"إنجاز".. 20 عاما في مأسسة وترسيخ ثقافة التطوع ونشرها

فريق إنجاز التطوعي- (من المصدر)
فريق إنجاز التطوعي- (من المصدر)

ديمة محبوبة

عمان– "التطوع هو التعليم مدى الحياة"، لذلك فإن الاحتفال باليوم العالمي للتطوع في الخامس من كانون الأول ديسمبر) من كل عام، يعبر عن الدور الكبير للأشخاص الذين يتطوعون في المجالات المختلفة بشكل مستمر.اضافة اعلان
في الأردن، ومنذ 20 عاما، انطلقت مؤسسة إنجاز، التي حملت على عاتقها تطوير ثقافة التطوع وخدمة المجتمع، من خلال تمكين فئة هي الأهم، "طلبة المدارس والجامعات"، وهي فئة عمرية بحاجة إلى الدعم والتمكين والتحفير، وبناء المعارف والمهارات المطلوبة لسوق العمل.
"الغد" قابلت الرئيس التنفيذي لـ إنجاز، ديمة البيبي، تلك المؤسسة التي ساهمت في ترسيخ ثقافة التطوع وتميزت بخلق مفهوم جديد للعمل التطوعي من خلال نقل الخبرات والمعارف لجيل الشباب، والإيمان بهذا السلوك والعمل على ديمومته.
تقول البيبي، في بداية مشوار إنجاز في التطوع لم يكن مفهوم التطوع منتشرا لدى القطاع الخاص كما هو اليوم، وبعض الشركات والمؤسسات كانت ترى أن تطوع بعض من الموظفين وخروجهم من عملهم بشكل أسبوعي بغرض التطوع شيء غير مفيد بالنسبة للشركة أو المؤسسة، اليوم تغيرت وجهة النظر هذه بشكل كبير، وبات الكثير من أصحاب الأعمال والمدراء يدفعون الموظفين بهذا الاتجاه، وأصبح مهماً لدى العديد من الشركات أن يكون المتقدمين للعمل هم أشخاص فاعلين في العمل التطوعي.
تضيف البيبي؛ في البدايات تواصلنا مع مدراء وأصحاب الشركات الخاصة، حاولنا إقناعهم بتخصيص مساحة صغيرة في مؤسساتهم على مدى ثلاثة أيام للحديث عن التطوع مع الموظفين وتوضيح فوائده العديدة وخلق الحماسة لتجربته، وباعتقادي فإن هذه الجهود كان لها الأثر الكبير في تعزيز ثقافة التطوع في القطاع الخاص، واليوم تتواصل عدد من الشركات بشكل دوري مع إنجاز بهدف تشجيع الموظفين على التطوع لما لمسته من طاقة إيجابية وفوائد أخرى تعود بالنفع على الجميع.
تذكر البيبي، أن من أصعب التحديات في بدايات إنجاز، كانت إيجاد عدد كاف من المتطوعين الأكفاء، لكن اليوم لدينا عدد كبير من المتطوعين الذين لديهم خبرات كبيرة ولديهم شغف لنقلها للشباب، والتطوع كسلوك لا يعود بالنفع فقط على الفئة المقصودة، بل ينمي مهارات الشخص المتطوع ويخلق لديه حالة من الاستزادة من هذا البحر.
وتقول البيبي، "إنجاز ربطت خبرات القطاع الخاص بشكل مباشر داخل الغرفة الصفية، واليوم لدينا شراكات لمؤسسات ضخمة وشراكات عالمية ومنح تخدم فكرة التطوع".
وحول شغفها الشخصي بالتطوع، تشير البيبي إلى أنها مذ كانت طالبة على مقاعد الدراسة، كانت ترافق أختها الكبرى للتطوع في مؤسسة تخدم الأشخاص ذوي الإعاقة "حينها شعرت بسعادة وراحة في داخلي وحباً كبيراً لهذا السلوك، والذي امتد ليومي هذا".
