إعلان تفاصيل العودة للمدارس والجامعات

جانب من طابور صباحي في إحدى مدارس الإناث الحكومية -(أرشيفية)
جانب من طابور صباحي في إحدى مدارس الإناث الحكومية -(أرشيفية)
آلاء مظهر عمان- أكدت الحكومة أن قرار العودة إلى المدارس "وازن" بين مطلبين أساسيين هما التعليم والصحة، إذ أن غياب الطلبة الطويل عن المدارس له كلفته التربوية والاجتماعية والنفسية. وقالت إن العام الدراسي في موعده المقرر، وبشكل فعلي في المدارس والجامعات؛ مع وجود بروتوكولات صحية وإجراءات للوقاية تضمن سلامة الطلبة، وأعضاء الهيئات التدريسية والإدارية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس وزراء: التربية والتعليم تيسير النعيمي، والتعليم العالي والبحث العلمي محيي الدين توق، والعمل نضال البطاينة، والدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة. وأكد الوزراء أن التعليم في المدارس والجامعات سيكون وجاهيا (عن قرب) مع تطبيق آلية التباعد، بالتوازي مع تطبيق التعليم "عن بُعد" في آن واحد للطلبة الذين يكون دورهم في التعليم ليس وجاهيا، أي ليس في المدرسة أو الجامعة. ونفى العضايلة "ما يشاع من أقاويل حول نية الحكومة بدء العام الدراسي بشكل فعلي لأسبوع أو لشهر، ثمّ التحول إلى التعليم عن بعد". إلى ذلك، عرض النعيمي تفاصيل الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد في جميع المدارس الحكومية والخاصة والتابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والثفاقة العسكرية، مؤكدًا أن قرار العودة "وازن" بين مطلبين أساسيين هما التعليم والصحة، مبينا أن غياب الطلبة الطويل عن المدارس له كلفته التربوية والاجتماعية والنفسية. وقال إن عودة الطلبة للمدارس والمؤسسات التعليمية في الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل، أمر مطلوب ومبرر، لكنها عودة ترافقها مجموعة من الاعتباراتِ والشروط الصحية؛ حفاظا على صحة الطلبة والمعلمين. وأضاف أن ضمان صحة طلبتنا وكوادرِنا التعليمية يتطلب إجراءات صحية على مستوى المدرسة، في ظل المخاطر الصحية التي قد تحملها عودة الطلبة للمدارس، مبينا أن "التربية" تنسق بشكل مستمر مع وزارة الصحة من خلال "البروتوكول الصحي" الذي تم تطويره للحد من هذه المخاطر ما أمكن. وشدد النعيمي على أهمية الالتزام بجميع متطلبات وشروط الصحة والسلامة العامة من قبل الطلبة والمعلمين في المدارس، والتقيد التام بتطبيق اشتراطات وتعليمات البروتوكول الصحي الذي تم تدريب جميع المعلمين والإداريين في المدارس عليه، ومن ضمنها ارتداء الكمامة. وأوضح أن جميع المدارس في المملكة تم تجهيزها بكل ما يلزم من المعقمات، فيما سيتم خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي، تثقيف الطلبة صحيا بشأن إجراءات التباعد واستخدام المرافق الصحيّة، وتنفيذ برنامج تعزيز المهارات الأساسية لمعالجة فجوات التعلم. وقال إن الوزارة تعوّل في ظل هذه الظروف على تعاون ووعي الأهالي وأولياء الأمور الذين كانوا دائما وسيبقون شركاءنا الأساسيين في التعليم، داعيا إياهم إلى عدم إرسال أبنائهم للمدارس في حال ظهور أي أعراض مرضية عليهم. كما دعا النعيمي، الطلبة الذين يتعايشون مع الربو والأمراض المزمنة الأخرى إلى عدم القدوم للمدارس في المناطق التي تشهد حالات إصابة، وأن يتعلّموا عن بُعد في المنازل، على أن يتقدّموا للامتحانات المدرسية لاحقًا. وأكد أهمية توجيه أولياء الأمور أبناءهم لعدم المخالطة اللصيقة مع أقرانهم، والمحافظة على التباعد، ومغادرة المدارس فور انتهاء دوامهم، موضحا أن جميع المقاصف المدرسية لن تعمل في هذه الظروف، ما يحتّم على أولياء الأمور تزويد أبنائهم بكل ما يحتاجونه من الغذاء والماء عند قدومهم للمدارس. وفيما يتعلق بشكل دوام الطلبة والمعلمين في المدارس، أكد النعيمي أن القاعدة العامة تقوم على أن الدوام قائم، لكنه سيبقى دائما خاضعا لتطورات الوضعِ الوبائي في المملكة، وبناء عليه، طورت "التربية" سيناريوهات العودة التي بنيت وفق اعتبارين أساسيين: المعايير والشروط