاف البصر سردا مفصلا لما يحدث في الاستاد، بما في ذلك موقع الكرة في الملعب، والتعبيرات على وجوه اللاعبين وما يحدث في المدرجات. وكل ما يحتاج إليه المشجعون هو استخدام تطبيق الترجمة الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على هواتفهم الذكية، واستخدام سماعات الأذن الخاصة بهم للاستماع إلى التعليق، علما بأن الخدمة متاحة باللغة الإنجليزية أيضا، ويمكن الاستفادة منها سواء في الاستاد أو في المنزل. وأضاف الكوهجي، خلال المقابلة التي أجريت معه في استاد البيت خلال مباراة قطر وهولندا: “بفضل هذه الخدمة، يمكنني الآن أن أعيش حماس وأجواء المدرجات في مباريات كأس العالم بينما أتابع ما يحدث على أرض الملعب بالضبط، إنها تجربة رائعة عززت من استقلاليتي”. وقبل انطلاق المونديال، جرى تدريب عدد من المعلقين ضمن اتفاقية تعاون مشتركة بين منظمي كأس العالم 2022 ومعهد دراسات الترجمة التابع لجامعة حمد بن خليفة في قطر، ومركز المتابعة الميسرة لمباريات كرة القدم في أوروبا. وكانت بطولة كأس العرب 2021 قد أتاحت للمعلقين صقل مهاراتهم قبل اختيار 18معلقا باللغة العربية لتقديم خدمة التعليق الوصفي السمعي للمشجعين من ذوي الإعاقة البصرية الذين يحضرون مباريات المونديال الأول في العالم العربي. وقال أحمد سعيد، المعلق الرياضي على منافسات رياضة السيارات في قنوات “بي إن سبورتس”، إنه حرص على المشاركة في خدمة التعليق الوصفي السمعي في المونديال، للإسهام في أن تصبح البطولة أكثر شمولية تتيح للجميع الاستمتاع بحضور المباريات. وأضاف: “كرة القدم لعبة محبوبة وذات شعبية واسعة على مستوى العالم، ويحق لجميع فئات المشجعين حضور المباريات والاستمتاع باللعبة والأجواء الحماسية المذهلة التي تشتهر بها.” وتابع سعيد: “بصفتي معلقا رياضيا، علمتني هذه التجربة أهمية تقديم وصف مفصل لمجريات المباراة، ونقل صورة واضحة وشاملة للمستمعين ليعيشوا الحدث مثل غيرهم من الحضور. وقد حققت استفادة كبيرة من هذه التجربة، والتي سأنفذها في مجال عملي في التعليق على رياضة السيارات، وأتطلع إلى مزيد من مبادرات التعليق الوصفي السمعي على الأحداث الرياضية في المستقبل”. وإلى جانب التعليق الوصفي السمعي على منافسات كرة القدم، يمكن أيضا استخدام هذه الخدمة في العديد من الفعاليات والمنشآت بما فيها دور السينما والمسارح. وقال الكوهجي، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين: “حققنا خلال البطولة إنجازات هامة ستنعكس إيجابا على مجتمع المكفوفين في البلاد وسيكون لها تأثير طويل الأمد في البلاد. ونشهد حاليا استخدام التعليق الوصفي السمعي في العروض الفنية، في دلالة واضحة على أن الغد سيحمل لنا المزيد من الإنجازات الرائعة”. -(د ب أ) للمزيد من أخبار المونديال  انقر هنااضافة اعلان