إشهار كتاب "أمراء حوران آل الفواز مشايخ السردية" للراحل الفواز

جانب من اشهار كتاب "أمراء حوران ال الفواز مشايخ السردية"- (الغد)
جانب من اشهار كتاب "أمراء حوران ال الفواز مشايخ السردية"- (الغد)

عزيزة علي

عمان – رأى مختصون في التاريخ أن كتاب "أمراء حوران آل الفواز مشايخ السردية"، للكاتب والسياسي الأردني الراحل د.كليب سعود الفواز، بذل فيه جهدا كبيرا من خلال تقديم المؤلف لدراسة تاريخية عن قبيلة عربية أردنية، وبين فيه دور هذه القبيلة في حماية قافلة الحج الشامي في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين.اضافة اعلان
جاء ذلك في حفل اشهار الكتاب، الذي اقيم أول من أمس في مدرج محمد علي بدير بمبنى الجامعة الأردنية، وحضر حفل الاشهار، العديد من اقارب واصدقاء الراحل، بالإضافة إلى شخصيات سياسية.
وأشار المشاركون في الحفل، وهم د. علي محافظة، د. هند ابو الشعر، د. إبراهيم الشرعة، المؤرخ عادل بن عمار، واداره د. إسماعيل السعودي، إلى ما يتضمنه الكتاب من صور لخيام شيخ السردية، ونساء بدويات بلباسهن التقليدي، وقافلة جمال في البادية، وخرائط للإمارات البدوية في القرنين السادس عشر والسابع عشر.
والكتاب الذي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، جاء في ثمانية فصول تغطي جذور الإمارة السردية خلال الفترة التي سيطرت فيها قبيلة السردية على منطقة حوران لمدة 250 عاما "من القرن السادس عشر حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي".
المؤرخ د. علي محافظة رأى أن المؤلف بذل مجهودا واضحا في كتابه من خلال رجوعه للمصادر التاريخية التي تناولت تاريخ القبائل البدوية في بلاد الشام ومصر.
ورأى محافظة أن الفواز سعى لتقديم تصور واضح عن دور قبيلة السردية في منطقة حوران وشرقي الأردن في رعاية قافلة الحج الشامي السنوية أثناء مرورها من دمشق حتى وصولها إلى المدينة المنورة، مقابل تقديم قبيلة السردية الجمال لحمل الحجاج وامتعتهم اثناء سيرهم عبر هذه المنطقة الواسعة، وحماية القافلة من اعتداء القبائل البدوية الأخرى الموجودة في المنطقة.
وأضاف محافظة أن المؤلف تواصل من خلال دراسته إلى أن السردية التي ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي واستمرت حتى نهاية النصف الأول من القرن الثامن عشر، هي امتداد لدولة أمراء آل الفضل في طي، وأن قبيلة السردية تنتمي إلى قبيلة بني لأم ومنها المفارجة الذين كانت زعامتهم بآل الفواز، منذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي.
ونوه محافظة إلى أن المؤلف تتبع جذور قبيلة السردية منذ الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام في القرن السابع الميلادي مرورا بالعصر الأموي والعصور العباسية والفاطمية والأيوبية والمملوكية حتى العهد العثماني، معتمدا في ذلك على المصادر التاريخية المعروفة، مشيرا إلى بعض الملاحظات حول الكتاب.
من جانبها توقفت الدكتورة هند أبو الشعر عند محورين في الكتاب هما: توجه المؤلف نحو محور يعرفه تماما، ويعرف مصادره المحلية، وهو الأقرب لهذا الموضوع، لأنه عايش أهله بذاكرتهم المتواترة، وأحسّ بمسؤوليته كأكاديمي للبحث عن هذه الجذور، وفحص مصداقية الرواية المحلية التي سمعها.
واعتبرت أبو الشعر أن المحور الثاني في الكتب هو أنه يغطي محورا مطلوبا بدراسة تشمل حوران، والقوى السياسية والقبلية، في إطار الدولتين المملوكية الثانية والعثمانية، وتأتي أهميته من الفترة الطويلة المتتابعة التي تناولها، وهي تستحق الدراسة الجادة والمنهجية.
واشارت ابو الشعر إلى أن المشكلة المنهجية التي تبدو لأي باحث يكتب تاريخا محليا، تتلخص بموقف الباحث من مادة الرواية المحلية التي تشكل مرجعية مباشرة له، والمعلومة التي تقدمها الوثائق سواء أكانت رسمية أم غير رسمية، مشيرة إلى ان المؤلف توقف أمام هذه الإشكالية، لأنه يكتب تاريخ منطقة عشيرته التي تداولتها الروايات الشفوية جيلا عن جيل، ولأنه أكاديمي يعرف المنهجية، حاول التوفيق بين هاتين المرجعيتين، واجتهد وجمع مادته التاريخية من كل من دمشق وبيروت والقاهرة وبغداد واسطنبول.
بينما اشار د. إبراهيم الشرعة إلى الجهد الذي بذله المؤلف في اخراج هذا الكتاب، مشيرا إلى بعض الملاحظات التي وردت في المقدمة والمحتوى الكتاب، منها ان هناك العديد من الكتب التي تتحدث عن حوران، لم يشر لها المؤلف، كما انه ركز على قبيلة آل الفواز، في حين اغفل دور القبائل الاخرى، التي كان لها دور بارز في الدفاع وحماية الحجيج.
وأضاف الشرعة أن المؤلف ربط المعلومات مع الشخصيات، واعتمد في معلوماته على الرواية الشفوية، في حين أن هذه الاحداث جرت قبل "400"، عام، واحتمال ان تكون هذه الروايات قد شابها بعض النسيان، لأنها نقلت عبر اجيال كثيرة حتى وصلت له.
من ناحية اخرى تناول المؤرخ عاد بن عمار تاريخ القبائل العربية بشكل عام، مشيرا إلى العلاقة الشخصية التي تربطه مع المؤلف، فهو صاحب رؤية حكيمة، وتعامل في هذه الدراسة بشكل امين، وتتبع جغرافية القبيلة، خصوصا قبيلة آل فواز.
ورأى بن عمار أن القبائل العربية هي جزء لا يتجزأ من تاريخ العرب والقبائل، هي مكون واساسي هذا التاريخ، مشيرا إلى علاقة القبائل مع المماليك عبر القرون.
ويذكر أن كليب الفواز حاصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة العامة والعلوم السياسية من الجامعة الأردنية في العام 1975، والماجستير في العلاقات الدولية من جامعة فيرلي ديكنسن في ولاية نيوجيرسي – الولايات المتحدة الأميركية في العام 1977، والدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر من معهد التاريخ العربي في بغداد-العراق العام 1995، وصدر له كتاب بعنوان "المراسلات المتبادلة بين الشريف حسين والعثمانيين 1908 – 1918".