إنهاك نتنياهو بمعارك مستمرة

د. محمد حسين المومني

معارك من كل صوب واتجاه تنهال على نتنياهو الذي اصبح يقود حكومة منهكة بالكاد قادرة على التحرك سياسيا. عربيا وفلسطينيا يواجه شكوكا حول سلوكه ونواياه، حتى من دول الاتفاقات الابراهيمية، ورأينا كيف كان للامارات اتصالات حول وزراء حكومته، محذرة ان الوزراء العنصريين لا يخدمون اجواء التصالح والتعاون والسلام، وعديد من الدول العربية لا تنفك تؤكد اهمية حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية التي يعارضها معظم اعضاء ائتلافه، الذين يؤمنون ان الارض لهم وحدهم حصريا وبقرار من الله. فلسطينيا، وعلى جبهات الداخل والخارج، يبرع ابناء الشعب الفلسطيني بالمقاومة السياسية والاعلامية والقيمية، يتبنون تكتيكات عصيان مدني ويبتعدون عن العنف الذي توظفه اسرائيل لصالحها، يكسبون معارك اعلامية وعلى السوشال ميديا، يظهرون نتنياهو وائتلافه على حقيقتهم المتطرفة، ويؤكدون حق الشعب الفلسطيني بالمساواة والعدالة كباقي البشر، وهذا طرح ما ينفك يجلب تعاطفا عالميا متناميا لانه الحق والعدل والرشاد.اضافة اعلان
اسرائيليا يواجه نتنياهو ايضا معركة ضروس، بمسيرات حاشدة للمعارضة تقف بوجه محاولاته للتغيير والتغول على القضاء والتعليم، يريد ان يحول اسرائيل قانونيا ودستوريا لدولة دينية طاردة لأبنائها الا المتدينين، اما من هم غير ذلك فلا هوية أو وجود لهم بدولة المفترض انها ديمقراطية. خطير ما يفعله نتنياهو، والتقييمات انه شخصيا غير مقتنع بالتغيرات البنيوية على القضاء والتعليم، ولكن يحتاجها لغايات شخصية حيث تهم الفساد التي تلاحقه والتي ستحرمه من موقعه التنفيذي اذا ما ادين. المعارضة تتعاظم في اسرائيل تخلق حالة من المناوأة الداخلية لليمين الذي استبد وتمدد واستفحل.
نتنياهو يتعرض ايضا لمواجهة سياسية من امريكا، زاره سوليفان قبل ايام، يتوقعون منه ان لا يفعل اي شيء على ارض الواقع يتعارض مع التزاماته لامريكا، بما في ذلك عدم التضييق على الفلسطينيين قانونيا واقتصاديا، وعدم التوسع بالمستوطنات والاستمرار فيها. امريكا في عهد بايدن تقدم اشياء مفيدة ملموسة للفلسطينيين منها عودة تمويل الاونروا، واعطاء حق الاقامة لآلاف الفلسطينيين الذين حرمتهم اسرائيل من الاقامة في الضفة، وتسهيل تنقل وعمل آلاف الغزيين في اسرائيل. لا يعلن كل هذا مع الاسف، والسبب حتى لا يؤثر على السياسة الداخلية والتصويتية في اسرائيل، والاجدى ان يعلن لانه يصب باتجاه احقاق العدالة للشعب الفلسطيني.
يواجه ايضا نتنياهو قوة سياسية ودبلوماسية شديدة من قبل الاردن وجلالة الملك، للوقوف في وجه اي محاولات للعبث بالمصالح الاردنية التي ترتبط مباشرة بحل الدولتين واحقاق العدالة للشعب الفلسطيني. للاردن قدرة وادوات متعددة للوقوف بوجه حكومة نتنياهو المتطرفة والدفاع عن المصالح، وحتى اللحظة ما استخدم من هذه الادوات فقط السياسية والدبلوماسية والاعلامية وليس بكامل طاقاتها. للاردن كامل القدرة على الحفاظ على المصالح وهو يستخدم ادواته بعقلانية وتدرج ورشد، وبحسب متطلبات واقع الحال، ويتعامل مع اية حكومة اسرائيلية كانت من تكن، والفيصل هو الحفاظ على المصالح وعدم المساس بها.