إضاعة فرصة استراتيجية

يديعوت أحرونوت

عاموس يدلين*

اتفاق المساعدة الأمنية الذي وقعت عليه الأسبوع الماضي إسرائيل والولايات المتحدة ليس إنجازا تاريخيا بل تفويت استراتيجي. اضافة اعلان
يبقي الاتفاق حجم الدعم الأميركي لإسرائيل على نحو مشابه، أو اقل بقليل، من الدعم في العقد الماضي. وحيال التحديات بعيدة المدى وحيال الواقع الاستراتيجي الذي خلقه الاتفاق النووي مع إيران، كان يمكن تحقيق مساعدة أكبر بكثير.
السؤال ما الذي يمثله الرقم 3.8 مليار أقل أهمية من مجرد الفشل في تحقيق اتفاقات استراتيجية بعيدة المدى بين إسرائيل والولايات المتحدة ومن عدم التوصل إلى "اتفاق مواز"، يسمح بمواجهة الآثار بعيدة المدى بالاتفاق مع إيران. فقد كان مهما لأوباما ولنتنياهو على حد سواء عرض ارتفاع كبير في المساعدة، ولكن الحقيقة الرياضية هي أنه لا وجود لارتفاع كهذا.
في الصيف الماضي وقفت إسرائيل أمام اتفاق نووي اشكالي جدا وقع مع إيران. ومع أن هذا ليس "كارثة جديدة" كما قدروا في إسرائيل، ولكنه ليس أيضا "اتفاقا تاريخيا وايجابيا" كما قدروا في واشنطن. ففحص معمق له يشير إلى أنه يقلص التهديد النووي الإيراني في المدى القصير، الا أنه ينطوي في المدى البعيد على مخاطر عديدة على إسرائيل.
لقد تلقت إيران في الاتفاق شرعية لقدرات نووية غير محدودة، ستسمح لها بعد عرض ان تكون في مدى صفر من القنبلة. وفي المجال التقليدي أيضا نجد ان الاتفاق اشكالي جدا إذ أن إيران تحصل فيه على علاوة في المقدرات وفي الشرعية لبناء القوة والتعاظم. واذا لم يكن هذا بكاف، فإنه حتى للتعويض الذي تلقته الدول العربية بالسلاح المتطور بمئات مليارات الدولارات يوجد عنصر كامن من التهديد على التفوق النوعي لإسرائيل.
إن سياسة مسؤولة وبعيدة النظر كانت ستتبنى في صيف 2015 توصية معهد بحوث الأمن القومي وتستجيب لدعوة الرئيس الأميركي للدخول في حوار استراتيجي عميق. في اطار مثل هذا الحوار كانت إسرائيل ستشير من جهة إلى ما في الاتفاق من اشكاليات، ومن جهة أخرى تستعد لمواجهة مخاطره. ومثل هذا الحوار كان سينتج ليس فقط اتفاق مساعدة سخي أكثر بل وأيضا تفاهمات استراتيجية على مواصلة تعزيز النشاط الاستخباري، على اعداد خيارات سياسية وعسكرية لحالة فشل الاتفاق، على توريد منظومات خاصة لإسرائيل وعلى مسائل أخرى.
ولكن في إسرائيل اختاروا سياسة أخرى، سياسة قطع الاتصال مع الإدارة والتدخل في السياسة الأميركية من خلال الخطاب في الكونغرس، والذي لم يغير في نهاية الامر الاتفاق مع إيران وكان مجرد بديلا فاشلا للحوار وللاتفاق اللذين كانا يمكنهما أن يعززا أمن إسرائيل جدا.
سجل النهاية لاتفاق المساعدة يعرض في رسالة سخيفة ومهينة بعض الشيء، طلب من نتنياهو ان يوقع عليها. وهو يتعهد في الرسالة بان يعيد اموالا اضافية تخصص لإسرائيل تتجاوز الاتفاق. وتمثل الرسالة حالة العلاقات مع الولايات المتحدة والتي أدى اليها نتنياهو، ويخيل أن إدارة أوباما لم تضبط نفسها من أن تضيف فيها لذعة للهيئات الثلاثة التي اعلنت عليها حربا سياسية في صيف 2015 – رئيس الوزراء (الذي يتعهد بإعادة الأموال)، الكونغرس (الذي إذا خصص أموالا فستعاد) ولوبي ايباك (الذي يبقى بلا عمل).

 *رئيس معهد بحوث الأمن القومي