إقالات المدربين.. سيناريو متكرر

كما هو متوقع، فقد تساقطت أوراق عدد من مدربي فرق دوري المحترفين لكرة القدم، رغم أن البطولة لم تنته بعد الجولة الخامسة من عمرها، حيث تولى المدرب بلال اللحام المسؤولية في فريق الرمثا خلفا للمدرب جمال محمود، فيما تولى أسامة قاسم مهمة تدريب الحسين إربد خلفا للروماني تيتا، وعُين خضر بدوان خلفا لأبراهيم حلمي في البقعة، بينما قدم مدرب سحاب إسلام ذيابات استقالته عقب الخسارة أمام شباب العقبة.اضافة اعلان
بالطبع، فإن ثمة مدربين آخرين ينتظرهم ذات المصير، الفيصلي فقد أربع نقاط جراء تعادلين، وبات مدربه السوري حسام السيد في موقف حرج، وربما تشكل المباراة المقبلة أمام الجزيرة الفرصة الأخيرة له، رغم وجود استحقاق قريب بكأس الاتحاد الآسيوي، كما أن فرقا أخرى ربما تجري "من خلف الكواليس" مفاوضات وترتيبات لتعيين جهاز فني جديد بدلا من المراد إقالته أو إجباره على تقديم الاستقالة.
نتائج المباريات والوضع المالي للأندية، يشكلان السبب الرئيسي في تلك الاقالات حتى وإن أخذ بعضها ظاهريا شكل الاستقالات، وهي نتيجة حتمية طالما أن المدرب وحده من يتحمل مسؤولية إخفاق الفريق في تحقيق النتائج المرجوة، حتى وإن كانت أطراف أخرى ومنها الإدارة، يجب أن تتحمل هي الأخرى نتيجة قراراتها خصوصا تلك المتعلقة باستقطابات اللاعبين من الداخل والخارج.
المدرب كما هو متعارف عليه، "الحلقة الأضعف" في المعادلة الرياضية، وهو "الضحية" الأولى لنتائج المباريات وسوء أداء اللاعبين في الملعب، وهذا "السيناريو" يتكرر في كل موسم، ويتم استبدال أكثر من عشرين مدربا، وبعض الفرق يتعاقب عليها ثلاثة أو أربعة مدربين على الأقل خلال البطولة، ومع ذلك لا يتحقق الهدف المنشود من التغيير، بل تزداد الأمور سوءا وتعقيدا وتزداد مديونية الأندية، بعد أن تجد نفسها مطلوبة للدفع من قبل "فيفا" أو لجنة أوضاع اللاعبين المحلية، التي لا تكاد تجتمع أبدا، رغم الكم الكبير من الشكاوى التي لا بد أن تبت فيها وتعطي أصحاب الحقوق حقوقهم.
اختيار المدرب لتدريب فريق ومن ثم الاستغناء عنه، غالبا يكون وفق أمزجة إدارية وعلاقات شخصية بعيدا عن المصلحة العامة وأهمية الاستقرار التدريبي، الذي لا بد أن يؤتي ثماره اذا ما تم العمل بشكل مؤسسي ومنطقي.
إقصاء أربعة مدربين حتى الآن ربما يعتبر "تسخينا"، ذلك أن الايام المقبلة ستشهد مزيدا من الاقالات والاستقالات، طالما أن الاستغناء عن المدربين يتم بسهولة.