إعادة افتتاح أول قاعة عرض للفنون التشكيلية بالعراق بعد ربع قرن على إغلاقها

بغداد - بعد حوالى ربع قرن على اغلاق اول قاعة عرض للفنون التشكيلية في العراق، اعيد الخميس افتتاح قاعة المتحف الوطني للفن الحديث في العاصمة بغداد اثر الانتهاء من اعمال الصيانة والتاهيل.اضافة اعلان
وقال مدير القاعة علي الدليمي لوكالة فرانس برس إن "المتحف او كما يعرف بقاعة كولبنكيان يضم الان اربع قاعات بعد اعادة تأهيله واجراء اعمال الصيانة"، مشيرا الى ان ثلاثا من هذه القاعات اصبحت مخصصة لعروض الفن التشكيلي من اعمال نحتية ولوحات فيما خصصت القاعة الرابعة لاستضافة الانشطة المسرحية.
وتعرف قاعة المتحف الوطني للفن الحديث بإسم قاعة كولبنكيان نسبة الى رجل اعمال اميركي ارمني تكلف ببنائها مطلع ستينيات القرن الماضي.
وقد عرفت أيضا بقاعة النصر قبل ان تغلق بعد حرب الخليج الثانية مطلع تسعينيات القرن الماضي، من ثم اطلق عليها اسم "قاعة الحرية" بعد سنة 2003 الا ان الاسم الاكثر تداولا لها بقي "قاعة كولبنكيان".
وأضاف الدليمي "حرصنا ان يكون افتتاح المتحف الوطني للفن الحديث متزامنا مع اقامة معرض تشكيلي مخصص للفلكلور البغدادي في اشارة للتذكير بأن هذه القاعة هي البذرة الاولى في انطلاق الحركة التشكيلية في وقت كانت بغداد ملهمة للفنانين العراقيين بفضل سحرها وماضيها الجميل". وتعرضت هذه القاعة اثر الغزو الاميركي للعراق في اذار (مارس) 2003 الى اعمال تخريب ونهب طالت مجموعة كبيرة من المقتنيات الموجودة داخلها والعائدة الى عدد من رواد الفن في العراق.
ومن الحكايات الطريفة المتصلة بأعمال نهب موجودات المتحف العثور على لوحة زجاجية رسمها احد الفنانين العراقيين في القرن الماضي لدى بائع شاي متجول كان يستخدمها لوضع الاقداح ومستلزمات عمله، وقد رفض عرضا ماليا قدم له لبيعها.
وتابع مدير المتحف قائلا "أصبحت القاعة منذ تأسيسها سمة بارزة في مشهد الفن العراقي المعاصر، وشهدت اقامة اهم معارض الفنانين الرواد فضلا عن المعارض العربية والعالمية العديدة".
واشار الدليمي الى ان" المتحف سيكون مفتوحا طيلة ايام الاسبوع امام الجمهور والزائرين ومتذوقي الفن العراقي، وستعرض فيه اعمال فنية من مقتنياته بالاضافة الى استضافة معارض فردية وجماعية وإقامة معارض للخزف والنحت والسيراميك".
ولعبت قاعة كولبنكيان التي يقف وراء فكرة انشائها عام 1960 اول مدير لها الراحل نوري الراوي، دورا مهما في تشجيع الحركة الفنية في العراق.
وقد أطلق على قاعات المتحف الثلاث بعد اعمال التحديث والصيانة والتاهيل اسماء الفنانين العراقيين جواد سليم وفائق حسن وعطا صبري.
واقيم على هامش الاحتفال باعادة افتتاح المتحف معرض للفنان العراقي علي الجبوري قدم فيه نماذج خشبية ومجسمات للمباني البغدادية والبيوت القديمة المتميزة بوحدات الزخرفة الخشبية.
وعكست تلك الاعمال الموروث الفني والشعبي المعماري والبنائي والطرازات القديمة المعتمدة في صناعة واجهات تلك المباني والبيوت التي اعادت الى الذاكرة اشهر مناطق العاصمة.
كما اقيم معرض للفن التشكيلي كان قاسمه المشترك الفلكلور البغدادي قدم فيه اكثر من 50 فنانا وفنانة من مختلف الاجيال اكثر من مئة لوحة بأحجام متعددة تصور كلها بغداد وماضيها وتفاصيل الحياة الشعبية.
ومن ابرز الفنانين المشاركين في هذا المعرض ستار لقمان وسلام عطا صبري وندى الحسناوي وسعد الشمري ورفاء البدري.
ومما يقلق القائمين على هذه القاعة القريبة من عملين فنيين ضخمين هما جدارية عملاقة لفائق حسن ونصب الحرية لجواد سليم، وقوعها في منطقة مكتظة في قلب العاصمة تعرف بساحة الطيران وتعج بالباعة والاكشاك غير المنظمة.
وبهذا الصدد صرح الدليمي "اتفقنا مع دوائر امانة بغداد ووزارة الداخلية على تامين المناطق المحيطة بالقاعة".
واللافت ان دائرة الفنون التشكيلية التي يعود اليها المتحف الوطني للفن الحديث قررت توجيه دعوة الى احفاد وعائلة مؤسسها كولبنكيان صاحب اكبر شركة عالمية مقرها البرتغال لزيارة القاعة. -( ا ف ب)