إنفانتينو بالتزكية

أعيد انتخاب جاني انفانتينو للمرة الثانية وبالتزكية رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا". لم يكن الانتخاب للمرة الثانية عشوائيا، بل جاء لأنه استطاع أن ينقذ الاتحاد من وضع مأساوي أوصله للحضيض؛ حيث سادته السرقات والرشاوى ثبتت على عدد كبير من قادته ومنهم رئيسه السابق جوزيف بلاتر الذي أنهى الفساد مسيرته الطويلة. إنفانتينو، خلال 3 أعوام، ضاعف إيرادات "الفيفا" المالية، وسارت كل نشاطات الاتحاد كما هو مخطط لها بلا مشاكل خاصة بطولة كأس العالم التي أقيمت في روسيا العام 2018، ونجحت نجاحا كبيرا بعد أن كان الخوف يسود أجواء البطولة. الأهم من ذلك كله جو الاستقرار الذي ساد الاتحاد إداريا وفنيا وماليا، بسبب الالتزام بالأنظمة واللوائح والقوانين التي تسير شؤون الاتحاد، خاصة وأن انفانتينو نفسه واصل بنفسه زيارات ميدانية لكل الأحداث الكروية المهمة ليس في قارة أوروبا بل جميع القارات. هذا بالإضافة إلى بعض الإصلاحات الأخرى وفي طليعتها استعمال الـ"فار" أو "تقنية الفيديو"، التي حسّنت من نظرة أركان اللعبة للتحكيم نظرا للدور الحاسم الذي تلعبه هذه التقنية الحديثة. لقد كان الرجل عمليا متفهما ومستوعبا لمنصبه ابتعد عن المحظورات والشبهات. المهم أن الانتخاب جاء معبرا عن الإنجاز وليس نتيجة مصالح أو تكتل أو رشاوى أو ضغوط أو أناس ليسوا مؤهلين نهائيا لأن يكونوا قادة للرياضة، كما هو الحال في جوانب متعددة من رياضتنا العربية؛ حيث يوضع الإنسان في منصبه بمعايير ليس لها علاقة بالمهنية والكفاءة ولا تلتزم نهائيا بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.اضافة اعلان