إصدار جديد عن "صور السلام العالمي في الإسلام" لحجازي

غلاف الكتاب - (الغد)
غلاف الكتاب - (الغد)

عمان - الغد - صدر عن مكتبة وائل كتاب "صور السلام العالمي في الاسلام"  للكاتب محمد عوني حجازي والذي أوضح فيه أن الإسلام استطاع في الماضي أن يحقق السلام في العالم أجمع لأنه يجمع البشرية جميعا في قافلة إنسانية واحدة.اضافة اعلان
وأورد حجازي قول الروائي والصحفي البريطاني مارمادوك بكثال الذي يراه بعض الناس صاحب أفضل ترجمة إنجليزية لمعاني القرآن الكريم، ويعتبر قياديا دينيا وسياسيا بارزا، حين قال يمكن للمسلمين أن ينشروا حضارتهم في العالم بالسرعة التي نشروها بها سابقا، بشرط أن يرجعوا إلى أخلاقهم السابقة لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم. واستطرد الكاتب قائلا إن الاسلام لا يفرض نفسه على أحد فمن شاء ان يؤمن به فله ذلك ومن لم يشأ فله ذلك ايضا دون ان يمس ذلك اي حق من حقوقه في الايمان او العبادات. فالاسلام يتعامل مع من وافقه أو خالفه بمبدأ واحد العدل والمساواة بعيدا عن كل أشكال التمييز على أساس الجنس أو اللون أو الدين، فالجميع في الاسلام عبيد لله متساوون في الحقوق والواجبات.
ويرى حجازي في كتابه أن ركائز هذا الدين وجميع أنظمته وتشريعاته مستوحاة من مبدأ واحد ألا وهو "السلام"، وأن ما يصدر من بعض المسلمين من غلو وتطرف أو إرهاب هو تصرف شخصي ناتج عن الجهل بحقيقة هذا الدين السمح، وأنه لا علاقة للإسلام به.
يتناول الجزء الاول من الكتاب السلام الداخلي للفرد والذي يعتقد الكاتب فيه انه لا سلام يرجى في اي مجتمع ضمير الفرد فيه لا يخلو من الخوف والقلق والاضطراب سواء من أحوال معيشية صعبة او من مستقبل غامض مجهول أو غيره. ولا شك ان هذا الخوف والقلق والاضطراب سوف ينعكس سلبا في تصرفاته وأفعاله في مجتمعه وتعامله مع الناس.
ويؤكد الكاتب ان هذا الانسان لن يستطيع تجاوز هذا الامر الا اذا شعر بالسلام الداخلي في قرار نفسه. ويقول انه لا يمكن لهذ السلام ان يحيا في قرار نفسه الا اذا تعرف هذا الانسان على خالقه ورازقه ومدبر أمره، فهذه العلاقة المباشرة بين هذا الانسان الضعيف والرب القوي لكفيلة بأن تحيي في هذا الانسان الشعور بالسكينة والأمن والاستقرار. فالانسان الضعيف عادة يراوده الشعور بالقوة  والامان وهو مع إنسان قوي ذي نفوذ وقوة، فكيف إن كان هذا الإنسان الضعيف مع الله نفسه؟
تطرق حجازي في الجزء الثاني من الكتاب الى السلام في المجتمع المسلم. وأعطى أمثلة كثيرة على ذلك مثل بر الوالدين وصلة الرحم وحق الجار وعيادة المريض. وأوضح ايضا كيف حفظ الله للإنسان كرامته في ظل الاسلام الحنيف فحرم الشتم والتنابز بالالفاظ وحفظ له أن لا يؤخذ بالظن او الغيبة كما وحفظ له خصوصيته ونهى عن النجوى والمن والهمز واللمز والنميمة وحفظ له حقوقه وحرم عدم أدائها له، ثم تطرق الكتاب الى صورة أخرى من صور السلام في الاسلام الا وهي العدل. العدل مع المرأة، العدل مع الاعداء، العدل مع غير المسلمين، العدل مع المسالمين من غير المسلمين والعدل مع الأبناء، العدل في حرية الاعتقاد والعدل بعدم اخذ احد بذنب احد ثم العدل في المساواة بين البشر.
ثم انتقل الكاتب بنا الى صورة أخرى من صور السلام في المجتمع المسلم الا وهي الصلح بين المتخاصمين والتكافل العائلي والتكافل الاجتماعي ثم الزكاة والصدقات والقرض الحسن. وختم الكاتب السلام في المجتمع بالأدب النفسي في الاسلام كالرحمة والتواضع  وحسن الخلق والصدق في التعامل ومنع الغش والاحتكار وتبخيس الناس أشياءهم والحث على الصفح والعفو عند المقدره.
تطرق  حجازي في الجزء الاخير من الكتاب الى موضوع الإسلام وسلام العالم. واوضح فيه التسامح مع غير المسلمين فقال ان الاسلام رسالة محبة وسلام عالمية ليست للمسلمين فقط بل للعالم أجمع موضوعها الإنسان ومحيطها العالم بأسره دون تمييز بين أبيض وأسود غني وفقير مسلم او غير مسلم ذكر أو أنثى وكأن العالم فيه أسرة واحدة.
ووثق الكاتب كلامه بأدلة من الآيات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة وكذلك العهدة العمرية والتعايش الودود والعلاقات الاخوية بين المسلمين والمسيحيين وكذلك بشهادة (عيثويابه). واوضح ايضا كيف أن الإسلام يحترم العهود والمواثيق الدولية ويحرم الغدر مع الأعداء وكيف انه ممن سبق في فرض الحماية والحصانة للمبعوثين وسفراء الدول فلا يمسون بسوء تحت اي ظرف من الظروف.
وفي الختام يقول الكاتب إن الإسلام لا يتعطش للتنكيل والتدمير والإبادة والقتل وان صدر من بعض المسلمين مثل هذا الافعال المشينة،  فهذا هو نتيجة فهمهم الخاطئ لحقيقة هذا الدين وطبيعته السمحة، وأكد انه لا يمكن للمسلمين ان يعودوا لسابق مجدهم وحضارتهم دون العودة الى اصول وأخلاق هذا الدين السمحة.