الواردة في البروتوكول الصحي من حيث المساحة المخصصة للطالب داخل وخارج الصف، ومستوى الحالة الوبائية في المنطقة. كما أكد أن الدوام في المناطق المفتوحة بالكامل سيبقى بحسب البروتوكول الصحي في المدارس التي تحقق شروط التباعد الجسدي (متر مربع للطالب داخل الصف، ومتران خارجه)، فيما سيكون الدوام بالتناوب بين الأيام (وجاهي وعن بعد)، في المدارس التي لا تحقق شروط التباعد الجسدي، بحيث يقسم الصف إلى نصفين، يتلقى النصف الأول تعليمه وجاهيا أيام الأحد والثلاثاء والخميس، فيما يتلقى النصف الآخر تعليمه أيام الاثنين والأربعاء. وأشار إلى أنه سيتم تخفيض زمن الحصة، بحيث يتلقى النصف المقيم في المنزل تعليمه عن بعد، ويتناوب النصفان أيام الدوام أسبوعيا. وفيما يتعلق بالدوام في المناطق المغلقة بحظر شامل، أوضح النعيمي أن دوام المدارس فيها سيعلق ويطبق التعليم عن بعد، مضيفا أن المناطق البينية (التي يتم عزلها ولكن لا حظر تجول فيها) سيتم منع الطلبة في البنايات المعزولة، ويطبق نموذج الدوام بالتناوب ضمن نظام المجموعات المنفصلة، وتقسم بحيث يكون نصيب الطالب فيها مترين مربعين داخل غرفة الصف، ويكون نظام التعليم فيها عن بعد إضافة إلى نظام المجموعات المنفصلة. وبين أن كل مجموعة ستدرس مبحثا واحدا أساسيا في اليوم بواقع ساعتين ثم تغادر المدرسة مباشرة، وفق الطاقة الاستيعابية بواقع مترين مربعين للطالب، مع التركيز على المواد الأساسية. ولفت النعيمي إلى أنه في حال ظهور حالة إصابة على مستوى المدرسة سيعلق الدوام فيها ويطبق التعليم عن بعد، فيما يطبق الحجر المنزلي على كل مرتادي المدرسة ويتبع بالتنسيق مع وزارة الصحة الإجراءات المحددة لذلك. وبين أنه في الأحوال جميعها سيتواصل تقديم المحتوى التعليمي عبر المنصات والقنواتِ المتلفزة، وفي حال اعتماد التعليم عن بعد كخيار، ضمن أحدِ السيناريوهات السابقة، سيعتمد التقييم عبر المنصات. وأكد النعيمي أنه سيتم تعليق بعض العمليات والخدمات المدرسية من أنشطة رياضية وثقافية وفنية وتقنين الاجتماعات، وستوقف خدمات المقصف المدرسي وستكون الاستراحة قصيرة بفترات متباعدة بين الصفوف، كما سيكون قدوم الطلبة ومغادرتهم في أوقات مختلفة بفواصل زمنية لا تقل عن 10 دقائق. وأشار إلى أن هذه السناريوهات ستطبق وفقا لواقع المدرسة من حيث الوفاء بالشروط الصحية والحالة الوبائية، على جميع المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الثقافة العسكرية ومدارس (الاونروا)، لافتا الى تفريغ أكثر من ضابط جودة ومشرف للقيام بزيارات مدرسية مستمرة لضمان التزام المدارس. من ناحيته، قال العضايلة إنّ العام الدراسي في موعده المقرر، وبشكل فعلي في المدارس والجامعات، مشيرًا إلى أن ما يشاع من أقاويل حول نية الحكومة بدء العام الدراسي بشكل فعلي لأسبوع أو لشهر، ثمّ التحول إلى التعليم عن بعد؛ بعد دفع الأهالي للرسوم الدراسية؛ هي محض افتراءات وأقاويل لا أساس لها من الصحّة. وأكد أن الدراسة ستكون في المدارس والجامعات طيلة العام الدراسي، وذلك في إطار التكيف والتأقلم مع الظروف الحالية، إذ لا يمكن الاستمرار بإغلاق المدارس والجامعات وإبقاء التعليم عن بعد، مع الإشارة إلى أن غالبية الدول أعلنت عن انتظام الدراسة فيها بشكل فعلي. وجدد العضايلة تأكيده على أن دوام المدارس والجامعات سيكون فعليا في المباني المدرسية والجامعية؛ باستثناء المناطق التي يجري عزلها بسبب تزايد الإصابات فيها، والتي سيقتصر دوام المدارس والجامعات في حال وجدت فيها على أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، بشكل مؤقت، ولحين تحسن الحالة الوبائية في تلك المناطق. ولفت إلى أن المملكة قد تشهد ارتفاعا في أعداد حالات الإصابة خلال الأيام المقبلة، أسوة بغالبية دول العالم؛ مشيرا إلى أن هذا الأمر يتطلب من الحكومة العمل وفق الاستراتيجية الجديدة التي أعلنت عنها، بما يضمن عدم تعطل الحياة التعليمية والاقتصادية، وبما يمكننا من التأقلم والتكيف واستمرار الحياة وفقا للظروف التي نعيشها.اضافة اعلان