إلى اليسار قليلا.. وابتسم

معاريف

شموئيل روزنر

8/3/2018

معظم الرجال المحنطين بربطات العنق ممن صعدوا إلى المنصة في واشنطن أمس كي يمدحوا إسرائيل ويقسموا الولاء لأمنها لا يعرفهم الناس على أي حال.اضافة اعلان
ميتس مكونيل وربطة عنقه الخضراء. ماركو روبيو، ذو الوجه الطفولي. بالضبط من أجل هذا توجد منظمة إيباك. تشخيصهم، تجنيدهم، اقناعهم. السناتور روبرت مننداز، الديمقراطية من نيوجيرسي، هو من المؤيدين الرواد لإسرائيل في مجلس الشيوخ. إلى جانب التأييد، يوجد بالطبع أيضا الأجر، فمننداز ينال التبرعات من متبرعين مؤيدين لإسرائيل، أكثر من كل سناتور ديمقراطي آخر. ولكن الأجر يتناسب والمكانة، مننداز هو الديمقراطي رفيع المستوى في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. وقد وعد أمس الا يهجر إسرائيل، حتى لو هبت الرياح السياسية في وجهه، حتى لو انحنى آخرون أو انكسروا أمام مثل هذه الرياح.
وبكلمات اخرى: مننداز لا يقبل الاملاءات من الجناح التقدمي في حزبه، والذي يبدي بوادر قصر النفس في علاقاته مع إسرائيل. خطابات كخطابه، وخطاب السناتور الديمقراطي من دلاور، كريس كونس، الذي يطالب الامم المتحدة للتوقف عن التمييز ضد إسرائيل، تبث رسالة مهمة: إيباك ليست منظمة سياسية في خدمة الحزب الجمهوري. إيباك كانت وما تزال منظمة فوق حزبية.
لقد صوت كونس مع إدارة أوباما وضد موقف إيباك، مع إقرار الاتفاق النووي مع إيران. المنظمة لم تنس ولكنها سارعت للغفران. كونس لم ينس ولكنه سارع لتنفيذ سلسلة من الأعمال التي هدفها الاثبات بانه ما يزال من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الذين يمكن الاعتماد على تأييدهم في الكفاحات من أجل إسرائيل.
ان المؤتمر السنوي لإيباك، الذي انتهى أمس بالصعود التقليدي للنشطاء إلى تلة الكابيتول، كان واحدا من اهدأ المؤتمرات في أي وقت سبق. فالأخبار من إسرائيل القت بظلالها على زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وغياب الرئيس دونالد ترامب ضمن هدوء نسبيا في جبهة الاستفزازات. فقد اجتمع نشطاء إيباك وتفرقوا – سنة اخرى مرت. اما الاخبار الكبيرة فقد صنعتها الادارة منذ الآن، بقرارها نقل السفارة إلى القدس، أو ستصنعها في المستقبل، بقرارها الغاء الاتفاق النووي مع إيران.
وفي ظل غياب الاخبار، فقد تفرغ مؤتمر إيباك لمعالجة الجرحى، ولا سيما المصاعب التي تثقل على تجنيد اليسار الليبرالي اليهودي للنشاط في المنظمة. بمعنى المصاعب المتواصلة للحفاظ على إيباك كمنظمة غير حزبية تضمن الحفاظ على تأييد الحزبين للعلاقات الأميركية – الإسرائيلية. وتفيد الاستطلاعات بان الناخبين الديمقراطيين يؤيدون إسرائيل اقل. وهي تفيد بان قسما هاما من الناخبين اليهود غير راضين على الاطلاق من الشكل الذي تدير فيه إسرائيل شؤونها. هذه المعطيات تجعل من الصعب على إيباك الحفاظ على مكانتها كمنظمة لها نفوذ في الحزبين، لها مؤيدون في المعسكرين.
هذه مهمة معقدة، مثلما شهدت هتافات الاحتجاج من اليمين الإسرائيلي. إذا كانت إيباك تريد تأييد اليسار اليهودي، فهي ملزمة بأن تبث رسالة مصالحة في الساحة الفلسطينية. إذا كانت إيباك تريد تأييد اليسار اليهودي، فهي ملزمة بان تحذر في تأييدها لمبادرات صقرية لبعض من عناصر الائتلاف. لمثل هذا التطلع فضل، فهو يزيد حجم التأييد لإسرائيل. ولكن له نقيصة أيضا، فمن أجل زيادة حجم التأييد، تكون احيانا حاجة إلى المساومة على قوة الرسالة.
فها هو السناتور كريس كونس يثبت ذلك. إيباك لم تحاول المعاقبة، الضرر السياسي، للكثير من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي الذين صوتوا إلى جانب الاتفاق مع إيران. ربما لأنه لاحظ بان مثل هذه المحاولة ستضر بالمنظمة اكثر مما تنفعها. ربما لأنه قدر بان المصالحة السريعة افضل من استعراض القوة. مهما يكن من أمر فإن إيباك هذه السنة هي منظمة أقل تهديدا، أقل عدوانية، وأكثر بشاشة.
حتى نتنياهو المتكدر احيانا ألقى أمس خطابا متفائلا. هذا سمح لإيباك لان تعقد مؤتمرا هادئا، وتستعرض الوحدة. السؤال إذا كان هذا سيسمح لها بان تكون أكثر نجاعة في العمل على القوانين والسياسة التي تحسن وضع إسرائيل.