وتؤكد البيبي أن التطوع في مؤسسة إنجاز هو "أسلوب عمل وليس حدثا أو نشاطاً جانبياً، ونحن في إنجاز نعتبر المتطوعين هم العامود الفقري للمؤسسة، واليوم لدينا عدد كبير من ذوي الخبرة المتطوعين، ممن كانوا طلبة استفادوا من المتطوعين الذين طبقوا برامج إنجاز في مدارسهم".
وتبين البيبي أنه وقبل ممارسة العمل التطوعي، يتم التأكد من خضوع المتطوعين لدورات تدريبية تقدمها إنجاز، تمكنهم من إدارة الغرف الصفية وتمنحهم الأدوات المناسبة، مثل الحقيبة التدريبية.
ووفق البيبي؛ فإن "التطوع يدخل بعدد من المراحل في مؤسسة إنجاز، أولها مرحلة استقطاب المتطوعين بحسب شروط معينة تتطلبها البرامج التي ننفذها في الميدان، ومن ثم يتم ربط المتطوّع حسب خبراته/ا ضمن برامج إنجاز المختلفة، كما يتم ربط المتطوع بالمدرسة أو الجامعة أو الكلية التي سوف يطبق بها البرنامج ومن ثم يخضع للتدريب، وبعد ذلك -عند التطبيق في المدارس- يكون فريق إنجاز متواجد للمتابعة وتيسير العمل، إضافة إلى تهيئة المدارس لهذه البيئة التطوعية قبل بدء البرنامج في المدرسة".
وتضيف، هناك فرق بين التطوع المؤسسي، والذي يدار بمهنية ومتابعة واستمرارية، وبين الأنماط الأخرى من التطوع، ويبقى مطلوبا بكل أنواعه وأشكاله، فهو تجربة مثمرة كثيرا ما تتحول لأسلوب ونمط حياة عند المتطوع".
وتشير البيبي إلى أن إنجاز أوجدت أكثر من 37 ألف فرصة تطوعية خلال الـ 20 عام الماضية، من خلال مبادرات وعمل تطوعي مؤسسي، موجود بشكل دائم. وهناك حوالي 40 برنامجاً تقوم إنجاز بتنفيذها في المدارس والجامعات ومعاهد التدريب المهني والمراكز الشبابية، وهذا يتطلب خبرات كثيرة ومتابعة مستمرة من عدد كبير من الموظفين في الميدان.
وتوضح البيبي، "لدى إنجاز برامج تبدأ مع الطلبة في مراحلهم الإعدادية وحتى الثانوية، ثم الجامعات والمعاهد، واليوم ترافقهم بمشوارهم الريادي حيث "أسسنا في إنجاز حاضنة أعمال mySTARTUP في عام 2018 لنكمل المسيرة في خدمة الرياديين والرياديات لتأسيس وتطوير شركاتهم الناشئة ومؤسساتهم المجتمعية، والحاضنة توفر لهم مجموعة من الخدمات والتدريبات التي يحتاجونها في بداية مشوارهم لتمكنهم من الدخول والتعامل مع سوق العمل، وكذلك تقديم الإرشاد والاستشارات المالية والقانونية والحقوقية".
وعن التطوع بين الإناث، تقول البيبي إنه لطالما كانت النسبة الأكبر من المتطوعين هن من الإناث، ويتميزن بالشغف الكبير والالتزام والمتابعة وتحمل المسؤلية بشكل لافت، ولديهن القدرة على التأثير الإيجابي على الطالبات وكذلك على الطلاب، ونعتمد في مؤسسة إنجاز بشكل كبير على المتطوعات اللواتي يمتلكن الخبرة العملية تحديداً من الموظفات في القطاع الخاص.
وحول تأثير جائحة "كورونا"، تقول البيبي إن التطوع لم تتوقف نشاطاته في إنجاز خلال الجائحة، حيث انتقلنا من التطوع التقليدي الى التطوع الافتراضي، عبر منصة إنجاز التي تم اعتمادها لتنفيذ البرامج بطريقة تفاعلية، وهنا نؤكد دور المتطوع خلال الجائحة الذي استمر بالعطاء ونقل خبراته لجيل الشباب.