إشارة تحذير من اليسار

هآرتس

بقلم: أسرة التحرير 23/5/2022

اضافة اعلان

أعلنت النائبة غيداء ريناوي الزعبي، أمس، أنها ستعود لتؤيد الائتلاف. وقد فعلت ذلك بعد لقاء مع وزير الخارجية يئير لبيد ورؤساء سلطات محلية. وهكذا تكون أبعدت، مؤقتا على الأقل، إمكانية انتخابات أخرى، في نهايتها قد يعود الى كرسي رئيس الوزراء المحرض الوطني، بنيامين نتنياهو.
لا مجال للتقليل من شأن شدة التهديد الذي يكمن في عودة نتنياهو، المتهم بالجنائي الذي ألحق ضررا بنسيج الحياة الإسرائيلي، مس بمؤسسات الديمقراطية، سحق قيمها وهو مستعد للتعاون مع الكهانيين كي يحظى بالعودة الى الحكم. ولكن محظور أن يشوش هذا التهديد مضمون مبررات ريناوي الزعبي الجديرة بموقف جدي من الحكومة. فلا يمكن تسويغ كل مفسدة من خلال أسماء نتنياهو، ايتمار بن غبير وبتسلئيل سموتريتش.
في كتاب بعثت به لرؤساء الائتلاف، شرحت ريناوي الزعبي، أن أحداث الشهر الأخير -بما فيها المواجهات في الحرم وفي جنازة الشهيدة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة "كانت أقسى من الاحتمال"، وأضافت أنه لا يمكنها أن تواصل تأييد "ائتلاف ينكل بشكل مخزٍ بالمجتمع الذي جئت منه".
إن المشاهد من جنازة أبو عاقلة كانت بالفعل أقسى من أن تحتمل، وكشفت الوجه البشع للاحتلال. كل مواطن يهودي صدم بالصور يمكنه فقط أن يتخيل ما الذي يشعر به مواطن عربي في ضوء الواقع القاسي الذي يتبين في هذه المشاهد من جديد. فليس مفهوما من تلقاء ذاته أن يوافق المرء على أن يكون شريكا في حكومة تحت قيادتها وسلطتها يقع حدث كهذا.
من الناحية الإيديولوجية أيضا، فإن حكومة التغيير هي حكومة يمين بكل معنى الكلمة. هذه حكومة أقرت قانون المواطنة؛ تدعم مشروع الاستيطان وتساند عنف المستوطنين؛ بعد أسبوع من قرار الشرطة إنزال أعلام فلسطين، اختارت أن تدافع، بأمر من وزير الأمن الداخلي عومر بار-ليف عن حق اليهود في استفزاز الفلسطينيين في باب العامود في مسيرة الأعلام البشعة خاصتهم.
واضح أن حكومة التغيير هي حكومة حلول وسط، لكن هذا يستوجب تنازلات إيديولوجية من الطرفين السياسيين، وليس فقط من الطرف اليساري. الانطباع الناشئ هو أن الجناح اليساري تنازل مسبقا. لقد شعرت ريناوي الزعبي، عن حق، أن هذه التنازلات تمت على ظهر الفلسطينيين، وفي ظل المراعاة المبالغ فيها للجناح اليميني من الحكومة الذي يهدد أعضاؤه بالانسحاب. إذا كان رئيس الوزراء نفتالي بينيت يريد أن يحافظ على حكومة التغيير، فعليه أن يفهم بأن حقيقة أن رؤساء العمل وميرتس لا يفتحون أفواههم في ضوء يمينية حكومة لا تضمن ألا يمل أعضاء حزبيهما من أحادية الجانب فيعملون لاحقا على تفكيكها. لقد كانت قضية ريناوي الزعبي إشارة تحذير.