إمكانية تصنيع اللقاح في الأردن.. استثمار صحي واقتصادي

بعد مرور اكثر من عام على ازمة كورونا، اثبت اللقاح انه هو الشيء الوحيد الذي يستطيع منع انتشار الفيروس وكسر المنحنى الوبائي للفيروس. لذلك أصبح اللقاح مقصد جميع الدول، فالجميع يسعى بكل جهده لجلب اللقاح وتطعيم شعبه.اضافة اعلان
الأردن بلد متميز طبياً، ويحظى بسمعة محلية ودولية خاصةً في تصنيع الادوية، فلدينا مصانع عملاقة تقوم بتصنيع عدد كبير من الأدوية بكافة اصنافها (حبوب وحقن …الخ) وهذه الشركات لديها انتاجات مميزة تقوم بتصديرها الى كافة الدول وتملك سمعة مكنتها من كسب ثقة المستخدم.
من كل ما ذكرنا - السمعة الطيبة التي يتمتع بها قطاع تصنيع الادوية والقدرة الانتاجية- لماذا لا يتم الاستثمار في جلب حقوق تصنيع احد اللقاحات المنتشرة وانتاجها في الأردن؟
الفكرة بحد ذاتها تمثل تحديا وتحتاج الى إقناع الشركات المنتجة للقاح لإعطائنا هذه الحقوق وهي فكرة ليس سهل تطبيقها.
ولكن اذا نجحنا بها سنكون قمنا باستثمار حقيقي ومميز نستفيد منه صحياً واقتصادياً ونكون قلبنا التحدي الى نجاح.
هذه الفكرة - كما قلت- ليست سهلة التطبيق ويمكن ان يقول شخص انها شبه مستحيلة وان الشركات المنتجة لن توافق على ذلك ولن تعطينا هذه الحقوق.
ولكن مردود هذا الاستثمار يستحق المحاولة، وتسخير كل علاقاتنا الدولية كحكومة ودولة من خلال وزارة الخارجية والديوان الملكي وعلاقات شركات الادوية الأردنية مع الشركات الكبيرة المنتجة للقاح في إقناع هذه الشركات للاستثمار في الأردن من خلال شركات الادوية الأردنية وإعطاء هذه الشركات حقوق انتاج لقاحات فيروس كورونا.
الأردن عانى - وما يزال يعاني - صحياً واقتصادياً من ازمة كورونا، ولا توجد حلول أمامه للخروج من هذه الازمة إلا بمشروع نهضوي كبير يحول الازمة ومشاكلها الى قصة نجاح تنهض بالدولة، فتساعدنا على تلقيح المواطنين وانهاء هذه الازمة وفي نفس الوقت تكون رافدا اقتصاديا من خلال تصدير هذا المنتج المطلوب عالمياً.
اخيراً؛ هذه المطاعيم بحاجة لتجديد كل فترة وممكن ان تصبح سنوية مع التطوير عليها بحيث تشمل التحورات التي تحدث كل فترة، وبذلك سيكون هذا المشروع ليس مرتبطا بفترة انتهاء الجائحة بل سيكون انتاجه مستمراً ولفترات طويلة.